عاشت الجماهير المصرية ليلة من ليالى العمر أمس وعاشت أحل الليالى السعيدة، وظلت تحتفل بفوز المنتخب الوطنى ببطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت فى أنجولا والتتويج باللقب السابع فى تاريخ الفراعنة والثالث على التوالى للمنتخب الوطنى ولحسن شحاتة وجهازه الفنى. وظلت الجماهير المصرية ترقص وتهتف للاعبين حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، وحملت الأعلام الوطنية، والألعاب النارية، وتوقف سير السيارات فى جميع محافظات مصر بعد أن خرجت كل طوائف الشعب بجميع أنواعها تعبر عن مشاعرها وفخرها وفرحتها بهذا الجيل من اللاعبين الذى حقق أفضل إنجازات للكرة المصرية وأشاد الجميع بالإنجاز الرائع الذى حققه حسن شحاتة ورفاقه بعد فوزهم على أربعة منتخبات من الخمسة الذين صعدوا إلى نهائيات المونديال المقبل وهم نيجيريا والكاميرون والجزائر وغانا. وقام رجال الأمن المصرى فى جميع المحافظات والقاهرة، بتأمين الجماهير التى أوقفت المرور فى كل ميادين وشوارع القاهرة التى ازدحمت بالجماهير التى تحمل الطبول والدفوف وصور لاعبى المنتخب المصرى مرددين الأغانى والأناشيد الوطنية والهتافات الحماسية تعبيرا عن فرحتهم بالفوز والأداء الراقى الذى قدمه المنتخب فى البطولة، وتحقيقهم العديد من الأرقام القياسية بداية من الوصول للرقم 19 مباراة دون هزيمة والفوز باللقب السابع والفوز بأفضل هجوم وأفضل دفاع فى القارة السمراء. ما إن أطلق كوليبالى حكم مباراة مصر وغانا صافرة النهاية معلنا فوز المصريين بكأس أمم أفريقيا ال27 لكرة القدم، حتى ضجت الشوارع والميادين المصرية بالجماهير التى خرجت عن بكرة أبيها رقصا وفرحا فى طول البلاد وعرضها. الجماهير المصرية قضت ليلتها الأكثر فرحا وابتهاجا بالحصول على اللقب الأفريقى، واكتظت الميادين والحدائق العامة بآلاف المشجعين الذين خرجوا للتعبير عن سعادتهم الغامرة بالتتويج الأفريقى الغالى. وفى ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة، تجمع نحو 30 ألف مشجع حاملين أعلام مصر والألعاب النارية، واضطرت السيارات إلى التوقف وترجل عنها أصحابها بعدما أوقفت هذه الحشود حركة المرور بشكل كامل. وانضمت أعداد كبيرة من السائحين والأجانب الذين تابعوا لقاء النهائى بين مصر وغانا فى مقاهى وسط المدينة، إلى المحتفلين، الذى تغنوا بالإنجاز الرياضى الرائع الذى حققه فريقهم فى مواجهة منافسين أقوياء. وفى ميدان مصطفى محمود الشهير وشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، كان المشهد أكثر سخونة، حيث انطلق نحو 50 ألف مصرى بسياراتهم ودراجاتهم النارية، مرددين هتافات حارة تحيى لاعبى المنتخب ومدربهم الوطنى حسن شحاتة، وكان الهتاف الأغلب هو «جانا الهوا جانا.. وفزنا بالكأس من غانا». اكتست جميع شوارع القاهرة بلا استثناء بالأعلام المصرية عقب انتهاء المباراة المرتقبة مساء أمس بين المنتخب المصرى والمنتخب الغانى فى نهائى بطولة الأمم الأفريقية التى احتضنتها أنجولا ونجاح الفراعنة فى تخطى عقبة السامبا الأفريقية والفوز للبطولة للمرة الثالثة على التوالى. وفى مشهد أعاد للجميع ما حدث فى بطولتى 2006 و2008 حيث حمل كل مصرى فى شوارع القاهرة علم مصر وتزين به كل منزل وعلى كل سيارة نفس العلم من أجل مساندة وتشجيع مصر. عمت الفرحة جميع الشوارع المصرية حيث حرصت الجماهير بالإسماعيلية بالتعبير عن فرحتها بابنها البار حسنى عبدربه وطافت الجماهير المدينة تغنى بالفوز الكبير والغالى وبابن بلدتها والمحترف حاليا فى أهلى دبى الاماراتى بالاضافة إلى الأفراح البورسعيدية بعد الفوز الكبير على المنتخب الغانى، وخرجت جماهير بورسعيد إلى الشوارع بالسيارات فى زفة سمسمية بورسعيدية وهتفت لجميع لاعبى مصر خاصة عصام الحضرى الحارس العملاق وأحمد حسن العميد و«جدو» المتألق ومحمد زيدان ابن بورسعيد ولم تكن مدينة الاسكندرية بعيدة عن الأفراح حيث شهدت أفراحا عارمة لم تشهدها المدينة العريقة منذ فترة طويلة مثلما شاهدت عقب مباراة منتخب مصر أمام المنتخب الجزائرى والتى ثأر فيها المنتخب المصرى من الخروج من مونديال كأس العالم أمام