أبوالنصر: ربط أسيوط بالقاهرة جويًا خطوة استراتيجية لدعم محبي التراث الروحي    ارتفاعات وشيكة في أسعار الذهب.. اشتري قبل فوات الأوان    بعثة زيسكو تصل القاهرة لمواجهة الزمالك في الكونفدرالية    حسام حبيب لتامر حسني: ربنا يطمن كل اللي بيحبوك عليك    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    رئيس جهاز الثروة السمكية: صحة المصريين تبدأ من الطبيب البيطرى.. حارس الأمن الغذائي للبلاد    318 مليون شخص يواجهون مستويات كارثية، برنامج الأغذية يحذر من أزمة جوع عالمية    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    "السيسي وبوتين".. صداقة متينة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    تفاصيل فعالية تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة بمشاركة السيسي وبوتين    موعد مباراة المغرب والبرازيل في ربع نهائي كأس العالم للناشئين    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    ضبط تشكيل عصابي لسرقة الدراجات النارية بكفر الشيخ عقب تداول فيديو    الأرصاد تكشف موعد ذروة ارتفاعات درجات الحرارة وتحذر القاهرة تتجاوز 30 درجة    ضمن مشروع تطوير شامل، أنظمة إطفاء صديقة للبيئة في مطار القاهرة    محمد صبحي يغادر المستشفى بعد تماثله للشفاء    هيئة الدواء: لدينا مخزون خام يكفي لإنتاج 400 ألف عبوة من الديجوكسين    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    المصرية للاتصالات تعلن اكتمال مشروع الكابل البحري 2Africa    نورا ناجي عن تحويل روايتها بنات الباشا إلى فيلم: من أجمل أيام حياتي    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيام ونحتفل بعيد ميلاده:
الأهرام عملاق الصحافة

ولدت الأهرام منارة الصحافة ليست العربية فحسب و إنما في العالم في27 ديسمبر سنة1875 كأول صحيفة شعبية في مصر بعد مرور ما يقرب من نصف قرن وبالتحديد47 عاما علي صدور أول جريدة مصرية في عهد محمد علي باشا والي مصر1805 وهي الوقائع المصرية التي صدرت في3 ديسمبر.1828
أذن الخديو إسماعيل لسليم وبشارة تقلا بإنشاء مطبعة و جريدة الأهرام بالاسكندرية, وما أنقضت ثلاث سنوات حتي كانت مطابع الأهرام أكبر مطابع الشرق العربي بعد مطبعة الحكومة في بولاق( نابليون بونابرت) الأميرية فيما بعد.
إذا كانت أهرامات الجيزة اقدم أثر للحياة المصرية في العصور الأولي فان جريدة الأهرام اقدم صحيفة صورت النهضة المصرية الحديثة بما سجلت من نشاط و تاريخ لمصر زهاء138 عاما في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بحيث يكفي المؤرخ لجوانب الحياة المصرية أن يعود إلي الأهرام فيستقرئ منها تاريخنا الحديث.
وصحيفة الأهرام ليست سجلا للحياة فحسب بل هي إلي جانب وظيفتها الصحفية كانت و لا تزال مدرسة للصحفيين والأدباء بداية من جمال الدين الأفغاني والأمام محمد عبده وعلي الجارم وحفني ناصف وقاسم أمين وهم قادة للرأي وزعماء الجيل.
ولم يفرش تاريخ الأهرام بالورد والرياحين علي الدوام بل تعرضت للإغلاق أربع سنوات لدفاعها عن الفلاح بسبب الضرائب في بداية نشأتها, وأغلقت مرة أخري سنة1884 حين استنكرت اخلاء السودان وحل الجيش.
