آية محمد عبد المقصود - هيا فرج الله تحت شعار دورة «الأساتذة»، انطلقت فعاليات الدورة الأربعين لمهرجان المسرح العالمي في أجواء احتفالية بهيجة، مساء الجمعة الماضية على خشبة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية التابع لأكاديمية الفنون، والذي تستمر فعالياته حتى ال19 من مايو الجاري، برعاية وزارة الثقافة المصرية وأكاديمية الفنون.. خصصت هذه الدورة تكريما وعرفانا لجيل الرواد من الأساتذة الذين وضعوا بصماتهم الخالدة وأثروا الحركة المسرحية والفنية في مصر، وعلى رأسهم الأسماء اللامعة «سعد أردش، جلال الشرقاوي، نبيل الألفي، وكرم مطاوع». شهد حفل الافتتاح لحظات تقدير حيث تم تكريم نخبة من الفنانين الذين قدموا إسهامات جليلة في عالم المسرح والدراما، وشمل التكريم الفنان القدير محمد رياض والفنانة حنان كرم مطاوع، إعترافا بمسيرتهما الفنية الثرية وأعمالهما المتميزة التي لاقت استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء. كما أمتد التكريم ليشمل قامات فنية عربية، حيث تم الاحتفاء بالفنان القدير محمد المنصور والمخرج الشاب مازن الغرباوي، تقديرا لإبداعاتهما وإضافاتهما الهامة للحركة المسرحية على الصعيدين المحلي والعربي. وخلال كلمته في حفل الافتتاح، أكد د. أيمن الشيوي، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، أن هذا المهرجان بات يشكل «مفرخة للنجوم»، مشيرًا إلى إصراره على إستمرار هذا المهرجان وغيره من مهرجانات المعهد، إدراكًا منه لأهمية دورها في صقل المواهب المسرحية الشابة وربطهم بجذورهم الفنية الراسخة. وأوضح د. الشيوي أن هذه الدورة ستكون الأخيرة له في موقعه كعميد للمعهد، معتبرًا أنها لحظة لتسليم الراية للأجيال الجديدة من الفنانين والأساتذة، وقال: «الأشخاص زائلون، ولكن يبقى المعهد العالي للفنون المسرحية بفضل أبنائه وأساتذته الذين حملوا رسالة الفن النبيل عبر الأجيال». وفي لفتة تكريمية تحمل دلالات الوفاء والعرفان، أطلق المعهد اسم 4 من كبار رواد المسرح المصري على الدورة الأربعين للمهرجان، وهم كرم مطاوع، نبيل الألفي، جلال الشرقاوي وسعد أردش، وذلك إعترافًا بريادتهم كأُسُاتذة عظام، ونبراسا يحتذى به، وتأكيدًا على أهمية التواصل بين الأجيال واتخاذهم قدوة فنية وإنسانية. قدم أيضا المخرج روماني خيري، فيلم بعنوان «الأساتذة»، وهو فيلم الافتتاح الرسمي للمهرجان. وتضمّن الفيلم كلمات مؤثرة لعدد من رموز الفن والأكاديمية، من بينهم الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية ورئيس الأكاديمية السابق، والدكتورة غادة جبارة رئيسة أكاديمية الفنون، والدكتورة سميرة محسن أستاذ التمثيل والإخراج، والدكتور أيمن الشيوي عميد المعهد العالي للفنون المسرحية. واختتم الفيلم بكلمة مسجلة للدكتور الراحل علاء عبد العزيز، والتي لاقت تفاعلاً كبيرًا وتأثرًا من الحضور، لما حملته من مشاعر صادقة وحنين إلى القامة المسرحية التي أثرت في حياة الكثير من المسرحيين الفنية. وقد أعرب عميد المعهد الدكتور أيمن الشيوي عن سعادته الغامرة بما يحققه طلاب المعهد من حضور لافت وتألق في الأعمال الدرامية المصرية المعاصرة، معتبرا أنهم نجوم متألقة في دراما الدراما المصرية، في دلالة على نجاح منظومة المعهد في تخريج كوادر فنية متميزة. واختتم الدكتور أيمن الشيوي كلمته بالإشادة بما يشهده المعهد مؤخرا من نهضة علمية وفنية، توجت بالحصول على جوائز دولية ومحلية مرموقة في مهرجانات كبرى مثل مهرجان «إبداع» ومهرجان «ظفار»، وهو ما يعكس حجم العمل والتطوير الذي شهده المعهد في الأعوام الأخيرة. «عروض مسرحية» وقد شهد العرض المسرحي «ثريا» وهو العرض الافتتاحي للمهرجان إقبالا جماهيريا كبيرا من إخراج فادي أحمد.. كما عرض أيضا العرض المسرحي «الوحش» إخراج محمد عادل، والعرض المسرحي «عتمة مضيئة بما يكفي» إخراج يوسف فؤاد، وأيضا العرض المسرحي «ماذا فعلت يا دون كيشوت؟» إخراج أحمد عزت، وأيضا مسرحية «نابولي مليونيرة» إخراج أحمد البنهاوي، والعرض المسرحي «مارلين» إخراج عبد الله سعد، كما عرضت مسرحية «النافذون إلى الأسفل» إخراج مصطفى محمد عبد المنعم، وأيضا مسرحية «البؤساء» إخراج محمود عبد الرازق، والعرض المسرحي «الدور الأخير» إخراج لبنى المنسي، مسرحية «صيد الفئران» إخراج جاسمين أحمد, «مكرمين» أعرب الفنان محمد رياض عن سعادته الكبيرة لتكريمه بالمهرجان العالمي للمسرح، حيث قال: «شعرت بفرحة مختلفة