الأعلاف.. السماسرة.. الدولار.. السولار.. العشوائية.. الأمراض 25 مليار جنيه استثمارات فى قطاع الدواجن مهددة بالتوقف "الحرية والعدالة" يطرح خطة لحل الأزمة وزيادة الإنتاج تشهد سوق الدواجن موجة غير مسبوقة من ارتفاع الأسعار بعدما وصل سعر الكيلو إلى 19 جنيها للمستهلك، على الرغم من أن متوسط سعر الكيلو فى هذا التوقيت من العام لا يتعدى ال10 جنيهات، الأمر الذى جعل المواطن البسيط يتساءل عن أسباب تلك الزيادة غير المفهومة، خاصة أن الدواجن من أهم مصادر البروتين وهى البديل الأساسى عن اللحوم الحمراء التى لا يقدر على شرائها الفقراء ومحدودو الدخل. الخبراء والمتخصصون فى هذا المجال، أوضحوا أسباب ارتفاع أسعار الدواجن إلى 6 أسباب رئيسية؛ أولها العشوائية الكبيرة فى السوق، نظرا لزيادة الطلب وقلة المعروض فى الأسواق، وأن ذلك يعود لثانى الأسباب، وهى سبب ارتفاع تكلفة الإنتاج الذى يعتمد بنسبة 70% على الأعلاف المستوردة، التى يتحكم فيها السبب الثالث، وهو سعر الدولار، ليصبح هو المتحكم فى تلك الصناعة صعودا أو هبوطا. أما رابع الأسباب فيتمثل فى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن بنسبة تزيد على ال20% بسبب انتشار الأمراض، أما خامس الأسباب فهو عدم قدرة أصحاب المزارع على توفير التدفئة اللازمة فى ظل أزمة السولار، وسادس هذه الأسباب بحسب الخبراء هو "مافيا" الدواجن أو السماسرة الذين يتحكمون فى الأسعار بأكثر من طريقة، منها الاحتكار والمضاربة، لافتين إلى أن كل هذه الأسباب أدت إلى إغلاق الكثير من المزارع، حيث فضل 40% من صغار المربين الخروج من تلك الصناعة. وفى تفاعل سريع مع الأزمة وضعت لجنة الزراعة بحزب الحرية والعدالة برئاسة الدكتور أحمد عيسى رؤية مستقبلية للنهوض بقطاع الدواجن، الذى يقوم على استثمارات تصل إلى 25 مليار جنيه، وتقوم الخطة على زيادة الإنتاج من الدجاج من 850 مليون طائر فى السنة إلى مليار و100 مليون طائر، وهو ما يعنى زيادة نصيب الفرد من اللحوم البيضاء من 11 كيلو إلى 13 ونصف الكيلو. وتسعى الخطة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لبيض المائدة من 6 مليارات إلى 7.2 مليارات بيضة فى السنة، وإيجاد فرص عمل تقدر بحوالى 500 ألف عامل، إضافة إلى نحو 2 مليون عامل حاليا فى هذا القطاع. فى البداية يقول خالد برجم -أحد مُربى الدواجن-: إن ارتفاع أسعار الدواجن إلى هذه الدرجة يعود فى المقام الأول إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، بنسبة وصلت لأكثر من 40%، حيث وصل سعر طن العلف إلى 4 آلاف و100 جنيه، إضافة إلى انتشار الأمراض التى تسببت فى نفوق أعداد كبيرة، فضلا عن ارتفاع أسعار السولار الذى يُستخدم فى التدفئة خلال فصل الشتاء، وكل هذه العوامل أثرت بشكل سلبى على حجم الإنتاج، مما أدى إلى قلة المعروض فى ظل زيادة الطلب وهو ما نجم عنه ارتفاع الأسعار. ويضيف د. محمد صلاح -أستاذ الطب البيطرى، مدير شركة لإنتاج الدواجن- أن الأمراض المختلفة تسببت فى نفوق 20% من الدواجن، وهى نسبة كبيرة جدا، لأنه يجب ألا تتعدى تلك النسبة 6%، وهذا أدى إلى قلة المعروض. وأضاف أن من أسباب ارتفاع الأسعار هو استيراد الأعلاف من الخارج بأسعار مرتفعة جدا بعد تأثرها بارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، ولأن الأعلاف تمثل 70% من تكلفة الإنتاج، فقد تسببت فى ارتفاع سعر كيلو الدجاج ليصل إلى 19 جنيها، بعدما كان يُباع فى الفترة نفسها من العام الماضى ب10 جنيهات فقط. وأكد "صلاح" أن مصر لديها مزارع لو عملت بكامل طاقتها فإنها تستطيع إنتاج 2 مليار دجاجة سنويا، لافتا إلى أن أعلى نسبة لإنتاج الدواجن كانت العام الماضى وبلغت مليار دجاجة، أما الآن فتراجعت إلى 750 مليون دجاجة فقط، وإن كانت هناك توقعات بتحسن الإنتاج الفترة المقبلة ليصل إلى 850 مليون دجاجة. أما د. محمد الشافعى -رئيس اتحاد مُنتجى الدواجن- فيرى ارتفاع سعر الدواجن إلى هذا الحد يعود لارتفاع تكلفة الإنتاج لحد غير مسبوق، وعلى رأسها تكاليف خامات الأعلاف، خاصة بعد ارتفاع سعر الذرة بنسبة تزيد عن 25% مقارنة بسنوات سابقة. وعد "الشافعى" أن أزمة السولار تعد سببا من أسباب ارتفاع أسعار الدواجن، كونه يستخدم فى عملية التدفئة، وكذلك نقل الدواجن بالسيارات من المزارع إلى الأسواق، حيث أدت أزمة السولار إلى زيادة تكلفة النقل بنسبة 50%، بعدما ارتفع سعر لتر السولار من جنيه إلى 170 قرشا، مشيرا إلى أن السوق السوداء والسرقات التى تتعرض لها مزارع الدواجن تلعب دورا كبيرا فى عملية ارتفاع الأسعار. من جانبه، يوضح عبد العزيز السيد -رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية- أن 40% من صغار مربى الدواجن خرجوا من منظومة الإنتاج، خاصة أن البعض منهم يبيع الدجاج بأقل من سعر التكلفة، فضلا عن تبعات أزمة السولار، حيث تمثل تكاليف التدفئة نسبة 5% من إجمالى تكلفة الإنتاج. وأضاف أن انتشار الأمراض الوبائية خاصة فى فصل الشتاء تسبب فى تراجع الإنتاج من الكتاكيت، وترتب على ذلك زيادة سعر الكتكوت ليصل إلى 5 جنيهات بعدما كان يباع العام الماضى بجنيه واحد، وهو ما يترتب عليه زيادة سعر الدجاجة عند البيع. وأرجع د. حمدى السيد -وكيل كلية زراعة عين شمس- ارتفاع أسعار الدواجن فى الآونة الأخير لعدة أسباب؛ منها زيادة أسعار الأعلاف بصورة مُبالغ فيها، ليتضاعف سعره عن العام الماضى بمعدل مرة ونصف، مشيرا إلى أن 70% من خامات الأعلاف يتم استيرادها، والذرة الصفراء يتم استيرادها بالكامل، ويكفى أن يكون سعر أحد مكونات العلف -وهى الردة- قد زاد إلى ألفى جنيه للطن، وهناك أيضا فول الصويا الذى ارتفع سعر الطن منه إلى 3500 جنيه.