علي غير العادة تشهد أسواق الدواجن الآن حالة من الركود في ظل ارتفاع جنوني في الأسعار بلغ20 جنيها للكيلو من الدجاج الابيض و25 للبلدي.. السبب كما يؤكد المتعاملون في هذه السوق هو ارتفاع أسعارالاعلاف والكتاكيت وظهور أمراض وبائية. والسؤال هنا: ما أبعاد الازمة وكيف نعيد أسعار الدواجن إلي طبيعتها وخاصة أنها البديل الاقتصادي للحوم الحمراء؟ في البداية يقول رجب علي صاحب محل دواجن ان ارتفاع أسعارالفراخ جعل العديد من اصحاب محال الدواجن يغلقونها بسبب الخسارة الفادحة التي يتعرضون لها, فقد امتنع المواطنون عن شراء الفراخ رغم انخفاض سعرها مقارنة باللحوم الحمراء, كما قام بعض اصحاب المزارع بالاحجام عن تربية الفراخ بسبب ارتفاع تكلفتها ووزيادة اسعار الكتاكيت ونفوق الكثير منها بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما ساهم في النهاية في زيادة أسعار الفراخ. ويضيف علي احمد مدرس أن مواطني المنوفية لم يستفيقوا من الزيادة الكبيرة في اسعار اسطوانات البوتاجاز حتي فوجئوا بمأساة أخري أشد وأنكي جعلت الاسئلة مطروحة في كل مكان فلا يكاد يخلو بيت أو جلسة الا وكان القاسم المشترك هو ارتفاع اسعار الفراخ, ويقول كيف أدفع ثمن دجاجة واحدة لاتكفي أولادي حيث وصل سعر الكيلو في القرية الي21 جنيها للكيلو وان اقل دجاجة قد تصل الي70 جنيه واكثر وهذه المشكلة يجب ان يوضع لها حل. وتقول المهندسة لمياء سعد ان هناك حالة عامة من الغضب بين المواطنين بسبب الارتفاع المبالغ فيه في أسعار الفراخ والغلاء الفاحش و لاتوجد بوادر لحل هذه الأزمة, إن ارتفاع اسعار الدواجن سوف يؤدي إلي حرمان الكثير من محدودي الدخل من أكلها, حيث وصل سعر كيلو الفراخ البيضاء إلي22 جنيها و كيلو الهياكل إلي9 جنيهات بدلا من6 وكيلو الكبد والقوانص بسعر25 جنيها بدلا من19 جنيها, وأوراك الفراخ بسعر22 جنيها والبانية45 جنيها بدلا من30 جنيها.بما يعني ان وجبة الفرخ للأسرة أصبحت تتجاوز ال160 جنيها وهو ما يعني خراب بيوت يهدد الجميع, وتقول إنها لا تستطيع شراء الدجاج بالأسعار المرتفعة ولكنها تضعف أمام رغبة أولادها في تناول الدجاج الابيض بدلا من اللحوم. وتضيف رولانا ابراهيم ان الارتفاع المفاجئ لأسعار الدواجن تسبب في ارباك المواطنين من ذوي الدخل المحدود, خصوصا ان هناك تجارا يستغلون الفرصة ويقومون برفع الاسعار التي يعجز المواطن البسيط عن دفعها ويستغلون الفرصة في نهاية كل شهر عند تسلم المواطنين رواتبهم وكل ذلك جعل العديد من الناس لايشترون اللحوم البيضاء وتضيف ان الأسعار نار في ظل غياب الرقابة التموينية في المقابل زاد الطلب في المحافظات علي شراء اللحوء اللحمراء بعد أن تسبب ارتفاع اسعار الاعلاف في قيام المربين ببيع الماشية بأقل من سعرها بسبب تكلفتها الباهظة ووصل سعر الكيلو الي35 جنيها مما جعل اللحوم الحمراء بديلا في بعض المناطق عن الدواجن. ويوضح احمد حسن صاحب مزرعة دواجن باسيوط أن ارتفاع أسعار الدواجن يرجح إلي عدم توفر السيارات النقل التي تقوم بنقل الدواجن من المزارع إلي المجازر والرياشات ومحال الدواجن, بسبب عدم توافرالسولار, مما أدي إلي