فى إحدى أزقة منطقة الحسين العتيقة وتحديدا فى زقاق أم الغلام يعمل "عم دقرم" أقدم بائع مخلل فى مصر، الذى ورث المهنة أبا عن جد حيث يتعدى عمر المحل 150 عاما. السيد دقرم يبلغ من العمر 74 عاما، تعود منذ أن كان طفلا صغيرا أن يأتى مع والده إلى المحل الذى هو مصدر رزقهم، وأخد يتعلم المهنة من جدة قبل أن يتوفى ثم من والده. يقول "عم دقرم" إلى "اليوم السابع": "لقد ورثت المهنة من والدى الذى ورثها من والدة وسوف يرثها ابنى بعدى، وعلمنى والدى وجدى أصول المهنة الذى لازلت أعمل بها حتى الآن وهى سر نجاح وشهره المحل والتى من أهمها النظافة وعمل المخلل فى أوانى نظيفة والبعد عن الألوان الصناعية المضرة بالصحة، ولهذا فإن المخلل الذى أقوم بتصنعيه يكون بدون رائحة نهائيا". يعبر "عم دقرم" فى استياء شديد "أى حد دلوقتى بيشتغل مخللاتى وناس كتير بصوا للمهنة"، وهذا أثر على المهنة فأصبح هناك دخلاء كثيرين فأصبح بائع الفول وماسح الأحذية وحتى الموظف أصبحوا جميعا يعملوا فى المجال، مما أدى إلى فقدان أصول المهنة التى أحاول أن استرجعها وأعمل بها، والتى أهمها النظافة. يقول "عم دقرم" إن الإقبال على شراء المخلل فى رمضان قل بكثير عن السنوات الماضية، وفسر ذلك أن زراعة الخضار فى السنوات الماضية كانت موسمية فكان للخضراوات توقيتات محددة فى السنة أما الآن فالخضار متاح طول العام، وكثير من الناس تفضل أن تعد طبق سلطة طازج، ولكن هناك زبائن دائمين للمخلل وموجودين حتى الآن ويترددون باستمرارعليه. يذكر "عم دقرم " أن المخلل المفضل لدى الشعب المصرى هو البصل والخيار، ولكن الخيار مطلوب "الحرفنة فى تخليله" حتى يزيد الإقبال عليه. ومن أصعب المواقف التى عاصرها فى حياته هى نكسة 1967 التى ضربوا فيها المصريين وهزموا أشد هزيمة، وهذا أدى إلى "وقف حال الشغل" وركود حركة البيع والشراء فى مصر كلها.