مشروع عملاق .. تحفة معمارية في قلب العاصمة.. مقصد تجاري علي الطراز العالمي.. ساهم بشكل كبير في تطوير بعض العشوائيات المحيطة به.. يخدم اكثر من 57 الف مسافر يوميا، من خلال 70 اتوبيسا مجهزة بأحدث الوسائل الالكترونية تجوب مصر وتربطها بالدول العربية انه " الترجمان " او ميناء القاهرة البري، الذي لايعرف عنه الكثير من المواطنين سوي انه " موقف " او محطة للمسافرين.. ولكن الواقع انه متعدد الاغراض والاستخدامات.. فيحتوي علي مول تجاري ضخم.. ومزود بعدد من المطاعم الشهيرة و" الكافيهات "، كما ان به 4 سينمات ومسرحا، ويساهم بشكل كبير في حل أزمة المرور من خلال توفير جراجات واماكن للانتظار تتسع لاكثر من 3 الاف سيارة .. بعد مرور اكثر من عام ونصف علي الافتتاح النهائي لهذا الصرح الكبير الذي يخدم الاف المواطنين .. »الاخبار« قامت بجولة رصدت خلالها اهم ملامح هذا المكان , وما الذي يقدمه من خدمات للمواطنين. المشروع تم تنفيذه بالتعاون بين القطاعين العام والخاص حيث ساهمت الشركة القابضة للنقل البري والبحري بنسبة 92 ٪ والباقي 8٪ للقطاع الخاص، والمشروع بالاتفاق مع محافظة القاهرة، بنظام حق الانتفاع لمدة 32 سنة نظير 4 ملايين جنيه سنويا، وبعدها يؤول المشروع للدولة، الكثير من المواطنين لا يعرفون عن الترجمان سوي انه موقف للمسافرين بالرغم من ان المساحات التجارية به تصل الي 14 الف متر مربع من اجمالي 52 الف متر مربع وهي المساحة الكلية للميناء، ولا يعرفون ان به مولا تجاريا يضم 284 محلا بمساحات تتراوح مابين 200 الي 500 متر ، و5 مطاعم شهيرة ، بالاضافة الي عدد كبير من محلات السلع الغذائية، والصيدليات ، و7 " كافيهات " ، هذا بجانب المكاتب الادارية التي سيتم افتتاحها لبعض البنوك وشركات السياحة وشركات الطيران والصندوق الاجتماعي للتنمية، وكان اولها افتتاح مكتب ووحدة تقديم الخدمات القنصلية لخدمة المواطنين والتسهيل عليهم للحصول علي معاملتهم المطلوبة من تصديقات وخلافه وتخفيف الضغط علي مبني وزارة الخارجية وتقريب الخدمة للمواطنين واكد اللواء اشرف يوسف عز الدين مدير عام الشركة المالكة للمشروع ان نسبة الاشغال للمحلات الموجودة بالترجمان لاتتجاوز 30٪ ، اي ان عدد المحلات التي تم تأجيرها لا تتجاوز 84 محلا من اجمالي 284 محلا، وذلك يرجع الي حرص الادارة علي اختيار افضل التجار وأشهر الماركات بالنسبة لجميع السلع ، وارجع السبب في عدم معرفة المواطنين بأن الترجمان به مركز تجاري ضخم بجانب موقف السفر يرجع الي قلة الدعاية وضعف الاعلانات التي تمت في بداية الافتتاح لتعريف المواطنين به. 5 عناصر أساسية ويضيف ان الترجمان يتكون من خمسة عناصر اساسية، وللأسف الشديد اختزلها البعض في انها موقف للسفر فقط، فهي تضم محطة لنقل الركاب سعتها 60 حارة أتوبيس و10 حارات انتظار ومجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية، تم انشاؤها تحت سطح الأرض وتعد محطة أتوبيسات عالمية تربط القاهرة بجميع عواصم محافظات الجمهورية والانطلاق منها إلي خارجها وهي ذات تصميم فريد، كما أن المحطة مجهزة ب4 مصاعد كهربائية حمولة 20 شخصاً و3 سلالم كهربائية و6 سلالم عادية للتيسير علي الركاب ، كما تم تخصيص عربات لنقل أمتعة الركاب مجانا، ويوجد اماكن مخصصة لانتظار المواطنين مع وجود اذاعة داخلية تعلن عن توقيت قيام الرحلة ومكان الاتوبيس، كما ان المحطة بها تكييف مركزي ودوائر اطفاء ومقاومة للحريق ، مشيرا إلي ان تصميم المحطة مأخوذ من احدي المحطات العملاقة بانجلترا، ولا يوجد شبيه لها في مصر والعالم العربي ، كما أن الميناء أيضاً به جراجات متعددة الطوابق لحل ازمة المرور في شوارع وسط المدينة والتي يكون سببها في الغالب " ركن " السيارات صف ثان وثالث في الشوارع الرئيسية منها تحت سطح الأرض بمساحة 33 ألف متر مربع النوع الثاني فهو جراجات فوق سطح الأرض وتتسع هذه الجراجات لاكثر من 3 الاف سيارة و3 ساحات انتظار لسيارات، بالإضافة لجراج يسع 50 سيارة لمشروع تاكسي العاصمة ومكاتب لحجز تذاكر السفر لكل شركة نقل. يستكمل حديثه مضيفا ان الميناء أيضاً يضم مركزاً ترفيهياً يتكون من 4 شاشات عرض سينمائي تتسع لاكثر من 1000 شخص ومسرح يسع 800 كرسي ومركز تجاري يمتد علي عدة طوابق وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي14 ألف متر مربع ومقسم الي 284 محلا تجاريا لبيع الملابس والاكسسوارات والأجهزة