بعد أن أصبح من المؤكد تولى اليمينى المتشدد أفيجدور ليبرمان حقيبة الخارجية الإسرائيلية فى الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وازداد الترقب والحذر من مستقبل السياسة الإسرائيلية فى المنطقة وخاصة مصر، والتى ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية وسياسية منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 79، وخاصة تاريخ هذا الرجل المشئوم وتصريحاته ضد مصر قيادة وشعبا.. فهل سيؤثر ذلك على سياسة الإدارة المصرية تجاه إسرائيل؟ لننتظر تصرفاته اللواء محمد قدرى السعيد الخبير الاستراتيجى، أشار إلى أنه بالرغم من أن ليبرمان معروف بتشدده وتطرفه الشديد تجاه العرب وقضية السلام إلا أنه عندما سيتولى مسئولية الوزارة ويكون مسئولا عن السياسة الإسرائيلية الخارجية كدولة، فالمؤكد أن تلك التوجهات المتشددة وتصريحاته المعروفة ضد مصر ستقل، وبالتالى علينا ألا نتخوف من ذلك التوجه اليمينى المتشدد، ولكن يجب أن نتعامل بحذر مع تلك الحكومة. وأضاف السعيد أن أى دولة لها أسلوب فى التعامل مع المشكلات التى تواجها من الخارج، وبالتالى ما يجب أن نهتم به فى الأساس هو تصرفاته عندما يتولى الوزارة وليست أقواله وتصريحاته، وأضاف أن هذا الأمر وارد فى السياسة عامة وكثير ما تحدث تصريحات من وزراء خارجية عرب ومن مصر ضد السياسة الإسرائيلية وضد المسئولين الاسرائيلين، ولكن هذا الأسلوب ليس معناه أن تحدث قطيعة بين الدول، ولكنه أسلوب تعامل طبيعى للدول فى حالة وجود توتر فى العلاقات بينها. إسرائيل دولة مدللة فى نفس السياق، أكد السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق أن إسرائيل دولة "مدللة" وهى الدولة الوحيدة فى العالم التى تحرص على استقلالها من أى التزامات دولية وتقوم بفرض توجهاتها على المجتمع الدولى وحتى الولاياتالمتحدة تتأثر قراراتها بإسرائيل وباللوبى الصهيونى. أما بالنسبة لسياسة الإدارة المصرية تجاه إسرائيل إذا تولى ليبرمان وزارة الخارجية الإسرائيلية، يرى الأشعل أن العلاقات السياسة بين البلدين لن تتأثر وذلك لأن العلاقات السياسية قائمة على اتفاقيات دولية موقعة بين البلدين وليست لها علاقة بتوجه شخص أو مسئول ما، ويضيف الأشعل أن تخوف العالم العربى من ليبرمان أو أى حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة وأن عملية السلام سوف تواجهها مشكلات هى بمثابة "ورقة التوت التى تستر بها الدول العربية عورتها" لعجزها مواجهة إسرائيل. دور مصر إقليميا يتلاشى كان للدكتور رفعت السيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات رأى آخر عما سبقوه بالنسبة للأسباب التى عن طريقها لن تتأثر السياسة الخارجية المصرية تجاه إسرائيل، وهى أن وزارة الخارجية المصرية فقدت دورها السياسى والدبلوماسى فى المنطقة وأصبحت هيئة إدارية أكثر منها سياسية، وبالتالى هى لا تعنيها من سيتولى حقيبة وزارة الخارجية الإسرائيلية، هذا بالإضافة - وعلى حسب أقوال رفعت،- إلى أن دور مصر إقليميا أصبح يتلاشى تدريجيا، وبالتالى لن يؤثر فى سياستها ليبرمان أو غيره. أشار د. سعيد عكاشة رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمنظمة العربية لمناهضة التمييز إلى أن إسرائيل دولة مؤسسات لا يحكمها أفراد وحتى رئيس الوزراء لا يملك قرارات من نفسه، وبالتالى فمن المؤكد عندما يتولى ليبرمان الخارجية سيكون لديه ميل أكثر فى الانخراط فى العمل السياسى وستكون له قواعد تحكمه عندما يكون داخل السلطة.