تواصل أسعار اللحوم صعودها غير المبرر.. فيلجأ المستهلك للبدائل من طيور وأسماك.. لكنه يفاجأ بارتفاع اسعارها فجأة ليتم حصاره من جميع الجهات.. فارتفع سعر الدواجن الحية البلدية والبيضاء حوالي 5 جنيهات للكيلو وارتفعت أسعار الأسماك بجميع أنواعها وفي غياب الرقابة علي الأسواق فرض التجار سطوتهم علي الأسواق وصرخ المستهلكون يطالبون باستيراد كميات إضافية من الاسماك والدواجن حتي تنخفض الأسعار. من اللحوم الي الدواجن " يا قلبي لاتحزن " هذا هو حال المستهلك المصري بعد ان شهدت اسواق بيع الطيور طفرات سعرية كبيرة وغير مبررة فالمواطنون هربوا من "نار" اسعار اللحوم الي "لهيب " "الفراخ" ليقعوا بين مطرقة "الجشع والاستغلال" وسندان "حرمان ابنائهم من البروتين" .. ولان هناك قوانين تمنع تداول الطيور الحية، فان محلات البيع تعمل بشكل غير قانوني ..اذن هي خارج نطاق السيطرة والرقابة .. فاصبح التجار يحددون الاسعار ويتحكمون في اليات السوق .. ليكون المستهلك هو الضحية .. ولجأ الكثير من المواطنين الي الاكتفاء بشراء بعض اجزاء " الفرخة" نظرا لالتهاب الأسعار، بعد ان استغل التجارارتفاع اسعار اللحوم والاقبال الكبير علي "بروتين الغلابة" فرفعوا الاسعار وغالوا في الزيادة ليحققوا أرباحا غير شرعية علي حساب المستهلك .. فتباع "الفراخ" البيضاء الحية بسعر يتراوح من 15 حتي 17 جنيها للكيلو بعد ان كانت تباع باسعار تتراوح من 10 و12 جنيها ، اما المجمدة فيتراوح سعرها في منافذ الشركات المنتجة ما بين 14 إلي 15 جنيها للكيلو. الأخبار قامت بجولة علي اسواق الدواجن ورصت الارتفاع في اسعارها، ونقلت صرخات المواطنين . رصد التقرير الاقتصادي لغرفة الجيزة التجارية ارتفاعا في أسعار الدواجن بمقدار 4 جنيهات للكيلو الواحد عن أسعار شهر ديسمبر الماضي، وقال التقرير إن أسعار الدواجن ارتفعت ليصل سعر الكيلو إلي 15جنيها في بعض المناطق مقارنة ب05.9 إلي 11 جنيها للكيلو في ديسمبر الماضي . وأرجع التقرير السبب في ذلك إلي عجز أصحاب المزارع في الحصول علي عدد مناسب من أسطوانات البوتاجاز اللازمة لعمليات التدفئة لمزارع الدواجن، نظرا لزيادة البرد وموت نسبة كبيرة من الكتاكيت والدواجن الصغيرة، وانخفاض الكمية المعروضة بالأسواق في ظل الطلب المتزايد علي الدواجن، علي الرغم من ثبات أسعار الأعلاف وانحسار مرض إنفلونزا الطيور. التجار يشتكون في البداية يقول عثمان محمد صاحب محل طيور بمنطقة إمبابة ان ما تشهده اسواق الدواجن من ارتفاع ملحوظ في الاسعار بسبب زيادة الاقبال من المواطنين علي الدواجن، باعتبارها البديل الارخص للحوم البلدية التي وصلت اسعارها الي اسعار خيالية لا يتحملها المواطن البسيط، مضيفا ان الفراخ البيضاء الحية تباع بسعر 16 جنيهاً مقابل 11 جنيهاً قبل 3 اسابيع للكيلو والبلدي بسعر 18 جنيهاً للكيلو مقابل 14 جنيهاً لتصبح الزيادة بمقدار يتراوح من 4 الي 5 جنيهات في كل كيلو وبسبب زيادة الاستهلاك ونقص المعروض ارتفعت الاسعار خاصة مع عدم كفاية