استعدادا لشم النسيم ..رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات الجامعية    سعر الدينار الكويتي اليوم الأحد 5-5-2024 مقابل الجنيه في البنك الأهلي بالتزامن مع إجازة عيد القيامة والعمال    وزير المالية: 3.5 مليار جنيه لدعم الكهرباء وشركات المياه و657 مليون ل«المزارعين»    وزيرة إسرائيلية تهاجم أمريكا: لا تستحق صفة صديق    تشكيل ليفربول المتوقع ضد توتنهام.. هل يشارك محمد صلاح أساسيًا؟    الاتحاد يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الأهلي.. وأتوبيسات مجانية للجماهير    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثي سير منفصلين بالشرقية    الإسكان: 98 قرارًا لاعتماد التصميم العمراني والتخطيط ل 4232 فدانًا بالمدن الجديدة    «الري»: انطلاق المرحلة الثانية من برنامج تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية في الساحل الشمالي والدلتا    الإسكان تنظم ورش عمل حول تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء    استقرار ملحوظ في سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري اليوم    العمل: توفير 14 ألف وظيفة لذوي الهمم.. و3400 فرصة جديدة ب55 شركة    ماكرون يطالب بفتح مجال التفاوض مع روسيا للوصول لحل آمن لجميع الأطراف    مسؤول أممي: تهديد قضاة «الجنائية الدولية» انتهاك صارخ لاستقلالية المحكمة    أوكرانيا تسقط 23 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    رئيس الوزراء الياباني: ليس هناك خطط لحل البرلمان    قصف مدفعي إسرائيلي على الحدود اللبنانية    يصل إلى 50 شهاباً في السماء.. «الجمعية الفلكية» تعلن موعد ذروة «إيتا الدلويات 2024» (تفاصيل)    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    اتحاد القبائل العربية: نقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة «مدينة السيسي» هدية جديدة من الرئيس لأرض الفيروز    فيديو.. شعبة بيض المائدة: نترقب مزيدا من انخفاض الأسعار في شهر أكتوبر    مختار مختار يطالب بإراحة نجوم الأهلي قبل مواجهة الترجي    كرة طائرة - مريم متولي: غير صحيح طلبي العودة ل الأهلي بل إدارتهم من تواصلت معنا    «شوبير» يكشف حقيقة رفض الشناوي المشاركة مع الأهلي    شوبير يكشف مفاجأة حول أول الراحلين عن الأهلي بنهاية الموسم    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الأحد في الأسواق (موقع رسمي)    الزراعة: حديقة الأسماك تستعد لاستقبال المواطنين في عيد شم النسيم    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    ضبط دهون لحوم بلدية غير صالحة للاستهلاك الآدمي في البحيرة    حدائق القاهرة: زيادة منافذ بيع التذاكر لعدم تكدس المواطنيين أمام بوابات الحدائق وإلغاء إجازات العاملين    التصريح بدفن شخص لقي مصرعه متأثرا بإصابته في حادث بالشرقية    السيطرة على حريق التهم مخزن قطن داخل منزل في الشرقية    وفاة كهربائي صعقه التيار بسوهاج    نجل الطبلاوي: والدي كان يوصينا بحفظ القرآن واتباع سنة النبي محمد (فيديو)    يعود لعصر الفراعنة.. خبير آثار: «شم النسيم» أقدم عيد شعبي في مصر    تامر حسني يدعم شابا ويرتدي تي شيرت من صنعه خلال حفله بالعين السخنة    سرب الوطنية والكرامة    الكاتبة فاطمة المعدول تتعرض لأزمة صحية وتعلن خضوعها لعملية جراحية    حكيم ومحمد عدوية اليوم في حفل ليالي مصر أحتفالا بأعياد الربيع    رئيس «الرعاية الصحية» يبحث تعزيز التعاون مع ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة    صحة الإسماعيلية تنظم مسابقات وتقدم الهدايا للأطفال خلال الاحتفال بعيد القيامة (صور)    أخبار الأهلي: تحرك جديد من اتحاد الكرة في أزمة الشيبي والشحات    وزير شئون المجالس النيابية يحضر قداس عيد القيامة المجيد ..