منتخب الخضر. وفى المحلة قامت الجماهير بحمل الإعلام المصرية والسير بها فى جنبات المدينة والهتاف لجميع اللاعبين والجهاز الفنى للمنتخب الوطنى وطالبتهم بالعودة بكأس البطولة مثلما حدث فى غانا عام 2008 وناشدت اللاعبين بتقديم مباراة قوية أمام غانا فى النهائى وما أن أطلق الحكم صافرة نهاية مباراة المنتخب أمام غانا بفوز مصر حتى انطلقت الجماهير فى المحلة وطافت شوارع المدينة حاملة أعلام مصر وانضمت إلى الأعداد الكبيرة من الجماهير المحلاوية التى شاهدت المباراة عبر الشاشة العملاقة الموجودة بأحد الميادين الكبيرة بالمدينة وخرجت فى زفة بالمزمار والطبل البلدى ومن خلفها السيارات فى احتفال غير عادى وظلت تهتف باسم حسن شحاتة واللاعبين والجهاز الفنى الذين كانوا على مستوى المسئولية وردوا اعتبار الكرة المصرية بهذا الفوز الكبير والحصول على البطولة الأفريقية للمرة الثالثة على التوالى والسابعة فى تاريخها وأثبتوا أنهم كانوا الأجدر بالصعود إلى نهائيات كأس العالم. وسهرت مدن الصعيد على غير عادة اهلها الذين يهربون إلى النوم مبكرا كما شهدت المدن حالة من الصخب وسط الاحتفالات بالتوك التوك وإطلاق الصافرات والأغانى الوطنية. وجاء الموقف مختلفا فى محافظة الوادى الجديد بعد فوز مصر على غانا، حيث احتفل أهالى المحافظة بالفوز بطريقتهم الخاصة واستعانوا بالخيول والجمال للتعبير عن فرحتهم بفوز مصر بالرغم من الطقس البارد فى المحافظة إلا أن الجماهير حرصت على الاحتفال حتى الساعات الأولى من صباح أمس حاملين أعلام المنتخب الوطنى. وفى عاصمة مصر الثانية اجتاحت الإسكندرية حالة من السعادة والنشوة غير المسبوقة على مدار الليل كله وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم احتفالا بفوز المنتخب الوطنى لكرة القدم بكأس الأمم الأفريقية بأنجولا بعد ان لقن منافسه الغانى درسا لن ينساه واحتفلت الجماهير بطريقتها الخاصة بعد أن نزلت إلى الشوارع والميادين العامة وأماكن التجمعات بالأندية والمقاهى العامة فى مظاهرات عارمة عقب انتهاء المباراة مباشرة على الرغم من الهدوء الشديد الذى اتسمت به المدينة قبل المباراة على عكس المعهود وانتشرت الجماهير بالآلاف على طول كورنيش البحر امتدادا من الأنفوشى وحتى المنتزه، وتنوعت مظاهر التعبير عن الفرحة ما بين الرقص والهتاف باسم مصر والجهاز الفنى واللاعبين خاصة جدو وحمل الأعلام والطواف بها بالسيارات بين الشوارع والميادين وهو ما أدى إلى حدوث اختناقات مرورية كثيرة فى بعض المناطق ومنها المندرة والعصافرة وسيدى بشر وسان ستيفانو والشاطبى وبحرى والحضرة وغيط العنب وغيرها من المناطق التى تتميز بالكثافة السكانية الكبيرة اضافة إلى استخدام الألعاب النارية غير الممنوعة. وحصل محمد ناجى (جدو) نجم نادى الاتحاد السكندرى على النصيب الأوفر من التشجيع والهتاف وحملت بعض الجماهير صوره وطالبت الجماهير الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة ضرورة إعادة النظر فى عدد من اللاعبين الآخرين بفريق الاتحاد السكندرى وضمهم للفريق كما اقترح البعض إطلاق اسم «جدو» على أحد شوارع الإسكندرية باعتباره بطلا قوميا وقد ظلت هذه الجماهير المنتشية بالنصر الكبير حتى الساعات الأولى من صباح اليوم. وتوالت ردود الأفعال داخل محافظة البحيرة ومدينة حوش عيسى وأبو المطامير عقب تألق محمد ناجى (جدو) الذى حصل على لقب أفضل لاعب احتياطى أو سوبر احتياطى فى البطولة وتمنت المحافظة أن يخرج من رحمها محمد أبوتريكة جديدا يسعد ملايين الجماهير المصرية والعربية وامتدت الأفراح والأخبار السارة داخل قرى ونجوع محافظة البحيرة بمولد نجم جديد من داخل رحم المحافظة البحراوية بعد أن أعاد ابنها القدير الأول حسن شحاتة الفخر والكرامة لمصر فى كرة القدم بتحقيق بطولات وأرقام قياسية هى الأبرز فى تاريخ التدريب المصرى والعربى والأفريقى لن تتكرر على مدار التاريخ المصرى. وفى مدينة كفر الدوار، مسقط رأس الكابتن حسن شحاتة، المدير الفنى للمنتخب القومى، امتلأت شوارع المدينة بصور لحسن شحاتة مع المنتخب، وهتف المئات للمدير الفنى للمنتخب ولجميع لاعبى الفريق.