أسعار الدولار اليوم الأحد 18 مايو 2025    أسعار الفاكهة اليوم الأحد 18 مايو في سوق العبور للجملة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 18 مايو    بمقدم 200 ألف جنيه.. "الإسكان" تطرح شقق في العلمين الجديدة    صحيفة عبرية: 9000 جندي إسرائيلي يتلقون العلاج من أمراض نفسية منذ بدء الحرب    عماد الدين حسين: بيان قمة بغداد يؤكد ثبات الموقف العربي تجاه عدوان إسرائيل    مقتل شخصين إثر اصطدام سفينة مكسيكية بجسر في نيويورك    القنصل المصرى بأمريكا ورئيس اتحاد الاسكواش يحضران مراسم تتويج الفراعنة ببطولة العالم    أهداف السبت.. رباعية البايرن وثلاثية باريس سان جيرمان وانتصار الأهلى وبيراميدز في الدوري المصري    انتقامًا من والدته l تذبح طفل جارتها وتلقى بجثته وسط الشارع    اليوم.. نظر محاكمة راندا البحيرى بتهمة سب وقذف طليقها    محمد كمال يكتب : الزعيم بعيدًا عن ملاعب الكوميديا    يمتلكون قدرة سحرية على إدراك الأمور.. 5 أبراج تجيد اتخاذ القرارات    مهرجان المسرح العالمى فى دورته ال40: يرد الجميل ل « الأساتذة »    أخبار مصر: سفر أول أفواج حج الجمعيات، أسعار تذاكر الأتوبيس الترددي، بشرى سارة عن حالة الطقس، مرتضى منصور وفايق أمام المحكمة    انطلاق عرض مسلسل حرب الجبالي اليوم    الصحة تنصح الأهالي بقياس معدلات نمو الأطفال لمنع الإصابة بالتقزم    المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" ترسم مستقبلًا جديدًا لقرى سوهاج    استشهاد طفل فلسطيني وإصابة اثنين بجروح برصاص إسرائيلي شمال الضفة الغربية    اليوم.. افتتاح المتاحف على مستوى الجمهورية مجانا للجمهور    سعر الموز البلدي والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 18 مايو 2025    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. في أول ظهور له.. حسام البدري يكشف تفاصيل عودته من ليبيا بعد احتجازه بسبب الاشتباكات.. عمرو أديب يعلق على فوز الأهلي القاتل أمام البنك    رئيسة الوزراء الإيطالية: لا تنظروا إلي للحصول على نصيحة بشأن ترامب فلست طبيبة نفسية    برلماني روسي يقدم اقتراحا لترامب من بند واحد لتحقيق السلام في أوكرانيا    إصابة شخص في حريق شقة سكنية بالعبور | صور    جدول البث المباشر لمراجعات الشهادة الإعدادية بنظام البوكليت 2025 بالقاهرة    "بنظام البوكليت" نماذج استرشادية للشهادة الإعدادية 2025.. «تعليم القاهرة» تنشر نموذج امتحان الهندسة    منتخب مصر يواجه اليوم نيجيريا لتحديد صاحب برونزية أمم أفريقيا للشباب    لمدة يومين، المحامون يمتنعون عن الحضور أمام محاكم الجنايات    بن غفير: علينا الدخول بكل قوة إلى غزة ونسحق عدونا ونحرر أسرانا بالقوة    السفارة الأمريكية في ليبيا تنفي وجود خطط لنقل سكان غزة إلى ليبيا    البابا يترأس القداس المشترك مع بطريرك السريان وكاثوليكوس الأرمن    الدولار ب50.41 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأحد 18-5-2025    سيراميكا كليوباترا يقترب من التعاقد مع كريم نيدفيد    يوسف حمدي: جماهير الزمالك تشعر بالظلم بسبب ما يحدث    الغرف التجارية تنفي نفوق 30% من الثروة الداجنة وتحذر: خلال الصيف سنواجه مشكلة حقيقية    أمن بني سويف يكشف لغز جثة رجل مكبل اليدين والقدمين داخل سيارة    ب 20 مليون.. جهود مكثفة لضبط تشكيل عصابي سرق مشغولات ذهبية في قنا    موعد مباراة الأهلي وباتشوكا الودية قبل كأس العالم للأندية 2025    ما بين الحلويات.. و«الثقة العمومية»!    