بعد فشل مهمة جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى فى لقاء المعارضة الوطنية فى مصر، هل ممكن أن ينتهى شهر العسل بين جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة والولاياتالمتحدة؟!.. هل فعلاً نقل «كيرى» إلى الرئيس محمد مرسى خلال اللقاء الذى تم بينهما غضب المعارضة المصرية وإصرارها على تحقيق الديمقراطية الحقيقية، وضرورة تخلى الرئيس عن سياسة العناد التى ينتهجها منذ توليه مقاليد السلطة بالبلاد؟!.. هل فعلاً تناول اللقاء الأخير بين «كيرى» و«مرسى» الأزمة السياسية المصرية التى أوقعت «الجماعة» الحاكمة البلاد فيها؟!.. هل على المستوى السياسى نجزم بالفشل الذريع لمهمة الوزير الأمريكى؟!.. كل هذه الأسئلة ستكشف عنها الأيام القادمة، خاصة بعد اللطمة التى تلقتها الولاياتالمتحدة من المعارضة المصرية الوطنية التى رفضت قياداتها لقاء الوزير الأمريكى؟!.. لقد صورت «الجماعة» للشعب المصرى أن قيادات المعارضة ستهرول إلى لقاء كيرى؟!، وأن هذا الوزير الأمريكى سيقنع المعارضة وعلى رأسها جبهة الإنقاذ بالدخول فى الانتخابات الباطلة التى ستجرى وقائع الترشح لها يوم «9مارس» الحالى، وخاب ظن «الجماعة» التى راحت تطلق الشائعات لتشويه صورة الجبهة من خلال الترويج لوجود اتفاق مع مؤسسة الرئاسة بالحصول على مائة مقعد بالبرلمان للجبهة، فى حين أن قيادات الجبهة لم تقم بأية اتصالات مع الرئاسة ولا مع الجماعة ولا مع حزب الحرية والعدالة بعد الإعلان الرسمى عن مقاطعة الانتخابات التى يشوبها ألف عيب ابتداءاً من القانون الباطل الذى صدر عن مجلس لا يعرف التشريع، وهو باطل أيضاً، وجددت الجبهة موقفها الوطنى العظيم بأنه لا تراجع أبداً عن المقاطعة لتقطع أى شك لدى أى موتور يريد أن يفتت عضد المعارضة الوطنية. إذن على كل المستويات وجهت المعارضة رسالة واضحة لا لبس فيها ولا إعوجاج إلى أمريكا التى أرسلت وزيرها إلى القاهرة من أجل سواد عيون «الجماعة» ومندوبها فى رئاسة الجمهورية، والرسالة تؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك،أن الوطنيين فى مصر لا يرضون أبداً بهذه البلطجة السياسية التى تمارسها «الجماعة» الحاكمة وخرج الوزير الأمريكى من مصر بخفى حنين، بعد تلقيه صدمة كبرى جراء رفض جميع الوطنيين لقاءه، وهذا الرفض فى حد ذاته رسالة موجهة إلى الرئيس مرسى، ليعلم أن استغاثته بالأمريكان لن تنفعه، وأن المعارضة الوطنية لا تملى على إرادتها أى إرادة سوى الشعب المصرى العظيم الذى يتلقى الويلات الواحدة تلو الأخرى،. وهنا يثور التساؤل المهم الذى يؤكد أن المعارضة المصرية لا تلقى بالاً لأمريكا ولا لغير أمريكا، ولا يعنيها إلا كرامة هذا الوطن ومصلحة المواطنين وإرادتهم التى تعلو فوق أى إرادة. يبقى إذن لماذا تصمت أمريكا على كل هذا الخراب الذى تمارسه «الجماعة»؟ وفى الحقيقة فإن التأييد الأمريكى للإخوان لا ينفعها، وإلا كان النظام السابق نفسه قد نفعه ولاؤه للأمريكان.. أما عملية الاستنجاد بالولاياتالمتحدة لتمارس ضغوطاً على المعارضة، فهى وسيلة رخيصة جداً، ومعروف ما هو الثمن الذى ستدفعه «الجماعة» فى مقابل ذلك!!!. ستدفع «الجماعة» ثمناً باهظاً يشقى مصر ويجعلها فى ذيل الدول المتخلفة التى تعانى مر الشكوى من هذا الانفلات السياسى.. وهذا ما جعل المعارضة تقوم على الفور بالتحذير من أى تدخل أجنبى، لافتة النظر إلى خطورة ما تفعله مؤسسة الرئاسة التى لا تفعل شيئاً سوى اتباع سياسة البيع الرخيص لمصر، مقابل أن ترضى عنها أمريكا والصهيونية العالمية!! الخاسر الأول والأخير فى هذه المهزلة السياسية هو الوطن المصرى وشعبه الأصيل الذى لم تنفد عزيمته ولم تهدأ ثورته حتى تحقيق المطالب المشروعة التى رفعها من عيش وحرية وكرامة إنسانية..ثم ماذا بعد أن خربت الجماعة البلاد وجلست على تلها؟!.. ماذا ستتوقع «الجماعة» إلا كل رفض تام لهذه السياسة البلهاء والعرجاء إن صح التعبير..وقد تجلى ذلك واضحاً من العصيان المدنى الذى ضرب ربوع البلاد، وعجز هذه الدولة الفاشلة عن مواجهة حالة الانفلات السياسى والاجتماعى والاقتصادى..ثم تظل هناك حالة لا محيص عنها وهى سقوط «الجماعة» ورحيل الرئيس الذى فقد شرعيته السياسية والأخلاقية وضر نفسه بالارتماء فى حضن الأمريكان.