صور    إنقاذ العالقين فوق أسطح المباني في البرازيل بسبب الفيضانات|فيديو    كريم فهمي: مكنتش متخيل أن أمي ممكن تتزوج مرة تانية    مخاوف في أمريكا.. ظهور أعراض وباء مميت على مزارع بولاية تكساس    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيام ونحتفل بعيد ميلاده:
الأهرام عملاق الصحافة

ولدت الأهرام منارة الصحافة ليست العربية فحسب و إنما في العالم في27 ديسمبر سنة1875 كأول صحيفة شعبية في مصر بعد مرور ما يقرب من نصف قرن وبالتحديد47 عاما علي صدور أول جريدة مصرية في عهد محمد علي باشا والي مصر1805 وهي الوقائع المصرية التي صدرت في3 ديسمبر.1828
أذن الخديو إسماعيل لسليم وبشارة تقلا بإنشاء مطبعة و جريدة الأهرام بالاسكندرية, وما أنقضت ثلاث سنوات حتي كانت مطابع الأهرام أكبر مطابع الشرق العربي بعد مطبعة الحكومة في بولاق( نابليون بونابرت) الأميرية فيما بعد.
إذا كانت أهرامات الجيزة اقدم أثر للحياة المصرية في العصور الأولي فان جريدة الأهرام اقدم صحيفة صورت النهضة المصرية الحديثة بما سجلت من نشاط و تاريخ لمصر زهاء138 عاما في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بحيث يكفي المؤرخ لجوانب الحياة المصرية أن يعود إلي الأهرام فيستقرئ منها تاريخنا الحديث.
وصحيفة الأهرام ليست سجلا للحياة فحسب بل هي إلي جانب وظيفتها الصحفية كانت و لا تزال مدرسة للصحفيين والأدباء بداية من جمال الدين الأفغاني والأمام محمد عبده وعلي الجارم وحفني ناصف وقاسم أمين وهم قادة للرأي وزعماء الجيل.
ولم يفرش تاريخ الأهرام بالورد والرياحين علي الدوام بل تعرضت للإغلاق أربع سنوات لدفاعها عن الفلاح بسبب الضرائب في بداية نشأتها, وأغلقت مرة أخري سنة1884 حين استنكرت اخلاء السودان وحل الجيش.
مدرسة الأهرام الصحفية كانت ومازالت منارة للصحافة الحرة الجريئة المبتكرة والملتزمة وتسير علي الدرب138 عاما عبر ثلاثة قرون بدأ من الربع الأخير من القرن التاسع عشر مرور بالقرن العشرين وصولا للعام2013 من القرن الحادي والعشرين فتحية لكل الأجيال والعمالة والرواد الأوائل بدأ من المؤسس سليم تقلا بك المولود أواسط سنة1849 بقرية كفر شيما بجبل لبنان والقادم في بدايات العام1875 وشقيقه بشارة باشا ثم حرم بشارة تقلا وابنة نعوم حبابة الحلبي والتي إليها يرجع الفضل في بناء دار الأهرام بالقاهرة ونقلها من الإسكندرية1899 ثم آلت الأهرام إلي ابنها الوحيد جبرائيل تقلا. وتتوالي الأحداث فلا تنال من الأهرام منارة الصحافة في مصر والشرق العربي والأوسط وتختلف الأحزاب وتتباين المذاهب في سياسة مصر والشرق والأهرام صامدة شامخة باقية علي مبدئها. وكم جاءت صحف و ذهبت صحف وكم عصفت الأعاصير وثارت العواصف و الأهرام سفينة ثابتة علي الدهر تمخر العباب وتسير في البحر الساجي واضحة القصد مستقيمة النهج إلي مثلها الأعلي من الرسالة الصادقة المرمي الشريف.
وإن كانت دار الهلال مدرستي الصحيفة الأولي عبر مجلة سمير من ستينات القرن العشرين فإن الأهرام هي مدرسة الحياة لي ولكل الأجيال ستظل شامخة عبر الأجيال والقرون إلي أن تقوم الساعة بإذن الله.