استمرار قوافل «عمار الخير» بشربين للكشف المجاني على المواطنين بالدقهلية    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    أمطار لمدة 24 ساعة.. بيان مهم بشأن حالة الطقس: «تغير مفاجئ»    هزيمة 67 وعمرو موسى    للحفاظ على سلامة الطعام وتجنب الروائح الكريهة.. نصائح لتنظيف الثلاجة في خطوات بسيطة    للحفاظ عليها من التلف.. 5 خطوات لتنظيف غسالة الأطباق    حدث بالفن| نجوم الفن يحتفلون بعيد ميلاد الزعيم وحقيقة خلاف تامر مرسي وتركي آل الشيخ    كالعروس.. مي عمر تتألق بفستان أبيض في خامس أيام مهرجان كان    خبير لإكسترا نيوز: إسرائيل لن تسمح بحل الدولتين لتعارضه مع حلمها الإمبراطوري    تعاون بين «التأمين الشامل» و«غرفة مقدمي الرعاية الصحية»    وزير الشباب والرياضة: نتحرك بدعم وتوجيهات الرئيس السيسي    "الجبهة الوطنية" يعلن تشكيل أمانة الرياضة برئاسة طاهر أبوزيد    تفاصيل لقاء بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط في مركز لوجوس بوادي النطرون    رئيس جامعة الأزهر يكشف الحكمة من تغير أطوار القمر كما ورد في القرآن    أمين الفتوى يوضح أهمية قراءة سورة البقرة    افتتاح ورشة عمل بكلية دار العلوم ضمن مبادرة «أسرتي قوتي»    عالم أزهري: «ما ينفعش تزور مريض وتفضل تقوله إن كل اللي جالهم المرض ده ماتوا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحياء لها تاريخ البحيرة الجميلة.. دائماً مطمع الأنظار
من قصر ابن قلاوون.. إلي مبني وزارة الخارجية
نشر في آخر ساعة يوم 13 - 08 - 2013


بولاق حياة وتجارة وحرف
7 سنوات "شُداد" انتهين عام 1331م جئن في الفيضان السنوي للنيل بكميات كبيرة من الطمي تركزت في غرب القاهرة مكونة منطقة بولاق أبو العلا كتوسع وإضافة جديدة للعاصمة كهبة جديدة من النيل.
و700 عام ويزيد من عمر المنطقة أو الحي وما تزال محط الأنظار ومطمعها والذي بدأ بالسلطان محمد بن قلاوون وبعده علي بك الكبير ثم نابليون بونابرت ومحمد علي باشا والخديو إسماعيل وحتي الآن.
هي حكاية منطقة أو حي أو ضاحية تتبدي عبقرية موقعها مع الزمن فتثير المطامع وبالتالي الصراع وما يتبعه من انتصارات وشكاوي.
من أجمل مناطق كورنيش القاهرة غرباً الي شارع الجلاء أهم محاور المرور في القاهرة شرقاً ومن شارع السبتية أهم أسواق الأخشاب والحديد شمالاً الي شارع ماسبيرو جنوباً تقع منطقة بولاق أبو العلا بما تحتويه من مبانٍ هامة من أكبر مؤسستين صحفيتين إلي مبني وزارة الإعلام ثم وزارة الخارجية وأكبر أسواق القاهرة في وكالة البلح وميناء القاهرة البري يملأ قلبها بيوت ومنازل وعشش بقدم زمانها تضم آلافاً من الحرفيين والصنايعية تضفي لها روحها الشعبية المصرية.
وبولاق كلمة مصرية تعني المرسي أو الميناء فقد تحولت إلي الميناء الأهم للقاهرة بعدما قلت أهمية الميناء النهري لمنطقة الفسطاط في أثر النبي وتحولت تجارة الصعيد وبحري إلي ساحل بولاق والذي عمر أيضاً بالبضائع القادمة من شرق آسيا عبر البحر الأحمر في طريقها إلي الإسكندرية ومنها إلي أوروبا قبل كشف طريق رأس الرجاء الصالح فكانت ترسو القوارب والسفن عند قرية بولاق بالبضاعة وللبضاعة من قمح وسكر وزيت وغيرها خاصة تجارة الكارم "البهارات" القادمة من الهند إلي أثرياء أوروبا وكنائسها وهي التجارة التي أفسدها السلطان برسباي "1421- 1438" عندما طمع في مكاسبها فتاجر في الأسواق فارتفعت الأسعار مما دفع ملوك أوروبا للبحث عن طريق آخر إلي شرق آسيا.
