نجاح مصر في إقناع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بإمكانياتها الرياضية في تنظيم كأس الأمم هذا العام سواء بالملاعب أو الفنادق ليس هو نهاية المطاف, بل البداية التي يجب البناء عليها, فرحة الوسط الرياضي والجماهير بعودة تنظيم البطولة الغائبة عن القاهرة منذ 2006 ربما لمنفعة ومتعة شخصية ليس أكثر وهي نظرة ضيقة يمكن أن تنجح بهذا المنظور ويمكن أن تفشل ولكن رؤيتي للحدث أكبر وأشمل من ذلك بكثير. كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولي في العالم ومحط أنظار الاعلام وكل الفئات من ساسة واقتصاديين وشباب وكبار, وستكون مصر محط أنظار العالم وليس أفريقيا فقط أثناء البطولة وقبلها بشهور, والبعد الأمني كما هو في حسبان الأجهزة المصرية, فهو أيضا في بؤرة اهتمام جماعات الشر والارهاب الذين يخططون لافساد أي فرحة لشعب مصر ومحاولة النيل من أمنها وسمعتها خارجيا, ولذا يجب علينا من الآن اتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية ولا أبالغ اذا طلبت رفع حالة الاستعداد من الآن قبل ان تصل للقصوي أثناء البطولة, كما ألفت انتباه كل المصريين لاتخاذ الحيطة والحذر من جماعات الشر التي لاتريد لنا ولبلادنا الخير, وعلي الأجهزة الأمنية التعامل مع بلاغات المواطنين باهتمام شديد, وافتراض حسن النية مع بلاغات لا تكون صحيحة !!. علي الجانب الآخر أتمني أن يكون هذا العرس الكروي تتويجا للنجاحات السياسية التي تحققت علي أرض الواقع, بل تتويجا لتربع مصر علي عرش أفريقيا, ويكون ذلك بدعوة كل القادة والرؤساء والزعماء الأفارقة لحضور حفل الافتتاح, وأن تكون منصة الرؤساء الزجاجية في الاستاد حديث العالم, واعتبار هذا الحدث سياسيا وسياحيا واقتصاديا بجانب كونه رياضيا, واستغلاله بالشكل الأمثل لابد أن يكون من خلال مجموعة عمل لديها هذا الفكر ولها رؤية الوصول للهدف بمتابعة الملف كاملا من الوزارات والأجهزة المعنية بكل دقة, فلا مجال للتساهل أو التقصير في مهمة قومية تقفز بما تقوم به مصر الآن للصدارة.