الأهرام في مبني الجلاءعام1968
ابتداء من اليوم' الجمعة' أول نوفمبر1968 يبدأ الأهرام عمله في مبناه الجديد بشارع الجلاء وبذلك فإن مرحلة مهمة تبدأ في عمل الأهرام وفي خدمته المتصلة للقارئ العربي وهي خدمة لم تتوقف ولم تنقطع طوال أربعة وتسعين عاما. لقد صدر الأهرام لأول مرة بالإسكندرية في يناير.1875 ثم نقل مركز صدوره إلي القاهرة في يناير.1900 ومن يوم صدوره في القاهرة فإن' الأهرام' عاش الثمانية والستين عاما التي انقضت من هذا القرن العشرين في بيته المشهور بشارع مظلوم في القاهرة حتي توجه منه أمس إلي مبناه الجديد الذي يعتبر بغير شك وبغير ادعاء واحد من أكبر المشروعات الصحفية في العالم اليوم وأكثرها تقدما علي الإطلاق وأسبقها إلي الأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا. أن' الأهرام' يودع داره العتيدة بحنين يمس أعماق القلب ولكن العصر الحديث له مطالبه كما أن التطور له شروطه لم يكن مبني الأهرام القديم يتسع لجريدة أعطاها قراؤها من ثقتهم وتقديرهم ما لا يستطيع أي شكر أن يفي بالعرفان له.
أن الدار التي عاش فيها الأهرام وصدر منها طوال ثمانية وستين عاما من هذا القرن لم تبن لكي تكون دارا صحفية فلقد كانت في الأصل دار سكن في وسط القاهرة لأحد موظفي القنصلية الإيطالية في ذلك الوقت ثم اشتراها بشارة تقلا أحد مؤسسي الأهرام وجعلها سكنا لأسرته ومقرا لجريدته وفي نفس الوقت مع التطور ازدحمت دار الاهرام وحاولت أن تتسع ولكن الأوضاع القديمة كانت أشبه بنطاق يحدد الحركة مهما كانت عوامل الانطلاق.
وابتداء من سنة1946, وبعد وفاة جبرائيل تقلا صاحب الأهرام في ذلك الوقت ثم وفاة أنطوان الجميل رئيس تحريره الكبير فإن' الأهرام' بدأ يواجه فترة من التردد والتراجع وربما كانت تلك اعصب الفترات في تاريخ الأهرام فإن الأهرام فقد قيادته الواثقة المقتدرة وفي الوقت نفسه بدأت المنافسة تشتد من حوله. وفي أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات كانت جريدة المصري تعبر عن القلق الشعبي, وصدرت جريدة الأخبار لتجذب جماهير الطبقة المتوسطة النامية بعد الحرب العالمية الثانية, ثم ظهرت الجمهورية بعد الثورة لسان حال للحكومة ومعبرا رسميا عنها, وبين الصحف اليومية الثلاث, وضغطها فأن' الأهرام' أصبح في حالة من شبه الحصار. وفي الفترة ما بين سنة1946 إلي سنة1956 بلغت خسائر الاهرام كما تقول سجلاته ما يزيد علي المليون جنيه كما أن توزيعه تواضع إلي حدود الستين ألف نسخة في اليوم.
