“آخر المحظيات” هي الروايةُ الصادرة حديثاً للروائية والقاصة المصرية سعاد سليمان، وتتناولُ فيها بُعداً إنسانياً عبرَ علاقاتِ شائكة، وأبعادٍ سيكلوجية تتحكمُ في مصائرِ أبطالِها.
ركزت فيها على التباين بين نموذجين من النساء، عبر مشتركٍ واحد في صورة الرجل، لتكون هناك اكتشافات عدة تعيد تفكير المرأة كإنسانة في طريقة معايشتِها للحياة، ولكن بعد فوات الأوان .
سعاد سليمان تعمل في التلفزيون المصري، وصدر لها “هكذا ببساطة” مجموعة قصصية عام ،2001 ورواية “غير المباح” ،2005 ومجموعة “الراقص” القصصية 2007 .
- “آخر المحظيات” . . عنوانٌ مراوغ يحتاجُ لخبرٍ يفسره . . فهل كانت بطلة الرواية هي المحظية التي تقصدين؟ ولمَ كانت الأخيرة؟
كان العنوان في البداية “المحظيات التعيسات” . . فاكتشفت وجود الشخصية ذات العمق التاريخي في الرواية “هدية”، ولم تختر بمحض إرادتها فكرة أن تكون المرأة جارية، وكان هناك نوع من أنواع القدر يتربص بامرأة، فأمر التعاسة هنا، ليس اختياريا بالمرة، لذا فضلت أن أستقر على عنوانها الحالي .
“هدية” حلقة في سلسلة عائلية متواصلة فجدتها الأولى “نجمة” . . من إحدى دول البلقان، جاءت مع قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، صغيرة في السن، لم تعِ الكثير من أمور الدنيا، اشتراها أحد المماليك ثم هرب وقد تركها وهي لا تعرف هذا المجتمع، ولا تجيد لغته، وتفقد وسائل التواصل مع هذا المجتمع، حتى تلتقيها مصادفة امرأة اسمها “هوى”، وهي شخصيةٌ تاريخية كتبَ عنها الجبرتي .
- معنى ذلك أنك استعنت بالتاريخ في نسج أحداث روايتك؟
استعنت بخمسين كتاباً في التاريخ، تدور حول مرحلة الحملة الفرنسية وما قبلها وبعدها، بهدف التأصيل للشخصيات وإضفاء هذا البعد التاريخي الذي يُقنع المتفاعل معها بأنها شخصيات من لحم ودم .
- اعتمد السردُ في روايتك على تقنية ولغة الرسائل، فكيف استطعتِ التوفيق بين هذه اللغة ولغة الراوي البطلة؟
هناك امرأةٌ عادية “زينة” . . وأخرى فنانة “هدية” . . ولكل شخصية استقلاليتها، وتبعاً لهذه الاستقلالية كان لابد أن تكون هناك لغة تناسبها، والرجل المشترك بين المرأتين “رامي” هو فنان تشكيلي، وشاعر . . فطبيعي جداً أن تكون هناك لغةٌ شاعرة في حواره أو رسائله، ولكن كانت لغة “هدية” الأسهل لي، ربما لأني انحزتُ لها، وكانت أقرب لروحي، فتعاطفت معها جداً، أما “زينة” فكانت لغتها بسيطة تناسب طبيعتها، ومع هذا كانت صعبةً في كتابتِها لأن البساطة قيمةٌ ليست هينةً بالمناسبة، رغم ما يذهب إليه البعض من أنه عيبٌ أو فجوة في الكتابة . . وعادةً فالتفكير بالكتابة، أصعب من الكتابة .
-يمكن القول إن “آخر المحظيات” كتابةٌ نسوية بالدرجةِ الأولى، فما موقفك من هذا النوع من الكتابةِ؟
لا أتصورُ أن رجلاً يستطيع الكتابة عن مثل هذا الموضوع، وأرفض مسمى “كتابة نسوية”، لأنه بالطبع ليست هناك كتابة “رجالية”، لكن هي في النهاية كتابة إنسانية . . والموضوع يتركز عمقه في فكرة صعوبة الانتقام من شخصٍ تُوفي، فأي ردة فعل لن تصله . . هو نوع من زلزلة الكيان لامرأة . . ولا تستطيع الثأر من القهر .
-تمارسين الكتابة القصصية والروائية، فإلى أي الشكلين تميلين؟
أجد نفسي في القصة القصيرة بالقدر نفسه في الرواية، فكلتاهما له متعته الخاصة في الكتابة والمعايشة، غير أن الرواية تعد حياةً موازية أثناء فترة كتابتها .