"الدستور" تحتفل مع العالم بذكرى ميلادها ال120 رغم أنها تستحق الاحتفال كل يوم أجاثا كريستي لا يموت المبدع الحقيقي ما دامت أعماله باقية ومؤثرة، تبقي ذكري ميلاده رغم موته لها خصوصيتها، ففي هذا اليوم جاء الراحل إلي الحياة وأبدع وأشعل طاقة لا يزال أثرها باقياً، وهكذا كانت ملكة الجريمة الكاتبة الإنجليزية المبدعة «أجاثا كريستي» التي ولدت في مثل هذا اليوم منذ 120 عاماً، بدأت تكتب القصص لتسلي نفسها أثناء فترة نقاهة من نزلة برد، ولم تتوقف بعدها عن الكتابة أبداً، ظلت تمارس متعتها وتمتع مليارات من البشر قرأوا حكاياتها المثيرة وما زالوا. يحتفل العالم اليوم بذكري مرور 120 عاماً علي ميلاد ملكة رواية الجريمة «أجاثا كريستي»، هذه الكاتبة التي زادت مبيعات كتبها في الطبعات الشرعية الرسمية علي ملياري نسخة عالمياً حسب كلام اليونسكو، وأربعة مليارات تقريباً حسب كلام موسوعة ويكيبيديا التي تحسب عدد الطبعات غير الشرعية أيضاً. تنافس كتب أجاثا توزيع أعمال الكاتب البريطاني «ويليام شكسبير»، ولا يتفوق عليها سوي الكتاب المقدس، وحسب إحصائيات رسمية لهيئة اليونسكو الثقافية، فإن كتب أجاثا تحتل المركز الثاني في عدد اللغات التي ترجمت إليها عالمياً حيث لم يسبقها سوي منتجات شركة «والت ديزني» المنشورة، وقد ترجمت كتب أجاثا إلي ما يقارب 103 لغات من بينها اللغة العربية. كل ذلك يجعل من «أجاثا كريستي» مواطنة عالمية تستحق الاحتفاء بها في كل العالم، ومن المؤكد أن لمصر نصيب من هذه الكاتبة العبقرية، ليس فقط لأن رواياتها المترجمة ما زالت من أكثر الروايات البوليسية مبيعاً في مصر والعالم العربي، وليس لأن هناك جمهوراً ومعجبين ومنتديات عربية علي الإنترنت تهتم بكتبها والأفلام والمسلسلات المأخوذة عنها تترجمها وتتناول تفاصيلها بالنقد والتحليل، بل لأن لمصر جزءاً ونصيباً من الكيان الإنساني والثقافي المسمي «أجاثا كريستي». هي ربما تكون كاتبة إنجليزية الجنسية عالمية الشهرة، ولكن حبها لمصر وتأثير مصر فيها انسانياً وثقافياً، والقصص التي كتبتها في مصر وعن مصر تجعلها مصرية الهوي. من المدهش أن الدول التي زارتها «أجاثا كريستي» مثل: سوريا وتركيا احتفت بأجاثا كريستي أكثر مما فعلت مصر، التي لا أظن أن الحركة الثقافية بها اهتمت بهذا الحدث الكبير. في تركيا ما زالت الغرفة 411 من فندق بيرا بالاس التي أقامت فيه في أسطنبول وكتبت روايتها الشهيرة «جريمة في قطار الشرق السريع» تحتفظ بصورتها ومحتوياتها القديمة كما هي، وتنظم اليوم تركيا احتفالية بمناسبة إعادة افتتاح فندق «بيرا بالاس» الذي كانت تقيم به أجاثا كريستي كلما ذهبت إلي تركيا، ونجحت إدارة الفندق في استضافة «ماثيو بريتشارد» حفيد «أجاثا كريستي» من ابنتها الوحيدة «روزلاند» في هذا الاحتفال الذي يقام اليوم حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية، وماثيو منتج سينمائي وصاحب الحق الوحيد في إدارة ممتلكاتها الأدبية، وهو المنتج المنفذ للعديد من المسلسلات التليفزيونية المأخوذة عن روايات «أجاثا كريستي» ومنها سلسلة حلقات «بوارو» و«ميس ماربل» التي بدأ إنتاجها في التسعينيات وما زالت تنتج حتي الآن. وفي سوريا ترجمت مذكراتها القصيرة التي كتبتها أثناء إقامتها في سوريا تحت عنوان «تعالي وأخبرني كيف تعيش» وأصدرت في كتاب. تقول «جانيت مورجان» التي كتبت سيرة حياتها متحدثة عنها: «إن أجاثا كريستي سيدة ريفية بكل معني الكلمة، ليس لأنها ولدت وترعرعت في توركاي المنتجع الصيفي جنوب بريطانيا، بل لأن مظهرها وعاداتها كانت مطابقة لحياة وعادات الحقبة التي عاشتها تماماً، ولم تمر في حياتها بأحداث دراماتيكية ولم تسعي وراء المغامرة». كانت امرأة بسيطة وتلقائية وتمتلك روح دعابة ساخرة وقدرة علي وصف تناقضات النفس البشرية، من أقوالها الشهيرة التي تصل إلي حد النكتة سخريتها من نفسها بعد زواجها من عالم الآثار«ماكس مالوان»: «عالم الآثار هو الاختيار المثالي للزواج، كلما كبرت زوجته في السن كلما زاد اهتمامه بها»، كان زوجها ماكس يصغرها بثلاثة عشر عاماً . هي أيضاً من قالت في إشارة إلي أنها سيدة منزل بسيطة وعادية: «أفضل وقت أخطط فيه لأفكار كتبي هو أثناء قيامي بغسيل الصحون»!