لأن الرياضة والفن وجهان لعملة واحدة.. فقد امتزجا معا في بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم التي اختتمت مؤخرا بمصر.. كما امتزجت وتوحدت كل القلوب علي حب وتشجيع المنتخب إلي أن وصل إلي بر الأمان ومنصة التتويج. خلال مباريات المنتخب في البطولة كانت الحياة شبه متوقفة تقريبا عند أهل الفن.. بل إن الاستوديوهات أغلقت أبوابها أثناء مباريات المنتخب.. وهو ما فعلته بعض دور السينما والمسارح.. وفي اليوم الختامي للبطولة.. وصلت انتصارات المنتخب إلي المسارح.. ولم يجد الفنان سمير غانم أمامه إلا أن يهتف للمنتخب خلال عرض مسرحية "دوري مي فاصوليا" لينفعل الجمهور معه ويهتف لمصر والمنتخب واللاعبين. لم يتوقف الأمر عند ذلك بل رأينا عددا من نجوم الفن أمثال ليلي علوي والمطرب محمد فؤاد وهالة صدقي وهشام سليم ورانيا محمود ياسين وغيرهم يجلسون في المدرجات مع الجماهير لتشجيع المنتخب في المباراة النهائية. هذه البانوراما الجميلة والتلاحم بين الرياضة والفن يؤكد ويبرهن علي أن الرياضة وانتصاراتها تنعكس وبصورة صادقة علي مشاعر الجمهور المصري. بعد الإنجاز الذي حققه المنتخب قامت "نهضة مصر" بجولة بين عدد من النجوم لرصد انطباعاتهم وردود أفعالهم عما حققه أبناؤنا.. وكيف عاشوا مع البطولة ولحظاتها ومبارياتها. توحدت الصفوف طارق علام: اجتمعنا علي بطولة واحدة هي الأمم.. وتوحدت الصفوف.. وشاهدنا جمهورنا بطلا هز أركان استاد القاهرة وزلزل الأرض تحت أقدام المنافسين.. قدم منتخبنا عروضاً جميلة استحق علي أثرها التتويج.. لتكتمل المنظومة الرائعة بنجاح اللجنة المنظمة في عزف سيمفونية جميلة في التنظيم الذي أشاد به الجميع. قال إن البطولة كانت أبلغ رد علي "صفر المونديال" محونا بها هذا الصفر وأثبتنا للعالم أننا الأحق بتنظيم كأس العالم. وأضاف أن ما حدث من أحمد حسام "ميدو" مع حسن شحاتة كان أمرا عارضا.. وأثبت ميدو أنه بحق نجم وحرص علي مشاركة زملائه فرحتهم. قال إن عصام الحضري وأحمد حسن استحقا أن يكونا الأفضل في القارة الأفريقية لمستواهما الرائع اللذين ظهرا بهما.. وهذا لا يقلل من شأن بقية زملائهما. الأقوي محمد رياض: بطولة أفريقيا هذه المرة كانت الأقوي لأنها ضمت أشرس منتخبات القارة كلها جاءت متحمسة لحمل الكأس.. عشنا معها أياما جميلة تنقلنا مع مبارياتها الواحدة تلو الأخري.. انفعلنا مع كل لقاء.. وكل فرصة وكل هجمة.. امتزجت كل عناصر الشعب المصري.. رجالا ونساء وشبابا وأطفالا.. كلهم عاشوا مع المنتخب وللمنتخب. قال: استطاع المنتخب أن يعيد إلي المدرجات جمهور العائلات من جديد.. بعدما اتسم التشجيع بالوعي والتحضر ولم أتردد في اصطحاب أسرتي لتشجيع المنتخب.. بعدما سيطرت الروح الرياضية علي الجميع.. وحب مصر ملأ قلوب كل الجماهير. وأكد أن التنظيم كان غاية في الجمال والروعة ولم نر أية مشكلة.. ثم كان مسك الختام بالفوز بالكأس الغالية. طالب رياض