مدرسة الأهرام الصحفية كانت ومازالت منارة للصحافة الحرة الجريئة المبتكرة والملتزمة وتسير علي الدرب138 عاما عبر ثلاثة قرون بدأ من الربع الأخير من القرن التاسع عشر مرور بالقرن العشرين وصولا للعام2013 من القرن الحادي والعشرين فتحية لكل الأجيال والعمالة والرواد الأوائل بدأ من المؤسس سليم تقلا بك المولود أواسط سنة1849 بقرية كفر شيما بجبل لبنان والقادم في بدايات العام1875 وشقيقه بشارة باشا ثم حرم بشارة تقلا وابنة نعوم حبابة الحلبي والتي إليها يرجع الفضل في بناء دار الأهرام بالقاهرة ونقلها من الإسكندرية1899 ثم آلت الأهرام إلي ابنها الوحيد جبرائيل تقلا. وتتوالي الأحداث فلا تنال من الأهرام منارة الصحافة في مصر والشرق العربي والأوسط وتختلف الأحزاب وتتباين المذاهب في سياسة مصر والشرق والأهرام صامدة شامخة باقية علي مبدئها. وكم جاءت صحف و ذهبت صحف وكم عصفت الأعاصير وثارت العواصف و الأهرام سفينة ثابتة علي الدهر تمخر العباب وتسير في البحر الساجي واضحة القصد مستقيمة النهج إلي مثلها الأعلي من الرسالة الصادقة المرمي الشريف.
وإن كانت دار الهلال مدرستي الصحيفة الأولي عبر مجلة سمير من ستينات القرن العشرين فإن الأهرام هي مدرسة الحياة لي ولكل الأجيال ستظل شامخة عبر الأجيال والقرون إلي أن تقوم الساعة بإذن الله.
الأهرام في مبني الجلاءعام1968
ابتداء من اليوم' الجمعة' أول نوفمبر1968 يبدأ الأهرام عمله في مبناه الجديد بشارع الجلاء وبذلك فإن مرحلة مهمة تبدأ في عمل الأهرام وفي خدمته المتصلة للقارئ العربي وهي خدمة لم تتوقف ولم تنقطع طوال أربعة وتسعين عاما. لقد صدر الأهرام لأول مرة بالإسكندرية في يناير.1875 ثم نقل مركز صدوره إلي القاهرة في يناير.1900 ومن يوم صدوره في القاهرة فإن' الأهرام' عاش الثمانية والستين عاما التي انقضت من هذا القرن العشرين في بيته المشهور بشارع مظلوم في القاهرة حتي توجه منه أمس إلي مبناه الجديد الذي يعتبر بغير شك وبغير ادعاء واحد من أكبر المشروعات الصحفية في العالم اليوم وأكثرها تقدما علي الإطلاق وأسبقها إلي الأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا. أن' الأهرام' يودع داره العتيدة بحنين يمس أعماق القلب ولكن العصر الحديث له مطالبه كما أن التطور له شروطه لم يكن مبني الأهرام القديم يتسع لجريدة أعطاها قراؤها من ثقتهم وتقديرهم ما لا يستطيع أي شكر أن يفي بالعرفان له.
أن الدار التي عاش فيها الأهرام وصدر منها طوال ثمانية وستين عاما من هذا القرن لم تبن لكي تكون دارا صحفية فلقد كانت في الأصل دار سكن في وسط القاهرة لأحد موظفي القنصلية الإيطالية في ذلك الوقت ثم اشتراها بشارة تقلا أحد مؤسسي الأهرام وجعلها سكنا لأسرته ومقرا لجريدته وفي نفس الوقت مع التطور ازدحمت دار الاهرام وحاولت أن تتسع ولكن الأوضاع القديمة كانت أشبه بنطاق يحدد الحركة مهما كانت عوامل الانطلاق.
وابتداء من سنة1946, وبعد وفاة جبرائيل تقلا صاحب الأهرام في ذلك الوقت ثم وفاة أنطوان الجميل رئيس تحريره الكبير فإن' الأهرام' بدأ يواجه فترة من التردد والتراجع وربما كانت تلك اعصب الفترات في تاريخ الأهرام فإن الأهرام فقد قيادته الواثقة المقتدرة وفي الوقت نفسه بدأت المنافسة تشتد من حوله. وفي أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات كانت جريدة المصري تعبر عن القلق الشعبي, وصدرت جريدة الأخبار لتجذب جماهير الطبقة المتوسطة النامية بعد الحرب العالمية الثانية, ثم ظهرت الجمهورية بعد الثورة لسان حال للحكومة ومعبرا رسميا عنها, وبين الصحف اليومية الثلاث, وضغطها فأن' الأهرام' أصبح في حالة من شبه الحصار. وفي الفترة ما بين سنة1946 إلي سنة1956 بلغت خسائر الاهرام كما تقول سجلاته ما يزيد علي المليون جنيه كما أن توزيعه تواضع إلي حدود الستين ألف نسخة في اليوم.
