لماذا يتلكأ حزب الحرية والعدالة في توجيه دعوة واضحة لجبهة الانقاذ للدخول في حوار وطني يجري علي رؤوس كل الاشهاد, يتحدد جدول اعماله في ضوء مطالب واضحة تكاد تكون موضع اجماع وطني, تشمل تشكيل حكومة إئتلافية تشرف علي نزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة, واصدار قانون عادل للانتخاب يحظي بتوافق وطني عام, وتوفير كافة الضمانات التي تعيد للقضاء اعتباره وتعالج الاخطاء التي تم ارتكابها في حقه, وترسخ حريته واستقلاله. وما يزيد من غرابة موقف حزب الحرية والعدالة اصراره علي حالة الانكار التي تمنعه من رؤية الحقيقة كاملة, وتجاهله المتعمد للاضرار العديدة التي اصابت مصداقيته واكلت الكثير من شعبيته, رغم الاشارات العديدة التي تؤكد له ان جماعة الاخوان خسرت جزءا غير قليل من رصيدها في الشارع السياسي, وان اصرارها علي الاستمرار في حالة الانكار يمكن ان يؤدي الي خسارة رصيدها بالكامل, بحيث تصبح تجربتها في الحكم, التي تفاقم فشلها بعد ثمانية اشهر من تولي الرئيس مرسي مسئولية الحكم, هي بيضة الديك التي يستحيل تكرارها!.., والاكثر مدعاة للحيرة والتساؤل تباطؤ الجماعة في فهم رسائل واضحة اكدتها انتخابات الاتحادات الطلابية التي قلصت اغلبية الجماعة داخل معظم مجالس هذه الاتحادات الي مجرد وجود رمزي!, كما ظهرت الرسالة واضحة في انتخابات النقابات المهنية خاصة نقابة الصحفيين التي سيطر علي جمعيتها العمومية غضب عارم من قرار غير عقلاني, يحيل اكثر من600 صحفي الي الكسب غير المشروع بتهمة انهم جلبوا اعلانات لمؤسساتهم الصحفية, رغم انهم قاموا بهذا العمل الذي يشكل مخالفة ادبية لا يحكمها نص عقوبي, بناء علي طلب وتشجيع والحاح مؤسساتهم. واذا كانت كل الدلائل تقول ان جماعة الاخوان يمكن ان تكون الخاسر الاكبر في الانتخابات البرلمانية لتناقص مصداقيتها ورصيدها الشعبي, فلماذا تقامر الجماعة علي كل رصيدها في لعبة خاسرة لم تعد تملك كل اوراقها ؟!, ولماذا تهدر فرصة الحوار الوطني وتعطلها رغم انها يمكن ان تصلح بعضا من صورتها التي لحقت بها اضرار جسيمة بسبب تعنت مواقفها وسوء ادارتها لكثير من قضايا الداخل تزداد خطرا وتفاقما في ظل موقف اقتصادي يزداد.., ما من تفسير واضح لحالة التباطؤ التي تتلبس حزب الحرية والعدالة سوي اعتقاده بان الموقف في جبهة الانقاذ ليس احسن حالا, في ظل اصرار الجبهة علي استمرار مقاطعتها للانتخابات البرلمانية القادمة, خاصة ان جبهة الانقاذ لا تنشغل كثيرا بالعمل داخل الدوائر الانتخابية, وربما يكون من المفيد لجماعة الاخوان استنزاف جبهة الانقاذ في معركة سياسية تنحصر اثارها داخل دوائر محدودة من المثقفين والسياسيين بعيدا عن ارض المعركة الحقيقية حيث تجري الانتخابات البرلمانية بعد شهرين علي الاكثر.