حتي في لحظات الحرب الحاسمة.. التي حبسنا فيها أنفسنا خوفا علي أم الدنيا شاركنا تلك المشاعر أشرس المجرمين فكانوا غاية في الوداعة والرعب علي ابناء الوطن علي خط النار { مصر في خاطر كل مصري.. يحبها ولا يقوي علي البعد عنها أبدا إلا لمدة قصيرة.. ويرجع لها بحنين ولهفة العاشق الولهان. { حبنا الجارف لبلادنا يحسدنا عليه كثيرون.. مع أنهم عاشقون أيضا للسمرة بلادي التي علي الربابة نغني لها من زماااان بقلوب تجلها وعقول تفخر بانتمائها لأم الدنيا! { وهذا الحب الجارف.. كنا نتنفسه ونشعر به في علاقاتنا مع بعضنا البعض.. الاحترام عنوان التعامل مع الآخر.. غني أو فقير.. غفير أو وزير, اللسان عف نقي نزيه., كان التعايش بيننا سلميا.. لا صراخ ولا عويل ولا بذاءات واتهامات نصفع بها بعضنا البعض.. الانتماء للوطن غذاء روحي صحي طبيعي.. انتماء مفيد معبر عن الاخلاص والوفاء والاهتمام بالوطن وسلامته.. والدليل الزمن الجميل الذي نستدعيه في خيالنا وامالنا الآن.. والدليل أيضا أن هزيمة مصر في1967 لم نصبر عليها ولم نضع الوقت هباء وتوحدنا باسم الوطنية المصرية الشعب والجيش.. للاستعداد بجدية وتعاون لاستعادة الأرض المصرية العزيزة المحتلةسيناء وكان الشعب في الخطوط الخلفية يمد الجيش بالامداد المعنوي قبل المادي!! ولم نكن نعرف رفاهية الترف المعيشي.. وعنه استغنينا راضين.. فمصلحة البلد أهم.. كنا ايد واحدة فعلا وليس شعارا وكلاما { حتي في لحظات الحرب الحاسمة.. التي حبسنا فيها أنفسنا خوفا علي أم الدنيا شاركنا تلك المشاعر أشرس المجرمين فكانوا غاية في الوداعة والرعب علي ابناء الوطن علي خط النار ولم تسجل جريمة واحدة طوال فترة الحرب.. انها مصر.. وهذا هو شعب مصر.. لا يفرط في أرضه ولا حبة رمل وليس سيناء التي عنها يتكلمون ويقولون سيناء في خطر ولكن لدينا الأهم؟ { انه تمرد في قوة الانتماء ولا أقول ترهله أو جنوحه.. انها مراهقة سياسية نراها علي المشهد السياسي.. مصر أصبحت غنيمة كل فرد أو حزب يحاول الحصول علي قطعة منها والعياذ بالله { المراهقون السياسيون يتمسكون بآرائهم ومآربهم دون محاولة للحوار وتبادل المعرفة.. ورؤي لتناحر ومصادمات لا داعي لها.. { أين العقل.. وأين التدبر.. وأين المثقفون.. وأين النخبة التي علي رأسها ريشة ساعة تهدئ وتوضح.. وساعة تثير وتتعمد الاثارة.. وعندما تتلهب البلاد تتراجع وتغير موقفها بفجاجة يشمئز منها الوطنيون الفاهمون؟! { ثورة25 نجحت في اسقاط نظام لم يقم بواجبه الوطني لإعلاء شأن البلاد.. وكان الأمل ان تبدأ في بناء الأوطان.. وللبناء أصول وقواعد واضحة ومفهومة.. وأولها دوافع وطنية مخلصة وارادة سياسية واثقة.. وإدارة حازمة تسعي لهدف واحد وهو لم الشمل والعمل بروح الفريق الوطني لاستقرار البلاد ونهضتها { ولكن؟ تفرق الشعب الثائر عن حق من الميدان.. وتشرذم في الشوارع الخلفية كل يغني علي ليلاه.. ويخطط لمكاسبه الاحادية باصرار عجيب ومثير.. وانانية تنم عن ضيق الأفق.. لأن مكاسب الثورة جماعية لجميع أطياف الشعب.. ونتائجها الآنية.. هي خير للجميع. { ولهذا كان لابد أولا.. طرح الأفكار المتفق عليها الجميع دون اقصاء ومناقشتها بوضوح مع الكل وليس مع جزء من الشعب.. انها صناعة الاعلام الوطني الوفي الواعي ودوره الذي تاه وتلون بل للأسف منه من حرض علي افتعال أزمات ومواجهات.. كان يمكن تفاديها لو اخلصت النوايا؟! { الحالة السياسية سوف تستمر تدر تخبطا ووجعا وارتباكا.. إذا طالبت بالمستحيل الآن.. وعليها أن ترضي بالممكن حتي تعيد ترتيب أوراقها وتستعيد مصر لياقتها الصحية { ولابد أن يحدث تغيير في ثقافة المجتمع يواكب أماني الثورة والثوار.. تغيير يوضح معطيات الثورة وامانيها ومدي القدرة علي تنفيذها وكيف؟! مثلا ان العدالة الاجتماعية.. ضرورة انسانية ولتحقيقها لابد من التخطيط السليم لهذا الهدف.. وطرح طرق التنفيذ بشفافية ورقي وعلم عميق وليس سطحيا مع توافق شعبي وسياسي.. لان الهدف واحد.. هو خير الأمة.. كلنا مصريون مخلصون. { لابد أن نغير سلوكنا الذي كان يتسم بالاتكالية والمحسوبية.. والرشوة.. والفهلوة.. انها ثقافة سلبية مقيتة زحفت علي جسد الأمة في فترات معيبة والآن لابد من استنهاض كل القوي الرسمية والشعبية والسياسية في البلاد لمناقشة دفتر أحوالنا المرتبكة.. والاجتماع معا حول مائدة المصالحة الوطنية.. لتفادي الصدام الذي آخره انهيار والعياذ بالله.. ان قوي الشر تنفث سرا سما ووسوسة خبيثة لنشر الفوضي الخلاقة.. لهم.. ولنا التدمير الذاتي.. لا سمح الله { مازلنا نغني وندق الطبول.. الثورة مستمرة.. مستمرة.. ولم يقولوا لنا مستمرة في ماذا؟ في الهدم أم في البناء الجاد.. في مجرد ترميم الجروح وعلاجها.. أم البعض غرضه اهالة مزيد من المشاكل في وجه الوطن