ان مبني' الأهرام' الجديد يقف أكثر من أي شي غيره شاهد عدل وحق علي استجابة قارئ' الأهرام' لجهد حاول أن يلحق به ما فاته وأن يتقدم إلي مسئوليات الثلث الأخير من القرن العشرين. لقد حاول' الأهرام' وهو وريث تقاليد عظيمة أن يبني مستقبلا يشرف الماضي بمقدار ما يشرفه الماضي وكانت استجابة قارئ الأهرام هي الصلة التي ربطت بين المحاولة ونجاح المحاولة وربما كانت الحقائق التالية بعض الدلائل علي ما أعطاه قارئ الأهرام:-
تكلف مشروع' الأهرام' الجديد أربعة ملايين جنيه.- بينهما مليون ونصف مليون جنيه للمبني نفسه وخدماته المباشرة أي المصاعد وتكييف الهواء ونظام التليفونات- وبينها مليونا جنيه إسترليني هي ثمن الآلات والمعدات الجديدة التي هي الآن أحدث جهاز للإنتاج الصحفي بأي مقياس عالمي أن تمويل مشروع الأهرام كله تم اعتمادا علي موارد الأهرام وحدها من حصيلة بيعه وحصيلة إعلاناته, بل أن الأهرام لم يستدن لإتمام مشروعه من أي بنك من البنوك وإنما أعتمد أولا بأول علي المتوفر من صافي أرباحه المحققة بين سنة1957 وسنة1968
وحتي فيما يتعلق بالنقد الصعب اللازم لتمويل المشروع فإن' الأهرام' لم يضع أي عبء علي ميزان المدفوعات المصري, وكان كل ما طلبه أن يسمح له باستعمال موارده من النقد الأجنبي في سد احتياجات مشروعه من النقد الصعب, ويوم حصل الأهرام علي هذا الاذن شأنه في ذلك شأن مؤسسات عديدة فلقد كان دخله من النقد الأجنبي سنويا أقل من خمسين ألف جنيه إسترليني في السنة ولقد عمل علي زيادة هذا الدخل حتي وصل إلي أكثر من ربع مليون جنيه في السنة وذلك عن طريق التوسع في سوق الإعلانات الخارجية وعن طريق زيادة بيعه خارج مصر زيادة لم يسبق لها مثيل وعن طريق الدخول في ميدان نشر الكتب. وقد حرص الأهرام وهو يبني مشروعه الجديد علي ان يفعل ذلك بتصور للمستقبل قادر علي التحليق في آفاق الأمل.
ان أجهزة الطباعة والصف والحفر كلها من آخر ما وصل إليه التقدم العالمي في مصر الالكتروني. وفي الأهرام الجديد اثنان من العقول الإلكترونية أحدهما يخدم تحرير الأهرام والثاني يخدم إدارة الأهرام. وقاعات التحرير, والمحاضرات, والندوات, والأحاديث والمراكز العلمية الثلاثة المستقلة فيه للدراسات السياسية والاقتصادية, والدراسات الصحفية, والتاريخ المصري الحديث- كلها نماذج رائعة للمتطلبات الجديدة لصحيفة تؤمن بأهمية دورها في مجتمعها كعامل من العوامل المساعدة للتطور.
ولقد أضاف الأهرام إلي ذلك أيضا مزجا بين المنفعة والجمال بحيث جاء مبناه بعد عشر سنوات من العمل له تفكيرا وتخطيطا وتنفيذا, إطلالة عربية علي مشارف القرن الحادي والعشرين بكل القيم الإنسانية والحضارية التي يجب أن تسود فيه جنبا إلي جنب مع العلم والتكنولوجيا.
وبعد فإن الأهرام لا يعتبر أن هذا المشروع له, وإنما يعتبره لقارئه فإن ثقته هي التي جعلت تحقيقه ممكنا, ولقد كان ذلك دائما وسوف يبقي دائما موضع اعتزاز الأهرام ومبعث فخر لكل العاملين فيه, كما أن ذلك المشروع في النهاية تكريم لمهنة الصحافة المجيدة التي أدت لهذا الوطن وسوف تؤدي له في كل الظروف نصيبها من الخدمة العامة.
