بماذا تسمى رفض قادة جبهة الإنقاذ لقاء رئيس بلدهم محمد مرسى، وهرولتهم للقاء وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى "فى لقاء مغلق بعيدا عن الصحافة!!" سوى أنه شيزوفرينيا؟!، وبماذا تسمى إعلانهم رسميا مقاطعة لقاء "كيرى" ثم سماحهم لأعضاء الجبهة بلقاء "كيرى" بصفة شخصية؟.. أليست هذه شيزوفرينيا أيضا؟! زعموا أن السفارة الأمريكية وجهت دعوة لقيادات الجبهة "البرادعى وموسى وصباحى والبدوى" للقاء "كيرى" وأنهم رفضوا لقاءه، وقال صباحى إنه "اعتذر لارتباطات مسبقة مع الجماهير (!).." وفضحهم "باتريك فينتريل" -المتحدث باسم الخارجية الأمريكية- عندما قال إنه "لم توجه لهم الدعوة أصلا (!)"! ما اضطر حسين عبد الغنى -المتحدث باسم الجبهة- إلى الاعتراف بأن الجبهة لم تتلقَ دعوة رسمية من "كيرى" بالفعل للقائه، واعترف عمرو حمزاوى بأن السفارة الأمريكية فى دعوتها للقاء تجاهلت وجود جبهة الإنقاذ، ودعت عددا من الأطراف بصفات حزبية وسياسية.. وهو ما يؤكد إدراك الأمريكيين – الذين يبحثون عن مصالحهم، أيًّا كان النظام الحاكم– أن جبهة الخراب لا وجودَ ولا تأثيرَ لها فى الشارع . البعض من الإنقاذيين لا يمانع فى عمل توكيلات فى الشهر العقارى للسيد "جون كيرى"، ولكن يمانع فى توكيل شركائه فى الثورة، الذين اختارهم الشعب ومنهم الرئيس مرسى، ويقول على طريقة القاضية السابقة بتاعت القانون "تهانى الجبالى": "نريد تدخل الجيش"!! ينسون أن "جون كيرى" جلس مع اليساريين والعلمانيين ولم يجلس مع أى رمز أو قيادى للتيار الإسلامى، ومع هذا يتحدثون عن صفقة بين أمريكا والتيار الإسلامى، وعن "وزير الخارجية الإخوانى جون كيرى"!! التقوا من قبل فى يناير الماضى –وفى لقاء مغلق أيضا (!)- السيناتور الأمريكى "جون ماكين" رغم أنه من أكثر المعادين لمصر، ومؤيد شرس للدولة الصهيونية، ورفضوا حينئذ أيضا دعوات الحوار الوطنى، وأبلغهم "ماكين" أنه يأمل فى أن يستطيعوا التصدى للتيار الإسلامى، ومشروعه، والآن يقولون لك لن نلتقى "جون كيرى"؛ لأن هذا يخالف الاستقلال الوطنى و"المهلبية الشعبية"!! "ماكين" و"كيرى" تحدثا مع رجلهم البرادعى فى مصر فى الزيارتين، ومع هذا يقولون لك إنهم يرفضون وصاية أمريكا على الإنقاذ، وضغوطها عليهم من أجل أن يشاركوا فى الانتخابات ويمتنعوا عن مقاطعتها! حمزاوى اعترف "وهو يائس" أن أمريكا تروج أن التحول الديمقراطى يسير إلى الأمام فى مصر، وأن المعارضة المقاطعة ضعيفة، وعدّ هذا انحيازا أمريكيا للرئيس مرسى.. ولكن محمد العرابى -عضو الإنقاذ، وزير الخارجية السابق- عد -عقب لقائه كيرى- أن هذا سلوك أمريكى طبيعى أن يدعموا الرئيس والنظام الذى انتخبه الشعب بإرادة حرة، وقال: إن هذا ما أكده لهم "كيرى" أنهم مع نظام اختاره الشعب لا مرسى بعينه . أزعم أن زيارة "كيرى" لمصر هى بمنزلة رسالة واضحة لجبهة الإنقاذ، تقول: إنهم فشلوا فى تحريك الشارع أو الجيش للانقلاب على الرئيس مرسى المنتخب بإرادة شعبية، ومن ثم جرى تجاهلهم ولم يطلب لقاءهم كما فعل سلفه "ماكين" خلال زيارته لمصر فى يناير فى أَوج عنف وتخريب جبهة الإنقاذ وظهورها بمظهر القوة القادرة على التغيير ب"العنف"! هى رسالة لهم من الخارج بأنهم فاشلون، مثلما وجه لهم الشعب الرسالة نفسها فى الانتخابات والاستفتاءات ورفض عصيانهم المدنى بالإكراه، ومثلما وجه لهم الجيش رسالة أخرى برفضه دعواتهم الجاهلة للانقلاب على الرئيس المنتخب . هؤلاء الجهلاء يروجون أن لقاء "كيرى" مع الرئيس مرسى هو لقاء بين أمريكا والإخوان، ناسين أنه رئيس مصر، وأنه يتعامل مع الأمريكان بمنطق مصلحة الأمن القومى المصرى، وأنه أول رئيس يقول عنه الأمريكان والصهاينة إنه "كنز إستراتيجى لمصر"، حتى إن السناتور الأمريكى "جيم إينهوف" وصف مرسى –خلال مناقشة تسليم طائرات "أف 16" للجيش المصرى – بأنه "عدو"، وقال: "إن على أمريكا أن تبحث عن صديق لها فى مصر بدلا منه"!!