نفوق كمية كبيرة من الدواجن عند المربين وأصحاب المزارع. كما أشار هشام صقر إلي أن أسعار الدواجن ارتفعت بشكل كبير ووصل الكيلو إلي22 جنيها وارتفعت ما بين15 إلي25% عن سعرها الطبيعي مؤكدا أن غياب الرقابة علي محطات التموين وأزمة السولار السبب الأول في الأزمة, وأضاف أن تربية الدواجن تختفي تدريجيا وخاصة مع عدم توافر العديد من مقاومات التربية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني و ان الاهالي في المحافظات يعيشون حالة اقتصادية طاحنة حيث اشتعلت نيران اسعار الدواجن, وطال لهيبها كل بيت في مصر ولو نجحت الحكومة في إخماد النيران في سلعة من السلع سرعان ما ترتفع في سلعة أخري وفي النهاية لا يكتوي بنار الأسعار سوي محدودي الدخل والمعدمين من فقراء مصر وأن هذا الارتفاع جاء من عدم وجود رقابة علي الأسواق. كما أكد الدكتورمحمود سامي( طبيب بيطري) أن حرارة الجو تتسبب في احتباس حراري داخل العنابربالمزارع مما ينتج عنه نفوق الكثير من الدواجن بالعديد من المزارع وهو سبب في ارتفاع الاسعار. وفي ظل الازمة الطاحنة قام الفريق رضا حافظ وزير الانتاج الحربي والدكتور يحيي كشك محافظ أسيوط بافتتاح المجزر الآلي للدواجن بمنطقة الصفا الصناعية بمنقباد بتكلفة تصل إلي12 مليون جنيه حيث تصل القوة الاستيعابية للمجزر إلي24 ألف طائر يوميا علي أن يبدأ المجزر المرحلة الأولي ب12 ألف طائر وتبلغ مساحته10 آلاف متر مربع. وأكد الفريق رضا حافظ أن الوزارة تساهم في إنشاء مجازر آليه علي مستوي الجمهورية مساهمة منها في القطاع المدني وتساهم في تطوير صناعة اللحوم وإيجاد فرص عمل كثيرة للشباب.. وخلال جولته أبدي الوزير بعض الملاحظات في المجزر ومنها تركيب مراوح هوائية للعنابر وأرفف بداخل الثلاجات لزيادة سعة التخزين وتعهد رئيس مجلس إدارة الشركة المنفذة بانهائها خلال10 أيام. وأضاف الدكتور يحيي كشك أن الدولة تولي اهتماما خاصا بالثروة الداجنة والحيوانية وتنميتها, مشيرا إلي أن إنشاء مجزر آلي للدواجن والتي تعد من أكبر المجازر علي مستوي الجمهورية حتي يمكن لأسيوط أن تصبح مركزا رئيسيا لتوزيع اللحوم في الصعيد بجانب تخفيض أسعارها لافتا أن المجازر سوف تعتمد علي الإنتاج المحلي كما قال المهندس شريف بركات مدير إدارة الإنتاج بالمحافظة ان مشروع المجزر يستوعب حوالي200 فرصة عمل مباشرة بالإضافة الي توفير أضعاف ذلك بطريقة غير مباشرة. و قال مجدي سليم وكيل وزارة التموين بأسيوط إن صناعة الأعلاف هي الصناعة الوحيدة التي تقدم الدولة لها دعما مباشرا ولا تتدخل في سعر المنتج النهائي, ولكن بعد تطبيق منظومة تحرير سعر الدقيق ترتب عليه تحرير سعر الردة لاصحاب المطاحن سواء كانت مطاحن قطاع خاص او عام, مما صنع حالة من التخبط في الأسعار, ولكن الحكومة تحرص دائما في الحفاظ علي المنتج والمستهلك وتحول دون ارتفاع اسعار الدواجن مثلا حتي لا تتأثر ميزانيات الأسر الأسيوطية, ولذلك وضعت الحكومة سعرا استرشاديا يقدر بمبلغ1550 جنيها لسعر طن الردة وتم الزام اصحاب المطاحن بالتعامل بذلك السعر دون غيره حفاظا علي جميع الاطراف وحتي تستقر الاسعار داخل الاسواق.