هنا "صالة التحرير" المصطلح الذي لم تعرفة الصحافة المصرية قبل شهر نوفمبر من عام1968 عندما افتتحت صالة تحرير الأهرام بمبناه الجديد في شارع الجلاء . ومنذ ذلك الوقت وعلي مدي أكثر من أربعين عاما أصبحت الصالة مطبخ العمل في مؤسسة الأهرام . هي الحلم الذي مر بخيال كل شباب صغير في طلته الأولي عليها من خلف زجاج الممر المحيط بها منتظرا يوم العبور من إحدي بواباتها الأربع. أكثر من أربعين عاما مضت وصالة التحرير لا تتوقف عن العمل.. اجتماع الثانية عشرة كما هو والمنضدة كما هي تحتوي منذ بدأت اميز واشهر اقلام وعقول عرفتها الصحافة المصرية صالة تحرير الأهرام قصة أخري علي تاريخ مختلف وجميل لجريدة ستظل دوما رائدة في فن الصحافة ومدرسة في ارساء اخلاقيات المهنة واحتراما لعقل الناس وادمية الصحفي. في السابعة من مساء يوم13 فبراير عام1969 جاء الرئيس جمال عبد الناصر ليعلن افتتاحه الرسمي لمبني الأهرام الجديد) ناطحة سحاب( عصره ثلاث ساعات قضاها الرئيس جمال عبد الناصر متفقدا مبني الأهرام بكل مافيه لكن ذروة اللقاء كانت في تلك الصالة الواسعة جدا التي تحمل اسم صالة التحرير اسما لم تعرفة الصحافة المصرية وقتها ورغم أن مواعيد العمل الصحفي اليومي في الصالة كانت قد انتهت الا ان الصالة كانت تحفل بكل نجومها من رجال الفكر والصحافة الذين يعملون في الأهرام وقتها120 محررا كانت تضمهم الصالة بخلاف منضدة مجلس التحرير التي يجلس عليها في الثانية عشرة ظهشرا الأستاذ محمد حسين هيكل رئيس التحرير ولويس عوض وعلي حمدي الجمال وبنت الشاطئ ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومحمد يوسف عميد مصوري مصر. كانت صالة تحرير الأهرام في ذلك الوقت جزءا لاينتمي لصحافة عصره بل مساحة تخطي بها الأهرام الواقع ليتصل بالمستقبل فاللمرة الأولي بدأ التعامل مع الكمبيوتر أو اطلق عليه وقتها العقول الالكترونية وهو ماكتب عنه وقتها أحمد بهجت واصفا دخوله الأول للصالة الفسيحة قائلا: وقفت مبهورا أمام باب الصالة, وتصاعد داخلي خوف غريب وغير مفهوم الصالة هائلة تتسع لأكثر من120 مكتبا شديدة البياض والكراسي حمراء والاناقة الشديدة تفرض نفسها علي المكان وكل شئ يلمع, والتليفونات لاتضرب جرسا, وإنما تضئ. دخلت الصالة ولم اجلس علي مكتبي كما فعل شباب المحررين توقفت طويلا عند الخرائط المعلقة علي الحائط ولفت انتباهي أربع عشرة ساعة تدل علي الوقت في أربعة عشرة دولة بينما يشكو أحمد بهجت من نظام صالة التحرير الجديدة بعد ما يقرب من عشرين عاما قضاها في مبني الأهرام القديم قائلا: جلست إلي مكتبي وطلبت فنجان قهوة وجاءني أحد السعادة القدامي وهو يرتدي ملابس غريبة مثل ملابس رواد الفضاء قال لي أن القهوة ممنوعة, طيب هات شاي. وكذلك الشاي لماذا.. هذه هي التعليمات وفي الكافيتريا متسع للقهوة والشاي والجاتوه!! لويس عوض ونجوم صفحة الادب وقتها بنت الشاطئ دكتور حسين فوزي, توفيق الحكيم نجيب محفوظ وصلاح طاهر بينما تضم صفحات الفكر والسياسة اقلام