ويقال إن الاسم أطلقه الفرنسيين بمعني البحيرة الجميلة أو أرض الزهور لكن الثابت أن الاسم قد ظهر قبل الحملة الفرنسية.

يزدخر تاريخ المنطقة بالحكايات المغرية للتوقف لقراءتها، نتوقف فقط عند ملامحها الهامة وأهم مساجدها وثورتها ضد الحملة الفرنسية، وإطلالة سريعة علي واقعها الحالي:
في عام 1200 غرقت سفينة كبيرة في النيل كانت مصممة علي شكل فيل وتجمع حولها طمي النيل والأعشاب والرمال والمخلفات فظهرت جزيرة الفيل التي هي أساس تكوين منطقتي بولاق وشبرا وكانت تغمر بالمياه أثناء الفيضان ثم ينحسر عنها فاتخذها المماليك مكاناً للتدريب علي الرماية وبعد مائة ويزيد قبل 7 أعوام من عام 1331 جاء طمي النيل غزيراً تركز عند منطقة بولاق وجاءت في توقيت إصلاحات يقوم بها الناصر محمد بن قلاوون فأمر بالبناء في المنطقة الجديدة وتعميرها فأسرع الأمراء والجنود والتجار والشعب بالبناء في المنطقة وأقام هو قصراً له علي النيل وأقيمت هناك سواقي للري في الموقع المواجه لمسجد أبو العلا حالياً والذي أقيم فيه بعد ذلك مسجد الخطيري الذي تهدم في خمسينيات القرن الماضي.
أول من عمر المنطقة السلطان محمد بن قلاوون عام 1331 وبعد أكثر من 400 سنة جاء علي بك الكبير والي مصر عام 1767 ببناء قصر له هناك. ولم يدر الزمان أكثر من 31 عاماً وتأتي الحملة الفرنسية عام 1798 فيتخذ نابليون بونابرت من ميناء بولاق قاعدة عسكرية للسيطرة علي الوجه البحري ويقوم المهندس لوبيريه كبير مهندسي الطرق في الحملة بشق طريق من منطقة الأزبكية إلي بولاق لتسهيل مرور القوات الفرنسية من النيل إلي القلعة وردمه ليجعله مرتفعاً عن منسوب الفيضان وبعد 7 سنوات فقط يتنبه الوالي محمد علي إلي صناعة السفن للتجهيز للحملة علي الوهابيين في الحجاز بالإضافة إلي مسابك ومصانع وورش كبيرة والمبيضة لتبييض الأقمشة مصنع للورق ومسبك لتصنيع الحروف العربية كما أقام مساكن للمهندسين فازدهرت المنطقة في عصرها الذهبي. فقام باستكمال الطريق الذي بدأه الفرنسيون وغرس حوله الأشجار.
بعد نصف قرن وفي عهد الخديو إسماعيل 1863 وقيامه بتخطيط القاهرة الخديوية قام بتجديد شارع بولاق الذي سمي شارع محمد علي ثم سمي شارع الخديو إسماعيل وبعد وفاة الملك فؤاد عام 1926 سمي شارع فؤاد وبعد ثورة يوليو والتأميم سمي باسمه الحالي شارع 26 يوليو.
كان العامل الحاسم في ازدهار منطقة بولاق أبو العلا هو ظهور الترام في القاهرة عام 1896 الذي امتد من العتبة حتي موقع كوبري أبو العلا الذي أنشئ بعد 16 سنة في عام 1912 وبعد عام واحد تم مده إلي نادي الجزيرة بالزمالك حتي تم إنشاء كوبري الزمالك وامتد الترام مخترقا الزمالك إلي إمبابة فعمرت المنطقه وازدهرت.
في أربعينيات القرن الماضي تنبهت العيون للأهمية الكبيرة لمستقبل المنطقة فتم إقامة مبني دار أخبار اليوم الصحفية عام 1944 في شارع الصحافة بمنطقة الترجمان وبعده بعدة سنوات انتقل لها مبني جريدة الأهرام 1958 الي شارع الجلاء وواكبه مبني التلفزيون العربي ووزارة الإرشاد القومي التي أصبح اسمها حاليا وزارة الإعلام وفي عام 1992 تم استخدام مبني الخارجية في موقعه الجديد الذي نقل له من مقره القديم في منطقة جاردن سيتي والذي أقيم في موقع حي الحطابة المطل علي شارع ماسبيرو وكورنيش النيل.
