لم تكن بطولة الأمم الافريقية التي استضافتها مصر في بداية هذا العام إلا ملحمة انتماء في حب مصر كانت منظومة وطنية امتزجت فيها مشاعر الشعب المصري في بوتقة واحدة وانصهر الجميع من اجل اظهار الصورة الحضارية لمصر امام العالم. عندما انطلقت البطولة.. توجهت الجماهير خيفة من سقوط جديد يساوي صفر المونديال.. خاصة ان الظروف التي كانت تحيط بالمنتخب الوطني قبل البطولة كلها ضد المنتخب.. الذي سقط وديا في آخر مباراة ودية له أمام جنوب افريقيا.. هذه الخسارة القت بظلال التشاؤم علي الجماهير وايضا المسئولين. كان الجمهور هو نجم هذه البطولة بعدما تناسي الألوان الحمراء والبيضاء والصفراء والزرقاء.. ولم ير سوي لون واحد فقط.. هو العلم المصري.. قدم هذا الجمهور أحلي سيمفونية ولم يترك مباراة إلا وشاهدها كان عنوانا لنجاح بطولة.. تعد الاقوي والافضل في تاريخ البطولة الافريقية.. وكان شهادة امتياز لهذه البطولة. لم يخرج المنتخب الوطني عن النص فيها وتفاعل مع الجمهور ومع المباريات وبدأ مستواه يرتفع شيئا فشيئا إلي ان وصل لقمة تألقه مع أول مباراة أمام المنتخب الليبي كانت البداية والانطلاقه.. عندما استطاع نجوم مصر ميدو وأبوتريكة وأحمد حسن والراحل محمد عبدالوهاب وعمرو زكي وغيرهم من نجوم وكانت المباراة الثانية ثم الثالثة أمام المغرب وكوت ديفوار وتخطاهما المنتخب بنجاح ليواجه الكونغو ثم السنغال وفي النهائي واجه كوت ديفوار مرة أخري ليحسم اللقب لصالحه وينتزع الكأس بعد غياب ثماني سنوات منذ ان فاز بها في بوركينا فاسو عام 98 علي يد محمود الجوهري. استحق حسن شحاتة المدير الفني للفريق تحية وتقدير الجميع بعد المجهود الكبير الذي بذله مع المنتخب والذي وصل به إلي منصة التتويج. عاشت مصر اجمل وأحلي الأوقات شهدت البطولة مواقف غريبة.. وعجيبة لكنها مرت مرور الكرام علي المستوي الفني لن ينسي الجمهور المصري هذا المشهد المؤسف من أحمد حسام ميدو نجم المنتخب خلال مباراة الكونغو في دور الثمانية للبطولة عندما احتد بشدة علي شحاتة بعدما قرر تغييره واستبداله بعمرو زكي.. العالم كله تابع ميدو وهو يناقش "المعلم" شحاتة بصوت عال معترضا علي هذا التغيير وثبتت صحة قرار شحاتة حيث استطاع عمرو زكي ان يحرز هدف الفوز والتأهل عقب نزوله مباشرة. اتحاد الكرة اتخذ قرارا بايقاف ميدو ستة أشهر وابعاده عن المنتخب.. ورغم اعتذار ميدو لشحاتةمام الجمهور إلا ان هناك شيئا ما كان بداخل المدرب. حدث آخر شهدته البطولة بسبب تذاكر المباريات التي بيعت في السوق السوداء وتورط فيها عدد من مسئولي الاتحاد.. وصلت للنيابة وانتهت علي ان سائق أحد مسئولي الاتحاد هو المتورط فيها و"خلع" المسئولون. الصورة المشرقة في البطولة هو تفاعل كل الجهات الرياضية وغير الرياضية مع المنتخب والبطولة.. والزيارة التي قام بها الرئيس حسني مبارك للمنتخب أثناء أحد تدريباته منحته قوة وفتحت له ابواب الأمل في ان يحقق شيئا بعدما لاحظ اللاعبون هذا الاهتمام الكبير من كبير العائلة المصرية. ايضا لم يترك جمال مبارك تدريبا ومباراة للمنتخب إلا وحضرها كذلك علاء مبارك ووقفا بجانب المنتخب بكل قوة. كل هذا التواصل والتلاحم من المصريين.. جعل بطولة افريقيا هي الاقوي.. وكانت بداية لمشوار انجازات حافل في عام 2006.