الكميات الواردة من المزارع بالاضافة الي الحملات المكثفة والمستمرة علي محلات بيع الدواجن الحية بالأسواق، ومصادرة كميات كبيرة تنفيذاً للقرارات الوزارية وقانون منع تداول الدواجن الحية في الأسواق . ويؤكد علي السيد صاحب محل بيع طيور بمنطقة الهرم ان أسعار الدواجن البيضاء ارتفعت بنسبة كبيرة في المزارع خلال الأيام الأخيرة ، حيث يباع الكيلو بسعر يتراوح من 11 جنيها حتي 14 جنيها في بعض المزارع وتباع هذه الدواجن بأسعار تبدأ من 15 جنيها وتصل في بعض المناطق الي 17 جنيها للكيلو الواحد ويرجع السبب في ذلك الي هروب المواطنين من نار ارتفاع اسعار اللحوم التي وصلت الي 60 جنيها، فيلجأون إلي بدائل البروتين المتمثلة في الدواجن والاسماك مشيرا ان هناك مخاطر كثيرة في نقل الدواجن الحية من المزارع إلي السويقات ويتم مصادرة بعض الشحنات وهذا يؤدي إلي ارتفاع تكلفة المنتج الذي يباع للمستهلك النهائي ويطالب الحكومة بضرورة إيجاد حلول سريعة لنقل الدواجن من المزارع إلي الأسواق تحت إشراف صحي وبيطري لكي يستفيد المستهلك من انخفاض الأسعار في مزارع الجملة ويتطرق محسن جلال صاحب محل طيور بشبرا الخيمة وصاحب مزرعة دواجن ان فيروس انفلونزا الطيور اضر بالثروة الداجنة في مصر فحملات التفتيش المستمرة علي المحلات لمنع تداول الطيور الحية اثر علي حركة البيع والشراء ، وساهم بشكل كبير في رفع الاسعار معبرا عن استيائه من قرار نقل مزارع الدواجن الي خارج محافظات الدلتا دون تحديد فترة انتقالية لبدء عملية النقل لانه حتي إذا تم توفير الأماكن البديلة ل مزارع الدواجن لابد من فترة انتقالية تتراوح بين سنة و3 سنوات يستطيع خلالها صاحب المزرعة اقامة مزرعة جديدة في الموقع البديل محذراً من أن إغلاق المزارع الواقعة داخل نطاق محافظات الدلتا قبل اقامة مزارع أخري جديدة سوف يتسبب في ارتفاع اسعار الدواجن في مصر موضحا عدم جواز قرار حظر نقل الدواجن بين المحافظات علي اطلاقه وكان يجب تنظيم عملية النقل من خلال معاينة الإدارة البيطرية التابعة لها المزرعة والتي يمكنها أن تكشف عما إذا كانت هذه الطيور خالية من الأمراض مثل انفلونزا الطيور او غيرها أم لا بحيث تصبح شهادتها بمثابة أجازة للمرور، مؤكدا أن الدواجن الحالية تباع بسعر تكلفة الإنتاج وهوامش الربح معدومة في الوقت الحالي نقص البوتاجاز ويضيف احمد عبد السميع تاجر ببولاق ان المواطنين يتهمون اصحاب المحلات بانهم يرفعون الاسعار ولا يدركون ان اصحاب المحلات هم الحلقة الاضعف في سلسلة بيع الطيور فهناك تجار جملة وسماسرة وهناك اصحاب المزارع، موضحا انه يشتري كيلو الفراخ الحية من داخل المزرعة بسعر 15 جنيها واحيانا 14 جنيها للكيلو، اذن مكسب صاحب المحل لايتعدي الجنيه في كل كيلو، والهامش الاكبر من الربح يكون لاصحاب المزارع والسماسرة، مؤكدا ان أصحاب المزارع يتحكمون في الأسعار والكميات الواردة إلي الأسواق وبالرغم من انخفاض أسعار الأعلاف إلا أن أسعار الدواجن لم تنخفض وهناك بعض اصحاب المزارع قاموا