ان مبني' الأهرام' الجديد يقف أكثر من أي شي غيره شاهد عدل وحق علي استجابة قارئ' الأهرام' لجهد حاول أن يلحق به ما فاته وأن يتقدم إلي مسئوليات الثلث الأخير من القرن العشرين. لقد حاول' الأهرام' وهو وريث تقاليد عظيمة أن يبني مستقبلا يشرف الماضي بمقدار ما يشرفه الماضي وكانت استجابة قارئ الأهرام هي الصلة التي ربطت بين المحاولة ونجاح المحاولة وربما كانت الحقائق التالية بعض الدلائل علي ما أعطاه قارئ الأهرام:-
تكلف مشروع' الأهرام' الجديد أربعة ملايين جنيه.- بينهما مليون ونصف مليون جنيه للمبني نفسه وخدماته المباشرة أي المصاعد وتكييف الهواء ونظام التليفونات- وبينها مليونا جنيه إسترليني هي ثمن الآلات والمعدات الجديدة التي هي الآن أحدث جهاز للإنتاج الصحفي بأي مقياس عالمي أن تمويل مشروع الأهرام كله تم اعتمادا علي موارد الأهرام وحدها من حصيلة بيعه وحصيلة إعلاناته, بل أن الأهرام لم يستدن لإتمام مشروعه من أي بنك من البنوك وإنما أعتمد أولا بأول علي المتوفر من صافي أرباحه المحققة بين سنة1957 وسنة1968
وحتي فيما يتعلق بالنقد الصعب اللازم لتمويل المشروع فإن' الأهرام' لم يضع أي عبء علي ميزان المدفوعات المصري, وكان كل ما طلبه أن يسمح له باستعمال موارده من النقد الأجنبي في سد احتياجات مشروعه من النقد الصعب, ويوم حصل الأهرام علي هذا الاذن شأنه في ذلك شأن مؤسسات عديدة فلقد كان دخله من النقد الأجنبي سنويا أقل من خمسين ألف جنيه إسترليني في السنة ولقد عمل علي زيادة هذا الدخل حتي وصل إلي أكثر من ربع مليون جنيه في السنة وذلك عن طريق التوسع في سوق الإعلانات الخارجية وعن طريق زيادة بيعه خارج مصر زيادة لم يسبق لها مثيل وعن طريق الدخول في ميدان نشر الكتب. وقد حرص الأهرام وهو يبني مشروعه الجديد علي ان يفعل ذلك بتصور للمستقبل قادر علي التحليق في آفاق الأمل.
ان أجهزة الطباعة والصف والحفر كلها من آخر ما وصل إليه التقدم العالمي في مصر الالكتروني. وفي الأهرام الجديد اثنان من العقول الإلكترونية أحدهما يخدم تحرير الأهرام والثاني يخدم إدارة الأهرام. وقاعات التحرير, والمحاضرات, والندوات, والأحاديث والمراكز العلمية الثلاثة المستقلة فيه للدراسات السياسية والاقتصادية, والدراسات الصحفية, والتاريخ المصري الحديث- كلها نماذج رائعة للمتطلبات الجديدة لصحيفة تؤمن بأهمية دورها في مجتمعها كعامل من العوامل المساعدة للتطور.
ولقد أضاف الأهرام إلي ذلك أيضا مزجا بين المنفعة والجمال بحيث جاء مبناه بعد عشر سنوات من العمل له تفكيرا وتخطيطا وتنفيذا, إطلالة عربية علي مشارف القرن الحادي والعشرين بكل القيم الإنسانية والحضارية التي يجب أن تسود فيه جنبا إلي جنب مع العلم والتكنولوجيا.
وبعد فإن الأهرام لا يعتبر أن هذا المشروع له, وإنما يعتبره لقارئه فإن ثقته هي التي جعلت تحقيقه ممكنا, ولقد كان ذلك دائما وسوف يبقي دائما موضع اعتزاز الأهرام ومبعث فخر لكل العاملين فيه, كما أن ذلك المشروع في النهاية تكريم لمهنة الصحافة المجيدة التي أدت لهذا الوطن وسوف تؤدي له في كل الظروف نصيبها من الخدمة العامة.
وبالدرجة الأولي فإن مشروع الأهرام الجديد, وهو في حقيقة أمره مسئولية جديدة يشعر الأهرام بحقها عليه وبواجبه حيالها, وكل ما يتمناه لنفسه أن يحسن أكثر وان يخلص أكثر وأن يكون كما حاول دائما, وكما يجب ان تكون كل صحافة حرة في وطنها مشعلا علي الطريق يكشف ابعاد النضال الوطني والقومي عن طريق الخبر الصادق والرأي النزيه والكلمة الامينة والصورة الحية.
