كما قطعة الداتيلا غٌزلت ... كما الشيكولاتا تذوب لمجرد لمس غلافها لتفتح افاقا من البهجة و المتعة.... أخر المحظيات رواية للكاتبة سعاد سليمان رغم تعرضها لموضوع قتل تناولا الا و هو العلاقة بين الرجل و المرأة..الا ان هذا العمل تميز بكل جدارة علي عدة مستويات مستوي عرض الحكاية و مستوي البناء.. ثم استدعاء مداخلات (رسائل الموبايل – الخطابات..) و استخدامها لترسيخ الحدث دون اللجوء الي الوصف التقليدي... التشريح النفسي للشخصيات مع بناء تاريخي قوي يبرر اتجاهات و سلوكيات تلك الشخصيات. من أهم ما يميز هذا العمل الراقي اسلوب عرض واقع انساني في لحظات أنية تقدم حالات شعورية منفصلة متصلة .. كما الفسيفساء جميلة كوحدات و أجمل كعمل مجمع .. فعرض الفكرة علي لسان ثلاث شخصيات مختلفة التكوين و البناء بناء ديناميكي يشبه عرض الصورة بشكل ثلاثي الأبعاد... لنتأكد ان للحقيقة الواحدة عدة أوجه تختلف باختلاف المتلقي و اختلاف العارض. لذا كانت كما الدانتيلا ممتعة عند التمعن في كل التفاصيل. تميز هذا الاسلوب اولا بلغة شاعرية تناسب الجو النفسي للرواية الشاعري، كما يتمتع الاسلوب بخصوصية لغة كل شخصية فنجد أن لكل شخصية لغة خاصة بها مع وجود خط لغوي خاص جدا بالراوية نفسها. اما علي المستوي التحليلي و بناء للشخصيات فمن الواضح الجهد المبذول في بناء جذور تاريخية لكل شخصية من الشخصيات الثلاث. كذلك تميزت الرواية بالرمزية العالية في اسماء الشخصيات التي جعات الكاتبة لكل شخصية من اسمها نصيب "فهدية" هي هدية الزمن للبطل، و "زينة" المرأة الرزينة "زينة العقل و الحكيمة التي لا تخطئ ابدا"، أما رامي فهو نموذج للرجل الشرقي يرمي بذوره في الأرض "المرأة" ثم رماها بشكل مادي او معنوي"كل من هدية و زينة". حتي الشخصيات الثانوية أمثال "نجمة- هوي .." لم تخل من هذه الرمزية. اما عن الجو النفسي للرواية سنجد انها اتسمت بقدر عالي من التحليل النفسي للشخصيات و بالتالي للمجتمع و عرض لأهم عيوب المجتمع، من خلال عرض الازواجية في التفكير و التصرف (حب الرجل لنموذج ثم زواجه من نموذج أخر) هالة هوس تضم كل الشخصيات الأساسية و الثانوية، فهدية مهووسة بشخص لمدة 15 عاماً و رامي مهووس بالتقاليد و العادات و اسير لها و زينة كذلك أصبحت مهووسة بشخصية الحبيبة لدرجة اقدامها علي تغيير شكلها لتصبح هي. هذا الهوس أدي الي حالة عالية من الاغتراب و الكذب و هي مشاكل يعاني منها مجتمعنا بشكل يفوق الوصف. أخر المحظيات رواية ممتعة للقلب و العقل معاً لا يمكن سبر غورها بعد مرة واحدة من القراءة إذ يجب ان تستكف أكثر من مرة فهي السهل الممتع الممتنع.