الجمهور بالالتزام في التشجيع في مباريات الدوري حتي تظل الصورة الجميلة عالقة ولا تشوبها أي شائبة. سعادتي لا توصف داليا البحيري: سعادتي لا حدود لها.. تنقلت بين المباريات الواحدة تلو الأخري وعشت معها انفعالات عصيبة لكنها جميلة.. وتوجت بهذا الإنجاز الرائع لمنتخبنا. كانت الفرحة تتراقص في عيون الجماهير التي كانت المحرك الأساسي للاعبي منتخبنا وتعتبر النجم الأوحد في البيطولة. اعترفت داليا بأنها خشيت من الذهاب إلي استاد القاهرة لتشجيع المنتخب حتي لا تتعرض لمضايقات أو تسمع بعض الهتافات غير اللائقة.. لكن كل شيء زال تماما عندما شاهدت مباراة المنتخب مع الكونغو في دور الثمانية.. ووجدت أن ما كان يدور بخاطرها ما هو إلا أوهام.. التشجيع مثالي والسلوك حضاري.. ووجدت عائلات بكاملها في المدرجات بشكل رائع.. وبالفعل استمتعت بالمباراة وبكل ما هو جميل في الاستاد.. وكان يوم التتويج أكثر من رائع لنؤكد أن مصر هي رائدة أفريقيا بلا منازع. بسمة وكرة القدم بسمة: رغم أنني لا أميل إلي الرياضة عامة وكرة القدم خاصة لكن اهتمام مصر كلها بالحدث الأفريقي الذي نظمناه علي أرضنا شدني وجذب انتباهي.. فما كان مني إلا أن انجذبت إليه وكم كان يهزني منظر الجماهير التي تملأ مدرجات استاد القاهرة. وقررت أن أكون واحدة من هذه الجماهير لأول مرة في حياتي وحاولت أن أذهب للاستاد لكن للأسف لم أتمكن من الحصول علي تذكرة لأنها نفدت في كل المباريات الأمر الذي جعلني أشاهد المباريات من التليفزيون.. بل وحفظت أسماءاللاعبين وعشت أجمل لحظات حياتي مع مباريات البطولة التي تفاعلت معها كثيرا وكان يوم التتويج بمثابة الجائزة الكبري لجماهير مصر كلها التي بذلت مجهودا كبيرا في مؤازرة الفريق طوال مشوار البطولة.. وأقولها بصراحة لقد ازداد عدد مشجعي كرة القدم.. واحدة. نصر من عند الله حنان ترك: أكثر ما أسعدني قبل الفوز بكأس أفريقيا عندما أعلن لاعبو المنتخب الوطني بأنهم سوف يتبرعون بجزء من مكافآتهم لضحايا العبَّارة "السلام 98".. مما يؤكد أن الرياضة لا تنفصل عن نسيج المجتمع المصري وأنه وسط أفراحنا.. لا ننسي دموع الآخرين.. وأنهم غير منفصلين عن الأحداث التي تدور في مصر. قدمت حنان ترك شكرها للاعبين بعد مجهودهم الكبير الذي بذلوه في البطولة. وقالت إن الشيء الوحيد الذي يجمعنا هو الكرة.. ويكفي كلمة "يارب" التي رددها 70 مليون مصري في ضربات الترجيح. لقد نصرنا الله في البطولة لأن منتخبنا بذل مجهودا خارقا سواء في فترة الإعداد أو المباريات. قمة أحمد عيد: بصراحة كل شيء في بطولة أفريقيا كان قمة.. التنظيم والمباريات والجمهور والتشجيع.. محونا به "صفر المونديال". وقال إن منتخبنااستحق اللقب عن جدارة بعد عروضه القوية التي قدمها منذ انطلاق البطولة. وأشار إلي أن ارتفاع أسعار تذاكر المباراة كان شيئا غريبا.. الأمر الذي جعل السوق السوداء تنتعش. فخر الإعلامية مني الحسيني: نحن جميعا نشعر بالفخر لاحتضان مصر للبطولة ونجاحها في تنظيمها بهذا الشكل الرائع والذي يفوق الوصف بخلاف الجمهور الذي ظهر بشكل غاية في التحضر.. وأعتقد أن هذه البطولة أكدت علي شيء كان غائبا عنا وهو أن لمصر مكانة كبيرة وعزيزة في قلوبنا وكيف تجمعوا تحت كلمة واحدة وهدف واحد فالجميع كانوا علي أعلي مستوي. لقد أثبت الكابتن حسن شحاتة قدراته وفرض نفسه كمدرب عالي المستوي وهو الوحيد من أبناء جيله الذي لم يحصل علي فرصة جيدة وعندما جاءته تألق ورد علي كل المشككين الذين هاجموه بقوة وتصيدوا له الأخطاء لكن في نهاية الأمر أنصفه الله بجانب مساندة جماهير مصر له والقيادات السياسية وعلي رأسهم رئيس الجمهورية والسيدة قرينته. وتمنت مني الحسيني تأجيل مباراة الأهلي والزمالك أطول فترة حتي نعيش "شوية انتماء" وحتي لا تنقسم مصر مرة ثانية بين أهلي أو زمالك. أعلام مصر سامي العدل: البطولة نجحت أداء وتنظيما وتشجيعا واستطاعت أن تجمع كل عناصر اللعبة بشكل حضاري رائع وأكثر من ممتاز والشكل الجميل الذي ظهر به الاستاد وذكرني بما حدث مع دور السينما فبعد إحلالها وتطويرها وتجديدها عاد إليها جمهور العائلات.. نفس الشيء حدث مع الأستاد الذي جذب العائلات مرة أخري، وقدم سامي العدل كل الشكر لرجال القوات المسلحة. وأشار إلي ضرورة استثمار الروح التي ظهرت بين الجماهير خلال البطولة لتمتد لكل المجالات. وأتمني ألا نري في مباراة الأهلي والزمالك أعلاما حمراءأو بيضاء.. وأن يكون علم مصر مرفوعا من كل الجماهير لنؤكد أننا بدأنا عصرا جديدا بلا تعصب ولغته الانتماء. نقلة المخرج عمر عبدالعزيز: هذه البطولة نقلة بكل المقاييس، تعلمنا منها كيف نشجع وكيف نشاهد مباريات وأثبتنا جدارتنا في التنظيم ولم تكن هناك أي مفاجأة في فوزنا بهذه البطولة فقد كانت لدينا ثقة في أبناء المنتخب القومي وجهازه الفني بقيادة المعلم حسن شحاتة والذي تم تلبية جميع طلباته دون تقصير إلي جانب حصوله علي دفعة قوية من جميع أبنادء مصر. الشيء اللافت للنظر في هذه البطولة هو الجمهور فقد تأكد أن جماهير مصر كانت محرومة من مشروع أو فكرة قومية تجمعهم وقد كانت بطولة الأمم الأفريقية المتنفس الحقيقي لهم مما يؤكد نجاح الرياضة في الوصول إلي قلب الجمهور ودفعهم للارتباط بها وأتمني أن تنجح مجالات أخري.. فيما وصلت إليه الرياضة لأن الجمهور لم يبخل علي منتخبنا بأي شيء.. بل تحمل المعاناة في البحث عن تذاكر للمباريات من أجل التشجيع والمؤازرة. أنا جندي المطرب هشام عباس: أنا اعتبر نفسي أحد جنود كتيبة الرياضيين لذلك ألبي أية دعوة أتلقاها للمشاركة في أية بطولة. وقال اعتبر نفسي سعيد الحظ أنني كنت مع اللجنة المنظمة من البداية في حفل القرعة ثم حفل الافتتاح وأخيرا في الختام. وتابعت المباريات بشغف كبير وشجعت المنتخب بحرارة وأشكر لاعبي المنتخب الذين رسموا البسمة علي شفاه هذه الجماهير المتشوقة فعلا للانتصارات.