هيكل.. المؤسس الثاني
محمد حسنين هيكل نجم ساطع في سماء الصحافة المصرية والعالمية.. وصل إلي مكانته بجهده وعرقه وبذكائه, وبتخطيطه ورؤيته العصرية استطاع أن يقف الأهرام بقيادته وسط العمالقة شهد عملية تحديث واسعة بما ضمه من نجوم الصحافة والفكر وتكنولوجيا الطباعة, ليصبح واحد من أفضل عشر صحف في العالم, وسط العمالقة حتي أصبح المؤسس الثاني للأهرام بعد أصحابه سليم وبشارة تقلا مثار إعجاب الملايين من القراء في مصر والعالم,
فهو صاحب أسلوب متميز.. وتاريخ حافل من الصحافة العربية.. ومؤلفاته موثقة بالوثائق و المستندات تؤكد قدرته الفائقة علي التحليل.. كلماته توزن بالذهب في الصحف الأجنبية.. ومقالاته وأحاديثه تصدر في كبريات الصحف في العالم.. فهو بحق أحد عمالقة الصحافة المصرية والعربية.
ولد محمد حسنين هيكل في23 سبتمبر عام1923 وبدأ حياته الصحفية كمحرر للحوادث بصحيفة' الإيجيبشان جازيت' عام1942
ثم محررا في روز اليوسف في نفس العام, وأكتشف محمد التابعي موهبته المبكرة فضمه إلي آخر ساعة عام1944 حيث بدأ محررا للحوادث فكان يري أن المخبر الصحفي يجب أن ينتقل إلي موقع الخبر وإلي مكان الحادثة ليري ويسمع و يجمع المعلومات ثم يكتبها في تحقيق صحفي.
كتب هيكل عن حرب فلسطين وسافر إلي اليونان وعاش حربها الأهلية ثم سافر إلي كوريا والهند الصينية, في إيران عاش معركة تأميم البترول وحضر محاكمة محمد مصدق رئيس وزراء إيران وحسين فاطمي وزير خارجيتها الذي نقلوه علي نقالة من المستشفي إلي حجرة الإعدام.
قبل ثورة23 يوليو1952 بأسابيع قليلة و بالتحديد في18 يونيو52 عين محمد حسنين هيكل رئيسا لتحرير آخر ساعة, فقد كتب علي أمين مقالا في آخر ساعة خصصه بالكامل عن هيكل و هو يقدمه للقراء رئيسا للتحرير قال علي أمين' أقدم لكم استقالتي لأعود محررا عاديا في آخر ساعة و أقدم لكم مع الاستقالة رئيس تحرير آخر ساعة الجديد محمد حسنين هيكل'.
مع الأسابيع الأولي من ثورة23 يوليو1952 بدأت علاقة فريدة ومتميزة بين البكباشي جمال عبد الناصر والسادات و هيكل والتي سماها هيكل فيما بعد صداقة الحظ والشرف.
لقد بلغت هذه العلاقة إلي حد أن الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين قال' ان في تقديري أن فك لغز شخصية جمال عبد الناصر الشديدة التميز والتفرد في التاريخ المصري لا يمكن أن يتم فهمه إلا إذا أمكن فك لغز علاقته بثلاث شخصيات وصداقات كان لها أكبر الأثر في حياته, عبد الحكيم عامر, السادات, وعلاقته بمحمد حسنين هيكل الصحفي الذي لم يكن من أقرب الناس إليه في أول الثورة لكنه صار بعد ذلك في تقديري أقرب الناس إليه علي الإطلاق فجعله شريكا في الحكم علي أعلي مستوي.
في أغسطس1956 عين محمد حسنين هيكل رئيسا لتحرير الأهرام مع احتفاظه برئاسة تحرير آخر ساعة فكان الصحفي الوحيد الذي يجمع بين رئاسة تحرير عملين في وقت واحد, لقد عاش هيكل وسط الأخبار والأحداث الكبري فكان يعرفها قبل إعلانها مثل تأميم البنوك, والقوانين الاشتراكية وتأميم قناة السويس واستطاع أن يكبح بأمانته الصحفية شهوة السبق الصحفي الذي يقع فيه كثير من الصحفيين وصان الأمانة من أجل مصلحة الوطن.
