مونيكا كومبانيكوفا(سلوفاكيا- 1979) روائية وقاصة شابة درست الفنون الجميلة وتعمل في مؤسسة خيرية بمدينة براتسلافا. حصلت علي جائزة القصة القصيرة في عامي 2001 و2003 علي التوالي، وصدرت أول مجموعة قصصية لها بعنوان "مكان للوحدة" في 2003 وحصلت بها علي جائزة "إيفان كراسكا"، وبعد ثلاثة أعوام، أصدرت مجموعتها الثانية بعنوان "أماكن بيضاء"، ثم جائزة بنك تاترا لشباب المبدعين و"أنا سوفت" عام 2008 عن روايتها "السفينة الخامسة". تشارك كومبانيكوفا متطوعة في مختلف أنشطة العمل الاجتماعي، كما تساهم في مؤسسات العمل المدني في براتسلافا، بالإضافة إلي المؤسسات المجتمعية المهتمة بالقضايا العامة. لم تقتصر شهرة مونيكا علي الصعيد المحلي، بل امتدت إلي أوروبا، وفي بريطانيا اختيرت كأفضل كاتبة أجنبية، وأنجح كاتبة في سلوفاكيا. صدرت لها عدة أعمال منها: "مكان للوحدة"، ومختارات من القصص القصيرة عن الجنس سنة 2005وأماكن فارغة" سنة 2006 ، و"السفينة الخامسة" سنة 2010 ، ونشر لها عمل في"خمسة في خمسة" وهي مختارات من النثر السلوفاكي المعاصر، و"حكايات من أعماق البحار" وهي حكاية للشباب والأطفال الصادرة سنة 2013. روايتها الطويلة الأولي" السفينة الخامسة"، التي حصلت علي "آناسوفا ليترا"(الجائزة الأدبية الأكثر شهرة في سلوفاكيا) قالت عنها لجنة التحكيم: " استطاعت الروائية إثارة قلق وتوقع القاريء، وتطويع مهاراتها الخاصة من قوة ملاحظة وتفاصيل دقيقة عند صياغة هذا العمل، وتميزت بقدرة فائقة علي رصد مشهد تحول النساء من الطفولة إلي الكهولة". شخصيات مونيكا الرئيسية عبارة عن مجموعة من الأطفال يعيشون حياة بديلة داخل مكان بديل، قاموا بإعداد أسرار حياة تشبه الأسرة في حديقة منزل، البطلة جاركا وجدت نفسها وحيدة غير مرغوب في وجودها من أفراد أسرتها، الذين تنكروا لدورهم الأبوي نحوها، وفي بحثها عن الحرية والاستقلال، مع طموحها في ملء الفراغ الذي نشأ من العزلة، عثرت علي ضالتها في منزل وسط مزارع العنب، حاولت من خلاله تحقيق حلم وجود عائلة بديلة، فتقرر وحدها رعاية طفلين صغيرين. وتستمر الرواية دون تركيز علي شخصية واحدة، وتتوالي خلال أحداثها خيبات الأمل والشعور بالوحدة، وهي في المقام الأول قصة عن نساء من ثلاثة أجيال في سياق من الاضطرابات الاجتماعية في سلوفاكيا، ونجحت الكاتبة من خلالها في اختبار الكتابة النثرية الطويلة علي النهج الذي يسير عليه كبار الأدباء، وهي تقول أنها ليست سوي صدي خافت لما يعانيه الأطفال، فجاءت رواية شديدة الحساسية حول حياة فتيات صغيرات. وتضيف أن فكرة كتابتها جاءتها بعد أن أنجبت وأدركت احتياجات الأطفال، وكيفية رد فعلهم اتجاه العالم، علاوة علي مرورها ببعض الأحداث في حياتها، منها إقدام أحد أصدقاء الطفولة علي الانتحار، وتعرض العديد من الأطفال في بلدها للاختطاف. تحمس أحد المخرجين لإعداد فيلم وثائقي مستندا علي الرواية، كما تجري الترتيبات حاليا لإنتاج فيلم روائي سينمائي طويل مأخوذا عن العمل، من انتاج تشيكي سلوفاكي الماني مشترك، من إخراج إيفيتا جروف، كما تمت إعادة صياغة الرواية مسرحيا و عرضها علي المسرح بالفعل، حيث تفاوت رد الفعل حول أحداثها ما بين التعاطف الشديد والتأثر بالأوضاع التي يمر بها الأطفال في البلاد. رواية"السفينة الخامسة" ترجمت ونشرت في المانيا ويجري طبعها حاليا في انجلترا كما ترجمت إلي الهولندية والتشيكية سنة 2012، وتنتظر الترجمة العربية بتوقيع خالد البلتاجي عن دار صفصافة. أما كتاب " أماكن فارغة" فهي رواية قصيرة تحكي واقع المهمشين اجتماعيا، أتاحت مونيكا للقراء من خلالها فرصة الدخول إلي عالم الغجر، حيث عمدت إلي سرد تفاصيل حياة مستوطنة غجرية دون أن تتدخل بإصدار أي أحكام أو انتقادات، بل فقط مجرد تصوير غاية في الحساسية للبيئة السائدة هناك، وبيان عقلية وطريقة تفكير القاطنين بالمستوطنة، وطبيعة العلاقات المتبادلة بينهم، ونهجهم في الحياة، فأخرجت لعالم الأدب رواية قصيرة مثيرة للاهتمام حول أعماق جوهر الإنسان. تقول مونيكا:"الكتابة متعة، وإن كنت تهوي عمل شيء، مثل الغناء في الحمام، فأنا أهوي البحث عن الكلمات المناسبة ووضعها في سياقها الصحيح الذي يكسبها اللون الذي يجب أن تصبح عليه، كما أحب بناء الجمل، وحقيقة أن شخصياتي يمكنها قول وفعل أشياء أنا نفسي لم أجرؤ عليها أبداً، ويمكنها مواجهة أشياء لا يمكن الوصول إليها، إلا أنني أردت الخوض من خلالهم في تجارب جديدة". مونيكا اعترفت أن كتبها كان يمكن أن تباع بأعداد أكبر لو كانت اختارت لها موضوعات مثل عصابات المافيا وغيرها مما تثيره وسائل الإعلام من فقاعات في الهواء:" إلا أنني للأسف لا أجيد الكتابة إلا حول ما أنا مهتمه به، وليس ما يسهل قراءته ويباع بشكل جيد".