لم يكد المواطن العادي يفيق من صدمة ارتفاع أسعار الدواجن بسبب قرار حظر بيعها حية, حتي فوجيء أخيرا بارتفاع لايتوقف في اسعارها, وهذه المرة, بسبب ارتفاع درجات الحرارة. يقول اللواء عبدالغفار يوسف رئيس بورصة الدواجن الرئيسية إن موجة الارتفاعات الاخيرة التي اصابت سوق الدواجن في مصر سببها الموجات الحارة المتتالية التي اجتاحت البلاد في الفترة الاخيرة وادت الي نفوق مايزيد علي70% من دواجن المزارع لان هذه المزارع ليست بها تهوية كافية, مما أدي الي انخفاض المعروض وزيادة الطلب. ويؤكد ان الامل الآن هو في زيادة المعروض حتي يؤدي إلي انخفاض الاسعار لكي لايزيد سعر الدواجن من المزارع علي13.5 جنيه للكيلو. اما الدكتور عبدالرؤوف غلاب وكيل وزارة الصحة البيطرية فيقول: ان الذبح عن طريق المجازر هو الآمن للدواجن ولحماية المستهلك والثروة الداجنة والمفترض ان يأخذ اصحاب المحلات من المجازر دواجن مبردة ذبح اليوم أي طازجة والمبرد يمكن حفظه لمدة6 ايام عنددرجة حرارة من4 إلي صفر وهذه طريقة آمنة لأنها تقع تحت اشراف بيطري علي ذبحها وتنظيفها وتمر علي معمل تحاليل لفحص الدواجن والتأكد من حصولها علي التطعيمات وقرار مجلس الوزراء صائب100% لكن لابد من التنفيذ الحقيقي مع توفير وزيادة مجازر وزارة الزراعة. ويؤكد ان الوباء متفش في مزارع مصر منذ عام2006 ومنتشر وقد اثر علي مزارع الامهات مع ارتفاع درجات الحرارة مما ادي الي رفع سعر الكتكوت حتي وصل إلي8 جنيهات للواحد ولذلك لابد من تطبيق القرار وحصر المرض لان حجم الإنتاج كان2.2 مليون دجاجة يوميا, وقد تراجع الآن بنسبة تتراوح بين25% و30% وهذه نسبة ليست بقليلة علي دولة مثل مصر, وتعداد سكان كبير. جولة حية وفي جولة ل تحقيقات الأهرام في سوق الدواجن يشكو الحاج عبد الصمد فتحي صاحب احد محال تجارة الدواجن من ان الحال سييء وان هناك الكثيرين الذين يلجأون الي شراء الفراخ المجمدة لانخفاض اسعارها وخوفا من مرضي واصابة الفراخ الحية بمرض انفونزا الطيور علي الرغم من ان المعروف ان الاقبال علي شراء الدواجن متزايد أكثر من اللحوم والاسماك بسبب سعرها الاقل, وان اسعار الدواجن تتحدد بناء علي اسعار البورصة فإذا ارتفعت او انخفضت تؤثر علي اسعار الدواجن بالمحلات والاسواق ولكن منذ مايقرب من شهر تقريبا واسعار الدواجن ثابتة ومستقرة ولكن الآن الاسعار اختلفت وزادت حتي وصل سعر كيلو الفراخ البلدي الي مابين20 و22 جنيها والفراخ البيضاء إلي18 جنيها والفراخ المخلية(البانية) مابين35 و37 جنيها للكيلو. وتقول الحاجة فتحية ابراهيم( ربة منزل) ان المستهلكين في حالة غضب شديدة ولاندري ماذا نفعل واين دور الحكومة والرقابة علي الاسعار حتي لاترتفع اكثر في المواسم وفي شهر رمضان وبالاخص في سوق الدواجن لاننا لايمكن ان نستغني عنها وايضا البيض لانه بروتين للكبار والصغار علي عكس اللحوم التي قمنا بحملة لمقاطعتها نهائيا حتي تثبت وتنخفض الاسعار ولكن لاندري ماذا نفعل بالفراخ, علما بأن هناك الكثيرين الذين يفضلون الدواجن البلدية الحية عن المذبوحة المجمدة, لانها بها فائدة اكثر وتذبح امام المشتري كي يطمئن علي خلوها من اي أمراض. دور المجمعات أما المهندس أحمد عبدالحميد مدير مجمع نادي الصيد الاستهلاكي فيقول ان سعر الدواجن المجمدة التي تعرض في المجمعات الاستهلاكية موحد وثابت وهو16 جنيها للكيلو, لأن هذه المجمعات خدمية للمواطن ولاتبحث عن أي ربح أو زيادة لكنها تبحث عن توفير السلع والمنتجات بأسعار تناسب الأسرة المصرية وهناك بعض الشركات التي توفر بعض العروض علي الدواجن المجمدة حتي تقبل عليها الجماهير. لكن هذه العروض ذات الأسعار المخفضة تعرض في اوقات زيادة الأسعار للتحكم في معدلاتوحجم العرض والطلب في وقت يعاني فيه الجمهور من ارتفاع الأسعار ولكنهم يلجأون لشراء كميات كبيرة وتخزينها خوفا من الارتفاع المتلاحق لاسعار الدواجن من قبل التجار الذين يوهمون الجمهور بأن الزيادة بسبب استيراد الحكومة! ويوضح دكتور أحمد فريد استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ان إنتاج الدواجن وتحديد اسعارها يتحدد بحسب البورصة السلعية التي تخضع لعملية العرض والطلب, وذلك لان الدواجن الطلب عليها متزايد عن اللحوم والاسماك لان هناك الكثيرين ممنوعون من تناول البدائل مثل: اللحوم والاسماك نظرا لتعرضهم لبعض الأمراض المضادة لهذه الاطعمة, وان المستهلك المصري لايقتنع بشراء الدواجن المجمدة, وان فترة تغيير المناخ من شتاء صقيع إلي حرارة مرتفعة تصاحبها الرطوبة العالية مما يؤدي إلي عدم التوازن ونفوق الكثير من الامهات والكتاكيت والانخفاض المتزايد للإنتاج. وتوضح فريدة محمد ربة منزل ان هذه الزيادة تحدث كل عام بعد العلاوة الاجتماعية التي تصرف وبالاخص في جميع السلع الإنتاجية التي يحتاجها المواطنون دون الاستغناء عنها فهي دائما مرتبطة بالعلاوة وزيادة الأسعار.