»كانت كما الدانتيلا ممتعة عند التمعن في كل التفاصيل، تميز اسلوبها بلغة شاعرية تناسب الجو النفسي للرواية، ويتمتع اسلوبها بخصوصية ولكل شخصية لغة منفردة، مع وجود خط لغوي خاص جدا بالراوية نفسها« بهذه الكلمات بدأ الناقد مصطفي الضبع كلمته في افتتاحية حفل توقيع ومناقشة رواية »أخر المحظيات« ل سعاد سليمان، والتي اقيمت في »أتيليه القاهرة« في مساء الثلاثاء الماضي، وشارك في هذه المناقشة هالة فهمي، ود. مصطفي الضبع، والناقد محمد موسي في حضور إبراهيم عبد المجيد. .. قال محمد موسي إن »أخر المحظيات« رواية تعرض فيها العلاقة بين الرجل و المرأة.. الا أن هذا العمل تميز بكل جدارة علي عدة مستويات، من بينها عرض الحكاية و البناء، ثم استدعاء مداخلات من »رسائل الموبايل، والخطابات..« واستخدامها لترسيخ الحدث دون اللجوء الي الوصف التقليدي، وأضاف أن العمل اعتمد علي بناء تاريخي قوي يبرر اتجاهات وسلوكيات تلك الشخصيات. واعتبر أن من أهم ما يميز العمل اسلوب عرض واقع انساني في لحظات آنية تقدم حالات شعورية منفصلة متصلة، «كما الفسيفساء جميلة كوحدات، وأجمل كعمل مجمع. وأستكمل موسي إن عرض الفكرة علي لسان ثلاث شخصيات مختلفة التكوين و البناء الذي وصفه بالديناميكي يشبه عرض الصورة بشكل ثلاثي الأبعاد، لنتأكد ان للحقيقة الواحدة عدة أوجه تختلف باختلاف المتلقي و اختلاف العارض. اما علي المستوي التحليلي و بناء الشخصيات، قال الكاتب ابراهيم عبد المجيد: يوجد جهد مبذول في بناء جذور تاريخية لكل شخصية من الشخصيات الثلاث في الرواية، كذلك تميزت الرواية بالرمزية العالية في اسماء الشخصيات، حين جعلت الكاتبة لكل شخصية من اسمها نصيب. ووضح عبد المجيد ان »هدية« هي هدية الزمن للبطل، وبزينةب هي المرأة الرزينة التي تتميز بزينة العقل و الحكمة التي لا تخطئ ابداً، أما شخصية اراميب في الرواية فهو نموذج للرجل الشرقي يرمي بذوره في الأرض »المرأة« ثم رماها بشكل مادي او معنوي »كل من هدية وزينة«، وحتي الشخصيات الثانوية أمثال »نجمة- هوي ..« لم تخل من هذه الرمزية. وعن الجو النفسي للرواية، قالت هالة فهمي: سنجد انها اتسمت بقدر عالي من التحليل النفسي للشخصيات وبالتالي للمجتمع و عرض لأهم عيوب المجتمع، من خلال عرض الازدواجية في التفكير والتصرف احب الرجل لنموذج ثم زواجه من نموذج أخر»، اما شخصية هدية فمهووسة بشخص لمدة 15 عاماً وبراميب مهووس بالتقاليد و العادات و اسير لها، وبزينة كذلك أصبحت مهووسة بشخصية الحبيبة لدرجة اقدامها علي تغيير شكلها لتصبح هي، هذا الهوس أدي إلي حالة عالية من الاغتراب والكذب وهي مشاكل يعاني منها مجتمعنا بشكل يفوق الوصف. جدير بالذكر أن سعاد سليمان صدر لها مجموعة قصصية عام 2001 بعنوان »هكذا ببساطة «، ورواية »غير المباح« عام 2005، بالإضافة إلي مجموعة قصصية أخري بعنوان »الراقص« عام 2007 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. ورأي الكاتب عبد الصبور بدر: ان كاتبة الرواية سخرت من القارئ وهي تتعمد تكوين صورة للشخصية ومحوها بصورة مغايرة، وهدف السخرية كان للإمتاع، وغايته اعتراف بلغز النفس البشرية وتقلباتها وتجددها. وأضاف ان لم تتعامل معها علي أنها التمثال المتجمد، وإنما قطعة صلصال من الممكن إعادة تصميمها وفقاً للظرف والمكان والزمان والبيئة المحيطة، فعلها من قبل ديفيد هيربرت لورانس في روايته الخالدة اعشيق الليدي تشاترليب واستحق التصفيق. وشكر سعاد علي أنها نقلت صورة ليست أصلية يصر المثقف علي أن يراه عليها الناس في الواقع، ويقوم بتزويرها في رواياته أو أعماله الفنية وهو يقدم لهم صورته الأصلية التي يعيش بها في السر، وأشار ان لفتتني مهارة البناء الازدواجي في شخصية »راميب وهو يخلع ثوب الخيال ويحتفظ به ليرتديه حين يفرغ من الحقيقة، وسمحت لي أن أتعاطف معه في النهاية ولا أسامحه في نفس الوقت«. وقال عبد الصبور: ان الرواية صالحة كمشروع عمل سينمائي إن توفر له عنصران، كاتب سيناريو بارع ، ومنتج ذكي يستطيع.