وبالدرجة الأولي فإن مشروع الأهرام الجديد, وهو في حقيقة أمره مسئولية جديدة يشعر الأهرام بحقها عليه وبواجبه حيالها, وكل ما يتمناه لنفسه أن يحسن أكثر وان يخلص أكثر وأن يكون كما حاول دائما, وكما يجب ان تكون كل صحافة حرة في وطنها مشعلا علي الطريق يكشف ابعاد النضال الوطني والقومي عن طريق الخبر الصادق والرأي النزيه والكلمة الامينة والصورة الحية.
هيكل.. المؤسس الثاني
محمد حسنين هيكل نجم ساطع في سماء الصحافة المصرية والعالمية.. وصل إلي مكانته بجهده وعرقه وبذكائه, وبتخطيطه ورؤيته العصرية استطاع أن يقف الأهرام بقيادته وسط العمالقة شهد عملية تحديث واسعة بما ضمه من نجوم الصحافة والفكر وتكنولوجيا الطباعة, ليصبح واحد من أفضل عشر صحف في العالم, وسط العمالقة حتي أصبح المؤسس الثاني للأهرام بعد أصحابه سليم وبشارة تقلا مثار إعجاب الملايين من القراء في مصر والعالم,
فهو صاحب أسلوب متميز.. وتاريخ حافل من الصحافة العربية.. ومؤلفاته موثقة بالوثائق و المستندات تؤكد قدرته الفائقة علي التحليل.. كلماته توزن بالذهب في الصحف الأجنبية.. ومقالاته وأحاديثه تصدر في كبريات الصحف في العالم.. فهو بحق أحد عمالقة الصحافة المصرية والعربية.
ولد محمد حسنين هيكل في23 سبتمبر عام1923 وبدأ حياته الصحفية كمحرر للحوادث بصحيفة' الإيجيبشان جازيت' عام1942
ثم محررا في روز اليوسف في نفس العام, وأكتشف محمد التابعي موهبته المبكرة فضمه إلي آخر ساعة عام1944 حيث بدأ محررا للحوادث فكان يري أن المخبر الصحفي يجب أن ينتقل إلي موقع الخبر وإلي مكان الحادثة ليري ويسمع و يجمع المعلومات ثم يكتبها في تحقيق صحفي.
كتب هيكل عن حرب فلسطين وسافر إلي اليونان وعاش حربها الأهلية ثم سافر إلي كوريا والهند الصينية, في إيران عاش معركة تأميم البترول وحضر محاكمة محمد مصدق رئيس وزراء إيران وحسين فاطمي وزير خارجيتها الذي نقلوه علي نقالة من المستشفي إلي حجرة الإعدام.
قبل ثورة23 يوليو1952 بأسابيع قليلة و بالتحديد في18 يونيو52 عين محمد حسنين هيكل رئيسا لتحرير آخر ساعة, فقد كتب علي أمين مقالا في آخر ساعة خصصه بالكامل عن هيكل و هو يقدمه للقراء رئيسا للتحرير قال علي أمين' أقدم لكم استقالتي لأعود محررا عاديا في آخر ساعة و أقدم لكم مع الاستقالة رئيس تحرير آخر ساعة الجديد محمد حسنين هيكل'.
مع الأسابيع الأولي من ثورة23 يوليو1952 بدأت علاقة فريدة ومتميزة بين البكباشي جمال عبد الناصر والسادات و هيكل والتي سماها هيكل فيما بعد صداقة الحظ والشرف.
لقد بلغت هذه العلاقة إلي حد أن الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين قال' ان في تقديري أن فك لغز شخصية جمال عبد الناصر الشديدة التميز والتفرد في التاريخ المصري لا يمكن أن يتم فهمه إلا إذا أمكن فك لغز علاقته بثلاث شخصيات وصداقات كان لها أكبر الأثر في حياته, عبد الحكيم عامر, السادات, وعلاقته بمحمد حسنين هيكل الصحفي الذي لم يكن من أقرب الناس إليه في أول الثورة لكنه صار بعد ذلك في تقديري أقرب الناس إليه علي الإطلاق فجعله شريكا في الحكم علي أعلي مستوي.
