رغم الجهود التي تبذلها السلطات والمنظمات غير الحكومية والوكالات الدولية للقضاء على ظاهرة (ختان الإناث) في مصر إلا أن هذه الممارسة لا تزال منتشرة ومتعمقة في تفكير الناس وذلك وفقاً لدراسة ممولة من منظمة الصحة العالمية تحت عنوان (الحياة الجنسية للمرأة وعلاقتها بختان الإناث في مصر). وأرجعت الدراسة سبب استمرار هذه الممارسة إلى اعتقاد الأهالي أنهم بذلك يسيطرون على (حياة المرأة الجنسية قبل الزواج) كوسيلة لضمان عذريتها وبالتالي فرص تزويجها من خلال تزويد الزوج المرتقب بعروس لم يمسسها أحد قبله. وأشارت الدراسة التي نشرتها شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) التابعة للأمم المتحدة إلى أن العديد ممن شملهم التقييم يعتبرون مسألة ختان الإناث (قضية عائلية) وقرارا شخصيا لا يجب أن تتدخل فيه الحكومة ولذلك تشكك الدراسة بشكل كبير في نجاح القوانين والتشريعات المقترحة للقضاء على هذه الممارسة. دور رجال الدين ويلعب رجال الدين (المسلمون والمسيحيون) دوراً مهما في مكافحة ظاهرة تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية للإناث عبر تشديدهم على أن هذه الممارسة لا تمت لا للإسلام ولا للمسيحية بصلة ,علي الرغم من وجود اختلافات بين رجال الدين في هذا الشأن وهو ما ينطبق بشكل أكبر على رجال (الدين المسلمين) الذين يتعرضون لوابل من الرسائل المتعارضة من علماء الدين الرسميين أو ما يطلق عليهم (شيوخ التلفزيون). وكانت مصر قد أقرت عام 2008 قانوناً يقضي بتجريم تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية للإناث وخصصت لذلك عقوبة تتراوح بين ثلاثة أشهر وعامين في السجن وغرامة مالية تتراوح بين 1000 و5000 جنيه مصري. تقدم ملحوظ ويعتقد الخبراء أنه بالرغم من انتشار ختان الإناث على نطاق واسع إلا أنه قد تم تحقيق تقدم كبير في مجال مكافحته فقد أوضح (المسح الديموجرافي الصحي) لعام 2008 الذي تم نشره عام 2009 أن 72 % من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15-30 عاماً خضعن للختان مقارنة ب 96 % بين الفئة العمرية نفسها خلال (المسح الديموجرافي الصحي) لعام 1995 وذلك حسب عزة شلبي استشارية النوع الاجتماعي بمنظمة (بلان) مصر وهي منظمة غير حكومية تعنى بتنمية الأطفال. وتشير عزة إلى أن بعض النساء يعانين من مشاكل المسالك البولية في حين تعاني نساء أخريات من نزيف أثناء الولادة ولكن لا تهتم النساء اللواتي تعرضن للختان لذكر المضاعفات الصحية بقدر اهتمامهن بالآثار النفسية والصدمة الناتجة عنها وتقول الكثيرات أنهن أصبحن أكثر انعزالاً وخوفاً بعد تعرضهن للختان. غير أن المسح الصحي لعام 2008 أشار أيضا إلى أن 91 % من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما خضعن للختان. مشاكل نفسية وتعتقد إلين بينارد مسئولة حماية الأطفال بمكتب منظمة اليونيسيف بمصر أن انتشار ظاهرة ختان الإناث مرتفع ولكنه في تناقص مستمر وتضيف أعتقد أنه في ظل تزايد الأسر التي تعلن صراحة عن قرارها بعدم البتر وتمكن فتياتها من الزواج بنجاح فإن الظاهرة ستنحسر شيئا فشيء. وتعاني الفتيات والنساء اللواتي خضعن للختان من أضرار جسدية ونفسية كبيرة حيث أشارت إلين إلى أن عملية الختان قد تشكل صدمة للفتيات اللواتي يجبرن على الخضوع لهذه الممارسة كما يعانين من آلام جسدية رهيبة وما يعقبها من آلام نفسية ناتجة عن تعرضهن للبتر على أيدي أحباء لهن وأضافت أنه في الحالات القصوى التي يكون فيها البتر بالغاً تواجه الفتيات مخاطر متزايدة أثناء الولادة ويعانين من سلس البول. وتضيف: إعطاء الناس معلومات متينة حول فوائد التخلي عن ظاهرة الختان يحقق بعض النجاح ولكنه يستغرق بعض الوقت أيضا.