ثم توالت مباني الهيئة العامة للكتاب ودار الكتب والمباني التجارية والبنوك وغيرها.
وفي سبعينيات القرن الماضي ومع الانفتاح ازدادت أهمية المنطقه كمنطقة استثمار، خاصة مع تهالك مبانيها القديمة، فتم نقل مجموعة من منطقة الترجمان إلي منطقة مساكن عين شمس والتي أقيم في موقعها ميناء القاهرة البري.
وجاء زلزال 92 فأضير الكثير من مباني المنطقة وجزء كبير منها عشش متهالكة أصلا وتم نقل سكانها لمدينة النهضة.
ومع بداية القرن الواحد والعشرين تعاظمت مشاكل المنطقة وصراعاتها مع وضع تخطيط عام لتطوير القاهرة واحتياجات وزارة الخارجية لتطوير المنطقة المحيطة بها وكذا وزارة الإعلام
وتقدم عدد من شركات التعمير لشراء أراضي المنطقه لإقامة مشروعات سياحية وأضيف لها تهالك عدد من مباني المنطقة بما يهدد سلامة السكان فوضعت خطط لنقل السكان وتعويضهم.
مساجد بولاق أبو العلا
في منطقة بولاق أبو العلا ثلاثة مساجد أثرية هامة أشهرها مسجد السلطان أبو العلا وأكبرها مسجد سنان وأقدمها مسجد زيب الدين يحيي.
* في850 ه وصل إلي القاهرة القطب الصوفي حسين أبو العلا المشهور باسم أبو العلا في سن 80عاماً وكان صاحب كرامات واتخذ لنفسه خلوة قرب النيل وعاش في مصر لمدة أربعين عاماً فقد توفي في سن120 سنة وكان يسكن بجواره تاجر ثري اسمه نور الدين علي بن القتيني البرلسي وطلب منه الشيخ إقامة مسجد له وحقق له طلبه لكنه مات أثناء التنفيذ وعندما توفي الشيخ أبو العلا تم إلحاق قبة للمسجد ودفن أسفلها الشيخ أبو العلا وذلك عام 891ه وتبلغ مساحة المسجد 1200متر مربع.
وقد دفن في المسجد بعد ذلك مجموعة من العلماء منهم الشيخ مصطفي البولاقي عام1846 والشيخ أحمد الكحكي عام 1854 والشيخ عبيد علي البولاقي والشيخ رمضان البولاقي. وقد جدد المسجد في عهد الملك فؤاد وأضيفت له توسعات وافتتح عام 1936.
في عام1571 عاد سنان باشا والياً علي مصر للمرة الثانية لمدة عامين كما كانت ولايته الأولي عام 1571 والتي قطعها بأوامر السلطان العثماني مراد الثالث ليقود حملة إلي اليمن لقمع الزيديين ثم عين صدر أعظم في الأستانه ليتولي بعد ذلك فتح تونس من الأسبان ثم عاد أيضاً لمنصب الصدر الأعظم ليتولي ولاية الشام ويعود للمرة الأخيرة لمنصب الصدر العظم "للمرة الثالثة" حتي توفي عام 1596عن عمر 80 عاماً.
في ولايته الثانية لمصر أقام سنان باشا مسجده الموجود حتي الآن في منطقة بولاق أبو العلا والذي يعد ثاني مسجد علي النظام العثماني بعد مسجد سليمان باشا الذي أقيم في قلعة الجبل وقد جدد المسجد في عهد الملك فاروق.