في أغسطس1956 عين محمد حسنين هيكل رئيسا لتحرير الأهرام مع احتفاظه برئاسة تحرير آخر ساعة فكان الصحفي الوحيد الذي يجمع بين رئاسة تحرير عملين في وقت واحد, لقد عاش هيكل وسط الأخبار والأحداث الكبري فكان يعرفها قبل إعلانها مثل تأميم البنوك, والقوانين الاشتراكية وتأميم قناة السويس واستطاع أن يكبح بأمانته الصحفية شهوة السبق الصحفي الذي يقع فيه كثير من الصحفيين وصان الأمانة من أجل مصلحة الوطن.
زاول محمد حسنين هيكل السياسة كصحفي ولم يزاول الصحافة كسياسي, صادق الملوك و الرؤساء وزعماء العالم واستطاع أن يقرأ أفكارهم ويرسم المستقبل الذي ينتظرهم و كان كل هؤلاء ينتظرون مقاله السياسي الذي تنشره الأهرام صباح كل جمعة' بصراحة' ويحرصون علي قراءته بعد صدوره بساعات.
و ليلة الخميس من كل شهر كان العالم العربي يترك مشاغله وهمومه ليسلم آذانه إلي صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم وليلة الجمعة من كل أسبوع كان العالم العربي يلتصق بجوار أجهزة الراديو ليستمع إلي مقال محمد حسنين هيكل بصراحة الذي كان يذاع بعد النشرة في صباح كل جمعة بالأهرام.
و قد عين محمد حسنين هيكل رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام في أغسطس1961 و في28 ابريل1970 عينه الرئيس جمال عبدالناصر وزيرا للإرشاد القومي لكنه تقدم باستقالته من منصب الوزير في20 أكتوبر70 بعد وفاة عبدالناصر مباشرة.
عندما تولي الرئيس السادات السلطة في مصر كان محمد حسنين هيكل من اقوي مسانديه في الحكومة والسياسة والصحافة, وكسب هيكل معركة الصراع الحاد مع مراكز القوي وهو ما اعترف به السادات نفسه عندما حكي تفاصيل الأسابيع والأيام الأخيرة في الصراع المرير علي السلطة و التي انتهت بثورة مايو أو ثورة التصحيح.
شارك هيكل السادات في الإعداد لحرب أكتوبر فيما سمي بإعداد المسرح السياسي و خطة الخداع الاستراتيجي من خلال كتابات هيكل مثل مقاله' تحية للرجال' الذي حدد فيه صعوبات عبور القوات المصرية لقناة السويس ودخولها في معركة ضد القوات الإسرائيلية.
وبرغم أن المقال كان من قبيل الخداع إلا أن معارضي هيكل اتهموه بعد ذلك بأنه كان يشيع الروح الانهزامية بين القوات المسلحة.
اختلف السادات مع هيكل بسبب السياسة التي اتبعها مع إسرائيل بعد الحرب و التي كان من رأي هيكل أن مصر تبدد سياسيا ما كسبته في ميدان القتال, واضطر السادات إلي إبعاده عن الأهرام وتعيينه مستشارا صحفيا له لكن هيكل رفض المنصب و فضل الاعتكاف في منزله وتأليف الكتب السياسية.
وفي سبتمبر1981 تم اعتقال محمد حسنين هيكل ضمن حركة اعتقال رموز العمل السياسي والصحفي بحجة أنه كان يساهم في إشعال الفتنة الطائفية بكتاباته وأنه تنبأ إن المستقبل للجماعات الإسلامية.
اثري هيكل المكتبة العربية بمؤلفاته السياسية التي زادت علي ثلاثين مؤلفا من أهمها' إيران فوق بركان',' النار فوق الأرض المقدسة' وأزمة المثقفين و الذي جري في سوريا وماذا تريد أمريكا, وعبدالناصر وزعماء العالم, وبصراحة عن عبد الناصر وقصة السويس و الطريق إلي رمضان وخريف الغضب وزيارة جديدة للتاريخ وحرب الخليج والسلام والسياسة والقنوات السرية والمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل وإنسان القومية العربية.
في سبتمبر97 قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بمنح الكاتب الصحفي وسام اليمن تقديرا لمؤازرة هيكل لثورة اليمن و الوحدة الوطنية إلا أن هيكل أعتذر رسميا عن قبول هذا الوسام فهو لم يسبق له قبول أي أوسمة ويعتبر أن صلته بقارئه هي الوسام الوحيد الذي يضعه علي صدره.
