انتقدت صحيفة فايننشيال تايمز موقف محمد مرسى، رئيس مصر، إزاء قضية ختان الإناث. ففى تعليق له حول الممارسة التى تفرض الدولة عليها حظرا، قال إن الأمر مسألة خاصة بين الأمهات والبنات، وعلى العائلة أن تقرر منعها أو لا وليس الدولة. وقد تسبب رد مرسى فى ضجة، لاسيما بين المدافعين عن حقوق المرأة والأطفال الذين يعملون منذ سنوات لتغيير مفهوم هذه الممارسة الوحشية ضد البنات فى المجتمع. ويتزايد قلق جماعات حقوق الإنسان من الأحزاب الإسلامية الساعية نحو سلب المرأة من الحقوق والقوانين التى حصلت عليها فى عهد النظام السابق. وقد تم سن قانون يحظر ختان الإناث قبل خمس سنوات، بعد وفاة العديد من الفتيات نتيجة للنزيف، غير أن الممارسة لا تزال متفشية بين الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المتدنية فى المناطق الريفية. وتتوارث الممارسة من جيل إلى جيل بين الإناث. فبالنسبة لهؤلاء فإن التقاليد والعرف يتجاوزان القانون، وحتى الدين. وتقول الكاتبة البارزة منى الطحاوى إنه من الصعب القضاء على هذه الممارسة، لأنها متجزة فى خليط سام من الثقافة والدين. وتضيف: "بقدر ما ينكر العديد من المسلمين علاقة الممارسة بالإسلام، تجد الكثير من رجال الدين يدافعون عنها. وقد كان الإخوان المسلمين أشرس المعارضين لقانون الحظر حينما شرعه البرلمان فى 2007". وكان حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، قد شن حملة لختان الإناث فى المنيا قبل شهرين. وقد تقدمت الجماعات الحقوقية بشكوى للنائب العام ومحافظ المنيا لوقف الحملة التى تنتهك القانون.