لا نريد مساعدات من الأشقاء! لا نريد مساعدات من دول الخليج او من الدول الأوروبية حاليا وانما نريد استرداد المليارات التي نهبها وحولها رموز النظام السابق ورجال اعماله الي تلك الدول. فلو ان تلك الاموال عادت فلن تمد مصر يدها لتتسول معونات او مساعدات لا من دول الخليج ولا من الدول الاوروبية ولا حتي من امريكا اوصندوق النقد اوغيرها. ويتعين علي الدول الخليجية ان تثبت حسن نواياها لمساعدة مصر في عهدها الجديد وانها تقف الي جانب الشعب المصري وليس الي جانب مبارك ورموز نظامه المحبوسين حاليا علي ذمة التحقيقات. ويمكنها ان تفعل الكثير لمساعدة الشعب المصري ليس فقط في استرداد الاموال المنهوبة والتي تم تحويها الي بنوكها وشركاتها خلال الايام ال18 للثورة وما بعدها. وتعرف حكومات تلك الدول علي وجه الدقة واليقين اسماء تلك البنوك والشركات وحتي اسماء الشخصيات التي تم تحويل الاموال المنهوبة اليها, ولكن ايضا يمكنها ان تساعد في القبض علي رموز الفساد الهاربين ويقيمون علي أراضيها أو حتي يستخدمون اراضيها ترانزيت للعبور إلي دول أخري. وقد ثار الكثير من الشكوك أخيرا حول دور العديد من دول الخليج في دعم وتمويل الثورة المضادة والسلفيين والجمعيات الدينية بهدف اثارة الفوضي وعدم الاستقرار في مصر, بل انه تردد ان دولا خليجية بعينها تمارس ضغوطا لمنع محاكمة مبارك ورموز نظامه وعرضت اموالا طائلة مقابل ذلك الا ان مصر رفضت ابتزازها بهذه الطريقة التي تعتبر تعديا علي سيادتها وتدخلا في شئونها الداخلية, ومن هنا فان دول الخليج التي تربطها بمصر والشعب المصري وليس مبارك روابط عريقة وثابتة مطالبة بأن تثبت انها تقف مع الشعب المصري واختياراته وليس مع نظام او اشخاص بذاتهم, فالأشخاص والنظم تزول وتبقي الاوطان, ويظل التاريخ شاهدا علي المواقف. اماالدول الاوربية والولايات المتحدة فانه يتعين عليها ان تبرهن انها تقف الي جانب ثورة المصريين بالفعل وليس بالكلام وان تساعد مصر علي استرداد اموال المصريين المنهوبة في بنوكها وشركاتها وهي نعرف حجم تلك الاموال واسماء الشركات والاشخاص المتورطين, وتعتقل او تطرد رموز الفساد الهاربين لديها. الثورة المصرية تحتاج الي مساعدة الاشقاء العرب والدول الصديقة حتي يشعر الشعب المصري بالنتائج الايجابية للثورة وتصمت الالسنة التي تردد بان ثورة يناير لم تجلب لمصر الا الفوضي والخراب. أعجبني وصف اهل تويتر والفيسبوك لحال مصر الراهن, فهي عبارة عن سيارة معطلة تحاول القوي السياسية الليبرالية وائتلافات الثورة دفعها من الخلف لتسييرها وتحاول القوي السلفية والجهادية دفعها من الأمام إلي الخلف في الوقت الذي يجلس فيه المجلس العسكري علي عجلة القيادة ويدوس علي الفرامل! المزيد من أعمدة منصور أبو العزم