في عام 1448 أقيم أقدم مسجد في منطقة بولاق أبو العلا أقامه الأمير زين الدين يحيي الأستادار وكان محتسب القاهرة وناظر الأسطبل السلطاني والأستادار "المسئول عن أموال السلطان" وذلك في زمن السلطان جمقمق لكن السلطان التالي قايتباي غضب عليه وسجنه في القلعة حتي مات في سن 80 عاماً وذلك عام 1496 ودفن في مدرسته وجامعه عند تقاطع شارع الأزهر والخليج المصري "شارع بورسعيد حالياً "وقد تم تجديد وإصلاح المسجد عام 1891 في عهد الملك فؤاد علي يد لجنة حفظ الآثار العربية
ثوار بولاق
في 20 مارس 1800دوت طلقات المدافع الفرنسية في منطقة عين شمس في المعركة التي انتهت بنصرهم من جديد علي قوات المماليك والقوات التي أرسلتها الدولة العثمانية لإخراجهم من مصر وقد جاءوها عام 1798 وسمع رجال بولاق الصوت فهبوا في ثورتهم ضد الغزو الفرنسي وليساعدوا القوات المسلمة المشاركة في القتال فقام الحاج مصطفي البشتيلي بقيادة الأهالي في ثورتهم وهاجموا المواقع الفرنسية التي أقيمت علي ساحل النيل وعند قنطرة الليمون "كوبري الليمون حالياً" وقتلوا الجنود الفرنسيين الذين كانوا بها وفتحوا مخزنهم واستولوا علي ما فيها وأقاموا الحصون والمتاريس وسيطروا علي منطقة بولاق لمدة 26 يوماً رافضين كل إنذارات التسليم والتي بدأت من يوم 27 مارس بوصول كليبر للقاهرة بعد معركة عين شمس والذي أنتظر حتي عادت قوات الجنرال بليار بعد قمعه ثورة مدينة دمياط والذي وصل يوم 14 أبريل فأرسل إليهم كليبر إنداراً بالتسليم لكن رجال بولاق رفضوا وفي فجر يوم 15 أبريل قامت القوات الفرنسية بالهجوم علي المنطقة من جهة النيل ومن بوابة بولاق وركزوا مدافعهم علي الحواجز والمتاريس حتي حطموا أحدها فاندفعوا منه إلي المنطقة وأشعلوا النيران في المنازل والقصور والمخازن وحاصروا النساء والطفال وحاصروا المنطقة وقتلوا كل من تمكنوا منه حتي أصبحت الدماء انهاراً في الشوارع واستمرت النيران مشتعلة في المنازل لمدة 8 أيام واضطر الثوار إلي التسليم وتم القبض علي زعيم الثوار مصطفي البشتيلي وسجن في القلعة ثم قتل.
من أهم معالم بولاق أبو العلا:
مبني وزارة الخارجية.
متحف الركائب الملكية
مبني وزارة الإعلام ومبني التليفزيون.
المطابع الأميرية
دار الكتب والوثائق القومية
الهيئة المصرية العامة للكتاب
مبني البنك الأهلي
بنك فيصل الإسلامي
البنك الوطني المصري
بنك الدلتا الوطني
البنك الأهلي الباكستاني
بنك أبو ظبي الوطني
مبني مركز التجارة
مباني دار أخبار اليوم الصحفية
مباني مؤسسة الأهرام الصحفية
مبني مجمع محاكم الجلاء
مبني هيئة كهرباء القاهرة.
فندق هيلتون رمسيس.
فندق الكونكورد.
مبني نايل سيتي.
مبني النيل بلازا
ميناء القاهرة البري. "محطة الترجمان".
سفارة استراليا
السفارة البرازيلية
القنصلية الإيطالية
مستشفي بولاق العام
مستشفي الجلاء التعليمي للولادة (فاروق) سابقا
في حواري بولاق
أفلح أستاذنا هيكل بنصيحته للأستاذة أمينه شفيق بوضع مقالاتها عن تجربتها في الانتخابات علي جنب، ورصدها في كتاب مستقل والذي استفزني عنوانه: "تجربة امرأة عاملة في انتخابات 2001" فالعنوان لا يكشف عن مهارة أمينة شفيق في الحكي والكتابة، وما توقعته ووجدته بعد ذلك وهو أن أمينة غاصت لمدة 3 أشهر في حواري بولاق وما أعرفه من أنها زارت الأهالي بيتاً بيتاً وشقة شقة وعشة عشة وما أنا متأكد منه أنها أغرقت جلساتها الصحفية أثناء ذلك وبعده بملاحظاتها الذكية وقفشاتها الحية التي تهلك من حولها في ضحك يعرفون مثلي بعد مراجعته أنه ضحك كالبكاء.