روي هيكل أسباب اعتذاره عن عدم قبول الأوسمة فقال: في الستينات أراد عبد الناصر أن يهدي أوسمة إلي عدد من رؤساء التحرير في احتفالات عيد العلم وعلمت أن اسمي موجود في قائمة المكرمين واتصلت بالرئيس عبدالناصر وشرحت له وجهة نظري وتقبلها ومع ذلك فوجئت بوجود اسمي ضمن القائمة صباح يوم الاحتفال واتصلت بالرئيس الذي قال لي برقة ان كبير الأمناء السيد صلاح الشاهد وضع تحت نظره أن استثنائي من القائمة قد يثير تساؤلات لا داعي لها, ومن ناحيتي أبديت أن اعتذاري عن عدم قبول الأوسمة مسألة مبدئية, وكان تعليق الرئيس جمال عبد النصر برقة قوله, ان رفع اسمي قد يسئ إلي المناسبة, الحل الوحيد لهذا المأزق أن احضر المناسبة مع غيري ثم يكون لي بعدها أن أتصرف في الوسام كما أشاء حتي بتسليمه إلي ديوان الأمناء وذلك حدث بالفعل.
وهكذا كان ولايزال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل شخصية فريدة متفردة وهو لكل ما تقدم من تاريخه الكبير في بلاط صاحبة الجلالة استحق عن جدارة أن يكون من أبرز أعلام ورواد القرن الحادي والعشرين إنه( الأستاذ).
تولي رئاسة التحرير ورئاسة مجلس الإدارة نخبة من المع الصحفيين والمفكرين وكانوا بحسب ترتيبهم.
رؤساء التحرير:
سليم تقلا من1875/12/31-1892/8/13
بشارة تقلا من1892/8/14 إلي1901/6/15
خليل مطران من1901 إلي1902
داوود بركات من1901 إلي1933
انطون الجميل1933/11/13 إلي1948/1/13
احمد الصاوي محمد1952/8/18 إلي1957/7/3
عزيز ميرزا1948/1/14 إلي1954/8/8
محمد حسنين هيكل1957/7/31 إلي1974/2/1
علي أمين1974/2/3
احمد بهاء الدين1974/5/23
علي حمدي الجمال1975/3/12 إلي1976
علي حمدي الجمال1976/3/28
علي حمدي الجمال1978/8/25
إبراهيم نافع1979/9/27 اختصاصات رئيس التحرير
إبراهيم نافع1979/12/10 رئيس تحرير
إبراهيم نافع1984/4/16 رئيس تحرير ورئيس مجلس الإدارة
أسامة سرايا2005/7/5 رئيس تحرير
عبد العظيم حماد2011/3/30 رئيس تحرير
محمد عبد الهادي2012/2/20 رئيس تحرير
عبد الناصر سلامة شهر2012/8 رئيس التحرير
رؤساء مجلس الإدارة
محمد حسنين هيكل1974-1975 رئيس مجلس الإدارة
عبد القادر حاتم1974-1974 رئيس مجلس الإدارة
إحسان عبد القدوس1975 رئيس مجلس الإدارة
يوسف السباعي19781976 رئيس مجلس الإدارة
علي حمدي الجمال19781975 رئيس مجلس الإدارة
عبد الله عبد الباري اختصاصات رئيس مجلس الإدارة
عبد الله عبدالباري تعين رئيس مجلس الإدارة1979/12/11 إلي1984/4/25
إبراهيم نافع1984/4/16 رئيس مجلس الإدارة
صلاح الغمري2005/7/5 إلي2007/6/1 رئيس مجلس الإدارة
مرسي عطا الله2007/6/5 إلي2009/6/20 رئيس مجلس الإدارة
د. عبد المنعم سعيد2009/6/20 إلي2011/3/30 رئيس مجلس الإدارة
لبيب السباعي2011/3/30 إلي2011/11/2 رئيس مجلس الإدارة
عبد الفتاح الجبالي2011/11/2 رئيس مجلس الإدارة
ممدوح الولي2012/9/4 رئيس مجلس الإدارة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.