زاول محمد حسنين هيكل السياسة كصحفي ولم يزاول الصحافة كسياسي, صادق الملوك و الرؤساء وزعماء العالم واستطاع أن يقرأ أفكارهم ويرسم المستقبل الذي ينتظرهم و كان كل هؤلاء ينتظرون مقاله السياسي الذي تنشره الأهرام صباح كل جمعة' بصراحة' ويحرصون علي قراءته بعد صدوره بساعات.
و ليلة الخميس من كل شهر كان العالم العربي يترك مشاغله وهمومه ليسلم آذانه إلي صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم وليلة الجمعة من كل أسبوع كان العالم العربي يلتصق بجوار أجهزة الراديو ليستمع إلي مقال محمد حسنين هيكل بصراحة الذي كان يذاع بعد النشرة في صباح كل جمعة بالأهرام.
و قد عين محمد حسنين هيكل رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام في أغسطس1961 و في28 ابريل1970 عينه الرئيس جمال عبدالناصر وزيرا للإرشاد القومي لكنه تقدم باستقالته من منصب الوزير في20 أكتوبر70 بعد وفاة عبدالناصر مباشرة.
عندما تولي الرئيس السادات السلطة في مصر كان محمد حسنين هيكل من اقوي مسانديه في الحكومة والسياسة والصحافة, وكسب هيكل معركة الصراع الحاد مع مراكز القوي وهو ما اعترف به السادات نفسه عندما حكي تفاصيل الأسابيع والأيام الأخيرة في الصراع المرير علي السلطة و التي انتهت بثورة مايو أو ثورة التصحيح.
شارك هيكل السادات في الإعداد لحرب أكتوبر فيما سمي بإعداد المسرح السياسي و خطة الخداع الاستراتيجي من خلال كتابات هيكل مثل مقاله' تحية للرجال' الذي حدد فيه صعوبات عبور القوات المصرية لقناة السويس ودخولها في معركة ضد القوات الإسرائيلية.
وبرغم أن المقال كان من قبيل الخداع إلا أن معارضي هيكل اتهموه بعد ذلك بأنه كان يشيع الروح الانهزامية بين القوات المسلحة.
اختلف السادات مع هيكل بسبب السياسة التي اتبعها مع إسرائيل بعد الحرب و التي كان من رأي هيكل أن مصر تبدد سياسيا ما كسبته في ميدان القتال, واضطر السادات إلي إبعاده عن الأهرام وتعيينه مستشارا صحفيا له لكن هيكل رفض المنصب و فضل الاعتكاف في منزله وتأليف الكتب السياسية.
وفي سبتمبر1981 تم اعتقال محمد حسنين هيكل ضمن حركة اعتقال رموز العمل السياسي والصحفي بحجة أنه كان يساهم في إشعال الفتنة الطائفية بكتاباته وأنه تنبأ إن المستقبل للجماعات الإسلامية.
اثري هيكل المكتبة العربية بمؤلفاته السياسية التي زادت علي ثلاثين مؤلفا من أهمها' إيران فوق بركان',' النار فوق الأرض المقدسة' وأزمة المثقفين و الذي جري في سوريا وماذا تريد أمريكا, وعبدالناصر وزعماء العالم, وبصراحة عن عبد الناصر وقصة السويس و الطريق إلي رمضان وخريف الغضب وزيارة جديدة للتاريخ وحرب الخليج والسلام والسياسة والقنوات السرية والمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل وإنسان القومية العربية.
في سبتمبر97 قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بمنح الكاتب الصحفي وسام اليمن تقديرا لمؤازرة هيكل لثورة اليمن و الوحدة الوطنية إلا أن هيكل أعتذر رسميا عن قبول هذا الوسام فهو لم يسبق له قبول أي أوسمة ويعتبر أن صلته بقارئه هي الوسام الوحيد الذي يضعه علي صدره.