وفريدة من نوعها والسبب أن التكريم جاء من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، وهو بيتي الذي تعلمت فيه، وهو تكريم عزيز جدا على قلبي، كما أنني عملت بالمهرجان نفسه، وقدمت به عروض كثيرة، وأود أن أتوجه بالشكر لكل من الدكتور أيمن الشيوي، وجميع القائمين على المهرجان، أيضا التنظيم كان أكثر من رائع، وكانت ليلة من أسعد الليالي بالنسبة لي». وأضاف: «عندما وقفت على خشبة المسرح للتكريم، تذكرت جميع ذكرياتي به عندما كنت طالب، ففي كل مكان ذكرى مختلفة، خاصة أن هذه الدورة مميزة، وهي دورة (الأساتذة) كرم مطاوع وسعد أردش وجلال الشرقاوي ونبيل الألفي، وهم أساتذه عظماء درسوا لي بالفعل، وشعرت بحالة من «نوستالجيا»، وحالة خاصة بها شجن». وعن أحوال المسرح حاليا، أضاف: «أتمنى أن يزدهر المسرح وأن يكون هناك المزيد من الإنتاجات والأعمال والمهرجانات المسرحية، وأتمنى في هذا العام تقديم دورة مميزة من المهرجان القومي للمسرح المصري، وأن تليق باسم مصر لأن هذا المهرجان أصبح عيدا للمسرحيين بشكل خاص والمصريين بشكل عام وينتظره كل الناس وأصبح مهرجان شعبي وجماهيري بشكل كبير، وأتمنى له المزيد من الإزدهار والنجاح، خاصة أن اللجنة العليا لهذا العام هي لجنة مختلفة تماما تتكون من كبار فنانين المسرح». «حنان مطاوع» كما تم تكريم الفنانة حنان مطاوع، والتي أعربت أيضا عن سعادتها البالغة بتكريمها خلال حفل افتتاح الدورة الأربعين للمهرجان العالمي للمسرح، ووجهت تحية خاصة لروح والدها الفنان الراحل كرم مطاوع، واصفة إياه ب»حبيب قلبها وحبها الأول ومعلمها الأول»، وأكدت أن هذا التكريم له طابع خاص، ليس فقط لأنه يحمل اسم والدها، بل لأنه يأتي من «قلعة الفن والعلم» وخاطبت حنان مطاوع شباب الأساتذة في المعهد، قائلة إنهم يحملون «شرف ومسئولية، ليس فقط لأنهم يشغلون أماكن أساتذة عظام رحلوا، بل لأنهم يصنعون المستقبل، ويربون أجيالا قادمة من الفنانين، وأعربت عن ثقتها الكاملة في أن هؤلاء الشباب يدركون قيمة الموقع الذي يشغلونه، وحجم الدور الذي يؤدونه في صرح فني عريق مثل معهد الفنون المسرحية المنظم للمهرجان». وقدمت حنان شكرها العميق لجميع القائمين على المهرجان على ما بذلوه من جهود في تنظيم هذه الدورة المميزة التي تحتفي برواد المسرح، وتحمل اسم 4 من عمالقة المسرح المصري: «كرم مطاوع وجلال الشرقاوي وسعد أردش ونبيل الألفي». «مازن الغرباوي» وعن تكريمه صرح المخرج مازن الغرباوي رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي عن شعوره بهذا التكريم على وجه التحديد، قائلا: «شعوري بعد هذا التكريم تحديدا، لأنه من المعهد العالي للفنون المسرحية هو شعور خاص جدا، لأن هذا المكان له خصوصية شديدة لدى فألتحقت بالمعهد بعدما حصلت على ليسانس آداب من جامعة عين شمس، وكان له أثر كبير في تكوين شخصيتي الفنية والفكرية والثقافية أيضا، وعلى مدار الأربعة سنوات، وحصولي على العديد من الجوائز من المعهد سواء ممثلا أو مخرجا كانت المحرك الرئيسي لما أصبحت عليه الآن». «لهذا أعتبر أن تكريمي من هذا الصرح الفني العظيم شرف كبير بالنسبة لي ووسام على صدري، بالإضافة أن هذه الدورة أيضا الدورة الأربعون التي تحمل اسم (الأساتذة)، وهم الدكتور جلال الشرقاوي والدكتور نبيل الألفي والدكتور سعد أردش والدكتور كرم مطاوع، فبتأكيد كل هذه الأسماء أعطت للحائزة ثقل وقيمة، أيضا وسط نجوم لهم باع كبير وهم النجم محمد رياض والفنانة الجميلة حنان مطاوع والفنان الكويتي محمد المنصور، وكل هذه أشياء إيجابية ومحفزات تعطي أيضا للتكريم قيمة أكبر». «كما أتوجه الشكر لكل من الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ولأكاديمية الفنون برئاسة الدكتورة غادة جبارة، وأيضا الشكر موصول للأستاذ الدكتور أيمن الشيوي عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، وهو واحد من الأساتذة الذين قاموا بالتدريس لي عندما كنت طالبا بالمعهد». وأشار الغرباوي أن المهرجانات المسرحية التي شهدها في المعهد كانت لها دور رئيسي وأساسي في شخصيتي كرئيس لمهرجان دولي، وهو شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، فشكرا المعهد العالي للفنون المسرحية «بيتي» الذي يعد أهم صرح أكاديمي وعلمي يخرج منه أجيال من الفنانين الذين يقدموا ثراء حقيقي للحركة الفنية بشكل عام في مصر والوطن العربي. اقرأ أيضا: تكريم غادة جبارة ومنال سلامة في افتتاح مهرجان المسرح العالمي