والمطاعم الشهيرة والكوفي شوب و5 مطاعم و 7 " كافيهات " ، بالاضافة الي المراكز الادارية لبعض الوزارات والهيئات، بالاضافة الي مسجد يسع 800 مصل فضلا عن المساحات الخضراء التي تبلغ مساحتها حوالي 25 ألف متر مربع . يوضح اللواء يوسف عز الدين ان الميناء بشكل عام يمثل نقلة حضارية في مصر وخصوصاً في منطقة الترجمان التي كانت عبارة عن عشش وعشوائيات وتحولت إلي تحفة معمارية تقع علي مساحة 52 ألف متر مربع لخدمة المسافرين داخل مصر وخارجها وبلغت تكلفة المشروع الكلية 250 مليون جنيه منها 60مليونا لانشاء المحطة فقط، موضحا انه تم وضع خطة متكاملة للدعاية والاعلان عن هذا المركز التجاري لتعريف المواطنين به وبإمكانياته ومحتوياته حتي نمحو لديالمواطن فكرة ان الترجمان محطة للسفر فقط، كما تم اقرار الكثير من التسهيلات للتجار واعفائهم من جزء كبير من قيمة الايجار نظير استمرارهم ولتشجيعهم وجذبهم. المحطات الأخري ويطالب بضرورة إلغاء المحطات المتناثرة في وسط العاصمة مثل أحمد حلمي والقللي وعبدالمنعم رياض وغيرها وتجميعها في مكان موحد يتمثل في هذه المحطة الجديدة وسوف تكون هناك شاشات لتحديد مواعيد المغادرة والوصول للاتوبيسات مثلما يحدث في مطار القاهرة الدولي، كما انه يطالب الحي برفع الاشغالات حول المحطة والمشروع حتي لاتشوه هذا المظهر الحضاري، ويدعو هيئة النقل العام لتوفير مسارات سير للأتوبيس والسرفيس والتاكسي حول المشروع حتي يعرفه المواطنون ،ويصبح مقصدا للجميع . ركود تجاري ومن جانب اصحاب المحلات أكدوا انهم يعتمدون فقط علي الزبون المسافر، لان معظم المواطنين لايعرفون ان هناك مركزا تجاريا ضخما بالترجمان، مما جعل عددا كبير من التجار واصحاب المحلات يتركون محلاتهم حتي لايتكبدوا خسائر باهظة , ويقول صاحب محل رفض نشر اسمه انه يدفع ايجارا شهريا 30الف جنيه لمحل مساحتة 410 أمتار مربعة واصفا الحالة التجارية ب"المول" بالركود التام ، قائلا: في بداية الافتتاح كان هناك عدد كبير من المحلات فتحت ابوابها ولكن بعد مرور اقل من 6 شهور اغلقت اكثر من 50٪ من المحلات ،لان الكثيرين خسروا وقد تكبد هو خسائر باهظة حيث اضطر الي بيع بضائع ثمنها نصف مليون جنيه ب001 الف جنيه فقط لان موسمها كان قد انتهي، ولم يبع منها شيئا، والبائعون الذين استمروا يعتمدون علي مواسم السفر بالنسبة للمواطنين سواء في الاعياد او الاجازات. ويتفق معه صاحب " فاترينة " بوسط المول ان حركة البيع والشراء راكدة تماما وان الكثير من اصحاب المحلات لايبيعون طوال اليوم , وانه يدفع 2000جنيه ايجارا شهريا ابخلاف الصيانة الشهرية والكهرباء ويتطرق الي موقف طريف حدث معه يؤكد ان المواطنين لايعرفون عن الترجمان سوي انه موقف للسفر، وهو ان احد الزبائن جاء ليسأله: ينفع اشتري ولا ده للمسافرين بس " ويلفت الي ان السبب في ذلك هو قلة الدعاية والاعلان عن النشاط التجاري للترجمان . اما عن اراء رواد ميناء القاهرة البري تجاه التطورات التي شهدها في الفترة الاخيرة وخاصة لحاق (مول) تجاري ومراكز ترفيهية ومطاعم به فيقول اسامه سعيد - طالب - بعد بداية تطوير الموقف سعدنا كثيرا كمسافرين خاصة واننا كنا نعاني في البداية من موقع الموقف القديم وسوء خدماته.. ويضيف: ولكن علي الرغم من مرور اكثر من عام علي افتتاحه الا انني اكتشفت بالصدفة وجود مركز تجاري به وذلك اثناء تجولي في احدي المرات قبل سفري الي الغردقة واندهشت عندما رأيت هذا الكم الهائل من المحلات وأغلبها محلات كبري معروفة بالاضافة الي اسعارها المناسبة مقارنة بالمراكز التجارية الاخري. ويشير إلي ان مساحة المول الشاسعة من اكبر مميزاته بحيث لا تشعر بأي تكدس او زحام اثناء التجول. ويؤكد سليمان خليل- طبيب: افتقد موقف الترجمان الي الدعاية الجيدة من اجل تعريف المواطنين به ، فقد فوجئت بأحد زملائي يخبرني بوجود مركز تجاري وترفيهي هناك وعندما ذهبت بالفعل انا واسرتي وجدته(مول) مجهزا علي اعلي مستوي من التجهيزات والامكانيات وسعدت كثيرا حيث قمنا بشراء جميع احتياجاتنا من ملابس واغذية ايضا، بالاضافة الي وجود دور عرض.. ويضيف: لم اعان في رحلة البحث عن مكان انتظار حيث يحتوي المبني علي جراج متعدد الطوابق وبأسعار زهيدة جدا. مشيرا ان المول يحتاج الي تكثيف الدعاية له حتي في مكان وجوده لا يوجد اية علامات ارشادية تشير الي وجوده مما جعلني اعتمد علي سؤال الموجودين بالمكان من اجل الوصول له.