بات واضحا عدة أمور أساسية لابد أن تأخذ بها مصر وشعبها وتسير علي نهجها خلال المرحلة المقبلة, وتتركز في الوقف الفوري للتناحر السياسي الداخلي بين كافة الأطراف خاصة النخبة السياسية, باعتبار أن هذا الأمر أصبح ضرورة ملحة وليس ترفا سياسيا وذلك لتحقيق الاستقرار الداخلي مع أهمية تقديم تنازلات من جانب جميع هذه الأطراف للوصول الي حلول وسط تخدم مصر أولا قبل الأجندات الخاصة, كما يجب خلال الأيام المقبلة وفي ذات السياق احترام تطبيق قانون تنظيم التظاهر المقرر إصداره عن مجلس الشوري حتي لو كانت هناك بعض الاعتراضات علي بعض بنوده, ولكن لابد من المساندة الشعبية الكاملة لتنفيذه علي أرض الواقع مع التحديد الفوري لأماكن التظاهر في المحافظات وعلي رأسها محافظة القاهرة التي أصبحت المظاهرات تستبيح أهم ميادينها خاصة ميدان التحرير الذي يحتله الباعة الجائلون أكثر مما يقيم فيه المعتصمون وقادة التعبير عن الرأي, ولابد من الوقف الفوري للعنف المتبادل نتيجة التناحر السياسي علي أرض مصر لأن من يدفع الثمن هو الشعب وليس عدو خارج البلاد. ومع متابعتنا لتوصيات ومجريات أعمال القمة العربية التي انتهت في قطر الأسبوع الماضي بات واضحا أيضا أنه علينا الاعتماد علي أنفسنا اقتصاديا بصورة كاملة قبل طلب المساعدة من أي جهة خارجية, وبالطبع فان الاعتماد علي النفس يشمل أن تستقر جميع الأوضاع الأمنية في الشارع المصري وأن يقوم الشعب بمضاعفة الانتاج في جميع المجالات علي أن تكون هذه هي معركته الحقيقية التي يجب أن ينتصر فيها علي جميع التحديات والتوابع المؤلمة للأحداث الدامية علي أرضه بهدف الخروج من عنق الزجاجة سياسيا واقتصاديا والتصدي لكل المهاترات التي أصبح يعرفها جيدا وأن يدير ظهره لها مستشرفا بدء مرحلة جديدة سوف تقبل عليها مصر مع بدء الترشيح للانتخابات الرلمانية المقبلة, حتي يمكن للشعب أن يختار بوعي من يحقق مصالحه ويحافظ علي مقدراته وقبل ذلك يحافظ علي التراب المصري في ظل عقد اجتماعي جديد بين الحاكم والمحكومين يقوم فيه كل بواجبه تجاه هذه الأرض الطيبة وهذا الوطن الذي منحه الكثير وليصبح الجميع جنودا يدافعون عن البلاد ويدفعون عن كل موقع بكل صوره كل المحاولات التي تستهدف استغلاله أو تدميره. لمزيد من مقالات نهال شكري