برفع الاسعار بنسبة 20 ٪ علي جميع التجار، بسبب ازمة اسطوانات البوتاجاز بحجة أن نقص اسطوانات البوتاجاز وشراءها بأسعار مرتفعة لتدفئة المزارع أو استخدام البدائل للتدفئة مثل المكيفات الكهربائية ذات النفقات الكبيرة ويتحمل المواطن فرق هذه التكلفة في النهاية، ومع غياب وسائل التدفئة اللازمة ، مما أدي إلي نفوق نسبة كبيرة من الإنتاج، وبالتالي لجا أصحاب المزارع إلي زيادة أسعارهم لتعويض الخسائر. ويضيف اسماعيل عبد الستار تاجر بمنطقة الدقي أن اسعار الدواجن البيضاء تتراوح ما بين 16 و18جنيها للكيلو نظراً لارتفاع اسعار التكلفة.. فأسعار "البانيه" تتراوح ما بين 32 و36 جنيها للكيلو، والكبد والقوانص من 15 الي 16 جنيها للكيلو، والهياكل ارتفعت الي 7 جنيهات للكيلو، نظراً للإقبال عليها، واننا مرتبطون بأسعار بورصة الدواجن، والآن الاسعار في المزارع وبعلم البورصة هي5.01 جنيه، فبكم نبيعها وبعد ارتفاع تكلفة النقل والعمالة والضرائب وايجار المحل وغيره. المواطنون يصرخون ومن جانب المواطنين فانهم يتعرضون لضربات متلاحقة وموجعة فهربوا من نار اسعار اللحوم ومن سكين الجزار التي قضت علي امل شرائهم كيلو لحمة بلدي الي "لهيب" البدائل من البروتين سواء الدواجن او الاسماك فالتجار استغلوا زيادة الاقبال علي شراء الدواجن فرفعوا الاسعار ليكون المواطن والمستهلك البسيط هو الضحية فلجأ الكثير الي الاكتفاء بشراء بعض اجزاء الدواجن رخيصة السعر الي حد ما، المتمثلة في "وراك" و"كبد وقوانص" وغيرها من الاشياء البسيطة.. وعبر المواطنون عن استيائهم من سلسلة الارتفاعات غير المبررة مؤكدين ان الأسعار في السوق تتعرض لطفرات سعرية غير مفهومة، مطالبين الأجهزة الرقابية التدخل لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق معايير وضوابط للتحكم في السوق ، بدلا من ترك المواطنين فريسة لجشع التجار واصحاب المحلات الذين يرفعون الاسعار كما يشاءون دون محاسبة او مراقبة وينادون بزيادة الاستيراد لخفض الأسعار. دواجن مجمدة وتصبح الفراخ المجمدة المستوردة طوق النجاة من جشع التجار فتباع باسعار اقل من الدواجن الحية بمقدار 2 الي 3 جنيهات في الكيلو الواحد ولكن عدم ثقة المستهلكين في اللحوم المجمدة بوجه عام والدواجن المجمدة بشكل خاص فان الاقبال عليها ضعيف في الايام العادية، اما خلال هذه الفترة فان الاقبال عليها كبير بسبب الارتفاع الكبير في اسعار الطيور الحية فهذه الدواجن مذبوحة بشكل سليم وتخضع للاشراف البيطري المشدد ويتم نقلها في سيارات مبردة، وتعرض في المحلات داخل ثلاجات عرض تحت درجات برودة معينة وتكون مغلفة ومكتوب عليها بلد المنشأ وتاريخ الصلاحية والانتهاء وكذلك السعر والوزن وهي غالبا ما تكون العبوة 1 كيلوجرام ويباع الكيلو ب14 جنيها . فيقول المهندس عبد المنعم حمودة صاحب احد محلات بيع الدواجن المجمدة ان الاقبال كبير من جانب المواطنين علي هذه الدواجن التي اصبحت طوق النجاة من جشع التجار واصحاب محلات الطيور فيباع الكيلو من هذه