روي هيكل أسباب اعتذاره عن عدم قبول الأوسمة فقال: في الستينات أراد عبد الناصر أن يهدي أوسمة إلي عدد من رؤساء التحرير في احتفالات عيد العلم وعلمت أن اسمي موجود في قائمة المكرمين واتصلت بالرئيس عبدالناصر وشرحت له وجهة نظري وتقبلها ومع ذلك فوجئت بوجود اسمي ضمن القائمة صباح يوم الاحتفال واتصلت بالرئيس الذي قال لي برقة ان كبير الأمناء السيد صلاح الشاهد وضع تحت نظره أن استثنائي من القائمة قد يثير تساؤلات لا داعي لها, ومن ناحيتي أبديت أن اعتذاري عن عدم قبول الأوسمة مسألة مبدئية, وكان تعليق الرئيس جمال عبد النصر برقة قوله, ان رفع اسمي قد يسئ إلي المناسبة, الحل الوحيد لهذا المأزق أن احضر المناسبة مع غيري ثم يكون لي بعدها أن أتصرف في الوسام كما أشاء حتي بتسليمه إلي ديوان الأمناء وذلك حدث بالفعل.
وهكذا كان ولايزال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل شخصية فريدة متفردة وهو لكل ما تقدم من تاريخه الكبير في بلاط صاحبة الجلالة استحق عن جدارة أن يكون من أبرز أعلام ورواد القرن الحادي والعشرين إنه( الأستاذ).
تولي رئاسة التحرير ورئاسة مجلس الإدارة نخبة من المع الصحفيين والمفكرين وكانوا بحسب ترتيبهم.
رؤساء التحرير:
سليم تقلا من1875/12/31-1892/8/13
بشارة تقلا من1892/8/14 إلي1901/6/15
خليل مطران من1901 إلي1902
داوود بركات من1901 إلي1933
انطون الجميل1933/11/13 إلي1948/1/13
احمد الصاوي محمد1952/8/18 إلي1957/7/3
عزيز ميرزا1948/1/14 إلي1954/8/8
محمد حسنين هيكل1957/7/31 إلي1974/2/1
علي أمين1974/2/3
احمد بهاء الدين1974/5/23
علي حمدي الجمال1975/3/12 إلي1976
علي حمدي الجمال1976/3/28
علي حمدي الجمال1978/8/25
إبراهيم نافع1979/9/27 اختصاصات رئيس التحرير
إبراهيم نافع1979/12/10 رئيس تحرير
إبراهيم نافع1984/4/16 رئيس تحرير ورئيس مجلس الإدارة
أسامة سرايا2005/7/5 رئيس تحرير
عبد العظيم حماد2011/3/30 رئيس تحرير
محمد عبد الهادي2012/2/20 رئيس تحرير
عبد الناصر سلامة شهر2012/8 رئيس التحرير
رؤساء مجلس الإدارة
محمد حسنين هيكل1974-1975 رئيس مجلس الإدارة
عبد القادر حاتم1974-1974 رئيس مجلس الإدارة
إحسان عبد القدوس1975 رئيس مجلس الإدارة
يوسف السباعي19781976 رئيس مجلس الإدارة
علي حمدي الجمال19781975 رئيس مجلس الإدارة
عبد الله عبد الباري اختصاصات رئيس مجلس الإدارة
عبد الله عبدالباري تعين رئيس مجلس الإدارة1979/12/11 إلي1984/4/25
إبراهيم نافع1984/4/16 رئيس مجلس الإدارة
صلاح الغمري2005/7/5 إلي2007/6/1 رئيس مجلس الإدارة
مرسي عطا الله2007/6/5 إلي2009/6/20 رئيس مجلس الإدارة
د. عبد المنعم سعيد2009/6/20 إلي2011/3/30 رئيس مجلس الإدارة
لبيب السباعي2011/3/30 إلي2011/11/2 رئيس مجلس الإدارة
عبد الفتاح الجبالي2011/11/2 رئيس مجلس الإدارة
ممدوح الولي2012/9/4 رئيس مجلس الإدارة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.