زعمت صحيفة "فاينشال تايمز" البريطانية أن وصول الرئيس محمد مرسي لسدة الحكم -كأول رئيس إسلامي لمصر- سيدعم بشدة التقاليد الراسخة في المجتمع المصري والخاصة بختان الاناث والتي سعى النظام السابق للقضاء عليها، وهو ما أثار مخاوف منظمات حقوق المرأة. وقالت الصحيفة في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية المصرية، سأل محمد مرسي -الذي أصبح رئيسا- على شاشة التلفزيون للتعليق على الحظر التي تفرضها الدولة على ممارسة ختان الإناث،قال إنها مسألة خاصة بين الأمهات والبنات، مشيرا إلى أن العائلات وليس الدولة، يجب ان تقرر هذا الامر، وهو ما تسبب -حسب زعمها- في ضجة واسعة، بين المدافعين عن حقوق المرأة الذين كانوا يعملون منذ سنوات لتغيير نظرة المجتمع لهذا الإجراء. وأضافت إن جماعات حقوق الإنسان قلقون على نحو متزايد من أن الأحزاب الإسلامية تسعى إلى استعادة حقوق المرأة، تعكس القوانين التي مررت في ظل الأنظمة السابقة لإرضاء قاعدتها المحافظ، فقد تم تمرير القانون الذي يحظر ختان الإناث، قبل خمس سنوات بعد وفاة عدة فتيات جراء نزفهن حتى الموت بعد عملية الختان، ولكن هذه الممارسة لا تزال متفشية بين الطبقات الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الريفية. وتابعت إن هذه الممارسة تتم من جيل إلى جيل، الأمهات اللاتي أجبرن من قبل أمهاتهن للخضوع لعملية الختان قبل أن يصلوا لسن البلوغ تفعل الشيء نفسه لبناتهم، بالنسبة لهم، التقاليد والعرف يتجاوز القانون. ورغم الدعم لختان الإناث لا يزال واسع الانتشار كان هناك تغيير كبير منذ منتصف 1990 وعام 1995، حيث يعتقد 82 % من النساء الذين تتراوح أعمارهم بين (15-49) ختان الإناث يجب أن تستمر، وانخفض هذا إلى 75 %في عام 2000 وإلى 62.5 % في 2008، بحسب اليونيسف. في غضون ذلك، أولئك الذين يحاولون الطعن في الممارسة العملية، يستسلمون في نهاية المطاف إلى الضغوط الاجتماعية، وقال سيدة مصرية:"لم أكن أريد ختان ابنتي الصغرى لأنني شعرت أنها عادة قديمة.. لكن والدها أصر على ختانها"، وقد مرت حوالي 90 % من النساء في مصر بعملية الختان. ونقلت الصحيفة عن منى الطحاوي كاتبة قولها:"من الصعب التخلي عن هذه العملية .. لأنها متجذره في مزيج بين الثقافة والدين".