الدواجن باسعار تتراوح بين 13 و14 جنيها، وتكون مغلفة باكياس مدون عليها جميع البيانات الخاصة بطريقة الذبح وغيرها وهذه الدواجن مستوردة من البرازيل وتخضع لاشراف بيطري كبير . ويضيف سعد عبد الحميد مدير مجمع استهلاكي بالمهندسين ان الاقبال علي الدواجن المجمدة كبير لان اسعارها اقل من الدواجن الحية، ولكن هناك تخوفا من المستهلكين بسبب الثقافة السائدة لديهم لانهم لا يطمئنون الا عندما يشاهدون الفراخ تذبح امامهم، فنحن نحتاج الي وقت طويل ليتحول النمط الاستهلاكي في المجتمع إلي استخدام الدواجن المذبوحة والمجمدة بدلا من الحية، موضحا ان الاسعار تتراوح من 13 الي 15 جنيها للكيلو وهي رخيصة عند مقارنتها باسعار الدواجن الحية التجار خارج السيطرة من جانبه صرح اللواء عبد الغفار يوسف المدير التنفيذي لبورصة الدواجن بأن عدد الدواجن التي تخرج للاسواق يوميا تقدر بحوالي 2 مليون دجاجة يوميا توزع علي جميع محافظات الجمهورية لان جميع المزارع وشركات الدواجن تعمل بكامل طاقتها، وأن أسعار التوريد من المزارع ثابتة منذ شهور ما بين 10.5 و11 جنيها للكيلو وليس هناك اي زيادة او ارتفاع في الاسعار وهذه الكميات تكفي للاستهلاك المحلي والدليل علي ذلك ان الاقبال علي شراء "الفراخ" المستوردة المجمدة ضعيف، لان المواطنين لا يثقون في اية لحوم مجمدة خاصة عندما تكون مستوردة مؤكدا ان ارتفاع الاسعار سببه حلقة التجار التي اصبحت بلا رقابة، فاصحاب المحلات يعملون بلا رقابة أي انهم خارج نطاق السيطرة فيرفعون الاسعار ويتحكمون في السوق كما يريدون . ويرد المدير التنفيذي للبورصة علي كلام التجار بان اصحاب المزارع هم السبب في ارتفاع الاسعار وان مكسب اصحاب المحلات لايتعدي الجنيه في كل كيلو قائلا ان ارتفاع أسعار الدواجن في الأسواق يرجع إلي جشع بعض الحلقات الوسيطة من تجار الجملة والتجزئة لتحقيق أرباح غير شرعية علي حساب المستهلك لان هناك خللاً في المراحل الوسيطة حتي تصل الدجاجة إلي المواطن ، فهناك ثبات في اسعار تسليم الدواجن من المزارع منذ شهور ورغم ذلك تحدث طفرات غير مفهومة في الاسعار، فاصحاب المزارع مرتبطين باسعار تحددها البورصة ولا توجد مخالفة لها فيأخذ التجار الدواجن باسعار منخفضة ويبيعونها باسعار خيالية، وذكر ان اسعار اعلاف الدواجن ثابتة منذ فترة طويلة ولم ترتفع، اذن لا توجد هناك مبررات لارتفاع الاسعار وحجج التجار واهية وتنم عن الجشع والطمع والرغبة في تحقيق هامش ربح كبير مستغلين الظروف المحيطة من ارتفاع اسعار اللحوم وزيادة الاقبال علي شراء الدواجن، وطالب بضرورة تكثيف الحملات الرقابية علي الأسواق لمنع تداول وبيع الدواجن الحية لان البورصة دورها توفيق العلاقة بين التاجر والمنتج وليس الرقابة علي الأسعار والأسواق ماذا بعد؟!.. ارتفاع في اسعار سلعة يتبعه ارتفاع في سلعة اخري ..وكلها ضربات متلاحقة للمواطنين .. فمتي تتدخل الأجهزة الرقابية لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق معايير وضوابط لحكم السوق.