بطرس غالي وجمال العطيفي وعبد الملك عودة ولطفي الخولي ومجدي وهبة وتحفظ الأهرام بحقها الحصري في نشر قصص نجيب محفوظ ورسومات كاريكاتير المبدع صلاح جاهين الذي انضم للأهرام في مارس من عام1976 وبعده بايام قليلة محمد يوسف عميد مصوري مصر بينما خصص الأستاذ هيكل وقتها عشرة الاف جنيه لاقتناء لوحات فنية الكبار الفنانين التشكيليين المعاصرين. الصالة تستعيد شبابها وإذا كانت صالة التحرير التي افتتحت عام86 هي الأولي والأكبر في صالات تحرير الصحف التي خذت فيما بهد حذو الأهرام فإن تلك الصالة العريقة شهت بعد حوالي03 عاما من افتتاحها الأول افتتاحا ثانيا بعد تجديدها في عام1997 في عهد الأستاذ إبراهيم نافع ولم تعد تلك الصالة التي تستوعب حوالي120 مكتبا ومنضدة اجتماعات بل صارت بعد شهور من العمل جزءا من مستقبل الالفية الجديدة واضفت عليها روحا شابة وأكثر حداثة وان لم تغب روح الأهرام القديمة وجوه الكتاب الكبار قيمة وتجدد شباب الأهرام الدئم كما منذ مبني الاسكندرية القديم مرورا بعمارة شارع مظلوم التي حولها الأهرام بأسمه وشعاره الاعرق من مجرد سكن لاحد موظفي القنصلية الايطالية لاحد أهم معالم القاهرة حتي ستينات القرن الماضي. بينما تعاقب علي الصالة الاشهر في تاريخ الصحافة المصرية ومنذ افتتاحها عام1968 وحتي الآن سبعة رؤساء تحرير ترأسوا اجتماع التحرير الصباحي الذي توضع فيه الخطوط العريضة لصدور جريدة اليوم التالي بدءا من الصفحة الأولي مرورا بالعناوين والصور والاخبار والتحقيقات وغيرها كان أول هؤلاء محمد حسنين هيكل الذي رأس التحرير منذ عام1957 وحتي عام1974 ثم علي امين من عام1974 وحتي عام75 ثم أحمد بهاء الدين من عام75 وحتي عام76 ثم يوسف السباعي من عام76 وحتي عام78 ثم علي حمدي الجمال من عام77 وحتي عام79 وإبراهيم نافع من79 وحتي عام2005 واخيرا اسامة سرايا من2005 وحتي الأن. مجلس التحرير وإذا كانت الصالة تمثل مكانيا جزءا من تاريخ الاهرام فإن اجتماع مجلس تحرير الاهرام كان دوما حتي قبل ظهور الصالة طقسا اساسيا في الجريدة الاعرق منذ اصدارها سليم تقلا في5 اغسطس من عام1876 وبعد حوالي ثمانية اشهر من الحصول علي ترخيص صدورها من الخديوي اسماعيل في يوم27 ديسمبر عام1875 في افادة إلي) ضبطية الاسكندرية( حملت رقم5 ومنذ صدورها وحتي الان ظلت الأهرام محافظة علي طقسها الخاص دوما في الاستحواذ علي ارقي العقول والمع الاسماء من الكتاب والمفكرين والصحفيين. سواء من جلسوا في صالة تحريرها الفسيحة650 مترا أو من كانت تحتويهم غرفة رؤساء تحريرها القدامي بدءا من سليم تقلا وبشارة تقلا اللذين استكتبا وبعد سنوات قليلة من صدور الأهرام خليل مطران الشاعر اللبناني العظيم والذي اصبح فيما بعد رئيسا للتحرير مرورا بانطوان الجميل باشا أحمد اقطاب الأدب واللغة والذي كان عضوا بمجمع اللغة العربية ومجلس الشيوخ ثم رئيسا للتحرير ثم تعاقب بعد ذلك مصطفي كامل وأحمد شوقي ومحمد لبيب وأحمد شفيق باشا وغيرهم من اعلام الفكر والسياسة