أجاثا كريستي - أو أجاثا ميري كلاريسا الكاتبة الإنجليزية التي اشتهرت بكتابة الروايات البوليسية و كتبت أيضا ً روايات رومانسية باسم مستعار هو ماري ويستماكوت Mary Westmacott تعد أعظم مؤلفة روايات بوليسية في التاريخ حيث بيعت من رواياتها أكثر من مليار نسخة و تُرجمت لأكثر من 103 لغات. وُلدت أجاثا في الخامس عشر من سبتمبر عام 1890 م من أب ٍ أمريكي و أُم ٍ إنجليزية ، و راحت أمارات النبوغ تشيع بهاءها علي الطفلة الصغيرة ، و كعادتها الموهبة , تطل برأسها علي الوجود الإنساني في أحلك اللحظات و تُمسد خيالنا في الحزن و تنأي بنا نحو ما لا نعرف , لا ندري أفرارا ً من عالم ٍ نأباه و ولا يأبنا , أم أملا ً في عالم ٍ أكثر رحابة ً و سعة , نتوهمه حينا ً و نلمسه أحيانا ً ، أمسكت الطفلة الصغيرة بقلمها الصغير , حين رضخ جسدها النحيل تحت وطأة المرض و خطت أول قصة ٍ ، و لم تك تدري آنذاك و هي تكتبها لتؤنس وحشة فراشها فحسب , أنها رسمت لكاتبتنا القديرة أُولي خطوات مجدها نحو سُلّم الإبداع و التألق . و أدركت أُمها آنذاك , أن لدي ابنتها ما تقوله ، فراحت تساعدها علي القراءة و الكتابة لتهيئها لرحلة الأدب الشاقة الممتعة . هيئة الإذاعة البريطانية اعادت في مناسبة 120 عاما علي ميلاد كريستي حواراً معها و ألقت الضوء علي الحياة العملية لأفضل كاتبة قصص بوليسية في العالم . شاركت أجاثا في البرنامج الذي استثمر أفكار قصصها البوليسية الأكثر مبيعا ً لما يربو علي خمسين عاما ً . لُقبت أجاثا كريستي بملكة الجريمة , و قد أطلق عليها أحد النقاد لقب دوقة الموت . أبدعت أجاثا شخصيتين من أشهر الشخصيات علي مر العصور هما الآنسة ماربل و هركول بويروت . و من أعمالها " جريمة روجر أكرويد " و " لم ِ لا يسألون إيفان " و " شاهد للقضية " و " جريمة علي النيل " و " جريمة في قطار الشرق السريع " و " المصيدة " و " نقطة الدم " و غيرها . كانت أجاثا تقضي أمسياتها برفقة أصدقائها أو أسرتها , و تجلس لتحيك قصصها و تبدو آنذاك شاردة ً و كأن عقلها في مكان ٍ ما بعيد , و قد كان حقا ً , كانت تفكر في قصتها القادمة ناسجة ً تفاصيل المؤامرة من بدايتها إلي نهايتها . قبيل جلوسها للكتابة يكون كل شئ قد تم و هدأ بداخل رأسها . علّمت أجاثا كريستي نفسها , مما يعني أنها قضت الكثير من طفولتها في البيت ، و بدأت الكتابة آنذاك . قالت أجاثا في مقابلة مع BBC - وجدت نفسي أُشَكّل القصص و أؤلف أجزاءها المختلفة , فليس ثمة كالضجر يحضك علي الكتابة ! - قبيل أن أبلغ السادسة عشرة أو السابعة عشرة كتبت عددا ً كبيرا ً من القصص القصيرة و قصة طويلة واحدة , كانت رواية ً مملة , و قبيل الواحدة و العشرين نشرت أول كتبي " قضية ستايلس الغامضة " أرسلته إلي ناشر ٍ و ناشرين , لكنهم لم يقبلوه , و أخيرا ً ذهب الكتاب إلي جون لين John Lane و بعد عام عرفت بأنه قوبل قبولا ً حسنا ً , هكذا كانت البداية . ألقت الضوء لنا علي كيفية انتقال قصصها من رأسها إلي صفحات الكتب : - يسائلني أصدقائي ما هو منهاجك في الكتابة , إنني أكتب مسوداتي علي آلة عتيقة ٍ وفيّة , أقتنيها منذ سنوات . - أعتقد أن الإنجاز الحقيقي يكمن في التفكير في تطوير قصتك و القلق بشأنها إلي أن تبلغ مسارها الصحيح , ربما يستغرق هذا وقتا ً , حينئذٍ تمتلك كل خيوطك معا ً , ما يتبقي أن تجد الوقت لكتابة كل هذا . أنتجت لنا أجاثا كريستي كتبا ً علي نحو ٍ سريع كما توضح لنا : - يبدو لي أن ثلاثة أشهر جد ُ مناسبة لإنتاج كتاب , إذا ما أمعن المرء التفكير . من ناحية ٍ أخري أري أن المسرحيات تُكتب أسرع , كتابة المسرحيات أكثر متعة ً من كتابة الكتب ؛ فليس عليك أن تضجر بالوصف المسهب للأمكنة و الأشخاص أو أن تُخرج مادتك . - يجب أن تكتب بسرعة و تحافظ علي حالتك المزاجية و تدع الحديث يتدفق تلقائيا ً , إنني أُفضل كتابة مسرحية لأنه من اليسير أن تتواءم مع المسرحية أكثر من الكتاب . الشئ الوحيد الذي جعلني أكتب المسرحيات أنني لا أهتم كثيرا ً لما يحدث حين يحاول الآخرون تحويل كتبي إلي مسرحيات , لذا فعلي في نهاية الأمر أن أفعل ذلك بنفسي .