ما أقلقني مؤقتاً أن تكون أمينة قد نسيت ما تعلمته في مدرسة أخبار اليوم الصحفية والتي بدأت حياتها المهنية بها عام 1957 قبل أن تنتقل عام 60 للعمل في الشقيقة الأهرام وارتباطها السياسي مع حزب التجمع. من العبارة السريعة والملاحظة الذكية والعمق في المعاني وهو ما وجدته في الكتاب وأفسده العنوان واقرأ معي بعض فقراتها:
علي أرض بولاق مؤسسات للمنفعة العامة مثل مؤسستي الأهرام والأخبار والخارجية والتليفزيون والكهرباء وكانت أبوابها مفتوحة أمامهم وأبنائهم للعمل ومازالوا يقدرونها ويرونها استقراراً للأولاد أما مؤسسات الشمال الاستثمارية الجديدة فينظرون لها كمحاولة للاستيلاء علي أرض بولاق وأوضح أحدهم: "دول بيوظفوا اللي زينا؟ وحتي لو وظفوا هم بيكتبوا عقود؟، الناس عاوزه تطمن علي أولادها وحياتها"
في إحدي جولاتي المبكرة أحسست بالجوع فاتجهت إلي محل بقالة صغير فإذا صاحبه يسألني حضرتك بتظهري في التليفزيون وبتقولي كلام شديد قوي، أيوه إنت صحفية قالوا كده في البرنامج أجبته أنا صحفية في الأهرام، لم أكد أنطق حتي تغير الرجل 180 درجة أولاً أحضر لي مقعداً ثم نادي: "واحد شاي" ثم استدار وقال لي والنبي ما تقولي لأ، وأقسم أن ثمن البسكويت وصل مقدماً، وبدأت معه حواراً طويلا لم ينقطع مع الآخرين لمدة شهرين وأكثر.
في الجانب الشمالي من بولاق أبو العلا تقع وكالة البلح المركز التجاري والمالي الكبير بها تجارة المنسوجات وتجارة الحديد وقطع الغيار وبها الحارة الصغيرة المليئة بالمارة والمنادين "الهتيفة" الذين يشجعون الزبائن علي دخول المحلات "بص شوف الأوكازيون الكبير هنا الشياكة والموضة، ولا مانع من مرور باعة المأكولات الشعبية خاصة الكشري والمشروبات وعلي رأسها الشاي.
في جانب آخر يوجد شارع السبتية حيث تتعالي أصوات السيارات المحملة بالحديد أو التي يفرغ منها
في الشمال توجد البنايات الأنيقة التي تقف باستعلاء تعطي ظهرها لمن هم من غير الخاصة من السكان محدودي الدخل من أهالي بولاق أبو العلا.
وفي الجنوب توجد مؤسسات الصحافة التي تستخدم أبناء المنطقة وتتعامل مع ورشها
وتبقي ظاهرة انتشار المقاهي في كل شارع وحارة، وكل زبون يعرف مقهاه ويقولون دي قهوتي
في بولاق ثلاث مجموعات من المساكن الشعبية من العقد الستيني ترتفع لأربعة أدوار صعدنا وهبطنا عشرات المرات وإذا بها تقول لي تعبتي باين عليكي، إنت عارفة يا أستاذة البيوت دي أقوي من القوة زلزال 92 ما وقعش طوبه منها.
وقفت أمام إحدي الشقق وشرحت للسيدة التي لم تفتح الباب لأن مرات ابنها خرجت وأغلقته عليها وأخذت تروي قصصاً عائلية عن الحماة وزوجة الابن وحاولت إسكاتها لكن دون جدوي وفي النهاية وجدتها تسألني لما تيجي مرات ابني أقولها إنتي مين يا أختي.
في جولة أخري وجدت أحد السكان ينتظرني وقد أخذ إجازة خصيصاً من عمله ليهمس لي أصل البيه المحافظ نسي السنة دي يوصل المية للأدوار العليا ذي كل انتخابات وبعدها يبقوا يقطعوها، ما إحنا واخدين علي كده.
نحن نسير في الشارع الكبير حيث غطت الدعاية كل ملمح من واجهات المحلات قال لي والله يا أستاذة كان عندنا في السبعينات مرشح علي مقعد العمال كان بينجح في كل دورة وما كانش يعلق أكثر من سبع أو ثماني لافتات في الدائرة كلها.
لم أرفض في حياتي عبارة رديئة مثل هو" الصوت واقف عليه بكام؟.".وقد قيل لنا ونحن صغار إن من حتميات قيام ثورة يوليو أن الأحزاب الفاسدة القديمة كانت تشتري صوت الناخب المصري بجنيه.
كنت قد تعودت عندما أدخل المقاهي أن أحييهم "مساء الخير" وفوجئت بأحد مرافقي يقول لي ممكن تبدأ التحية "بالسلام عليكم" وأعجبتني فكرة البدء بالسلام لكنه عاد ينبهني أن الإخوة الأقباط ممكن يزعلوا فقررت أن أتصرف ببساطة وألقي التحية التي تخطر علي بالي وحدث، ولم يعترض أحد من الأهالي، الناس أكثر تسامحاً مما نتصور.
فوجئت أن مرافقي يعترض علي ملابسي البسيطة لأن المرشح علي كرسي الفئات لازم يلبس ملابس شيك وأبهة مش أي حاجة والسلام وكدت أموت من الضحك لأني أتجول في الدائرة بنفس ملابسي التي أذهب بها إلي عملي ولم يقتنع.
فوجئت بطفل في السابعة من عمره يأتيني ويقول اسمي أحمد وعاوز أتجوز ثم جري من أمامي وعاد بطفلة جميلة وقال لي دي اسمها سحر وأنا عاوز أتجوزها ها تجيبيلي الشقة إمتي؟ ولم نتمالك أنفسنا من الضحك.
مشكلة البطالة من أهم مشاكل الدائرة وبها خريجون من مختلف الجامعات وبتقديرات مرتفعة وكان طلبهم: "أي شغل بس أشتغل" وكأنهم فقدوا شهية الحياة.
وجدتني في قسم الشرطة أحاول الإفراج عن مسئول الدعاية لي وقد افتعل أحدهم معه خناقة وسألت المعتدي لأفض المشكلة: "عاوز إيه يا ابني" فقال بصوت غليظ ضاعت مني ساعة وألف جنيه بتوع المعلم فقلت له بأعلي صوتي شوف يا ابني أنا عمري ما أخذت رشوة ولا دفعت رشوة فاختفي ولم أره بعد ذلك.
في أحد الأيام جاءني تليفون يقول لي إنه طارق حسن زميلي في الأهرام ويسألني إنت عارفة نازلة الانتخابات ضد مين وصديق مين؟ أجبته بهدوء وإيه يعني وعندما قابلته في صالة التحرير أقسم أنه لم يتصل بي واتضح إنأها ألاعيب أحد المرشحين.
ميز مقري الانتخابي المتواضع الذي استأجرته في بولاق، الحركة غير المنقطعة لجماعات حيوان العرسة، انزعجت منه في البداية ثم تعودت علي سرسعة صوته وأعداده الكثيرة كما تعود الأهالي دائماً.
في إحدي الدوائر وقفت شقيقة أحد المرشحين تقول بصوت عال: "يا اخويا دا الصوت واقف عليك بثلاثة آلاف وخمسمائة جنيه".
في دوائر كثيرة تناقل الناس إشاعات عما أنفقه المرشحون قالوا 8 ملايين وتسألوا هل مرتب مجلس الشعب يعوض ذلك؟
قلت له شوف يا سيادة المأمور أنا خارجة من المعركة دي كسبانة كسبانة لو خسرت المقعد ح أكتب سلسلة مقالات في الأهرام
يوم الانتخابات لا أتذكر بالتفصيل من النساء أشارت لي بازدراء هي دي بتاعت التجمع اللي بتشتغل جورنالجية، ومن منهن استقبلتني بالأحضان.
بعد الانتخابات جاءني اثنان من شباب بولاق "مسجلين خطر" ليقدما اعتذارهما لما حدث من شغب "والله ضميرنا مش مستريح أصلك متعلمة ومؤدبة"
بعدما انتهت المعركة الانتخابية توجهت إلي حزب التجمع لأقابل د. رفعت السعيد، والمقر لا يبعد عن بيتي بأكثر من سبع دقائق صعدت السلم درجة درجة أحسست بالآلام القديمة في ركبتيَّ ورقبتي وألقيت بنفسي علي المقعد" آه آه الظاهر إن الواحد كبر" وإذا به ينفجر مانتي كنتي زي الجن طالعة ونازلة السلالم وفي الشوارع وسط الناس، تبقي زي البمب ولما تيجي الحزب تقولي آه.
بالفعل تباعدي عني الآلام وأنا وسط نساء ورجال بولاق أبو العلا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.