رغم كل الجهود التي تبذلها وزارة الأسرة والسكان بالتعاون مع وزارة الصحة للقضاء علي ظاهرة ختان الإناث الا ان هذه العادة السيئة لاتزال منتشرة علي نطاق واسع. وقد كشفت ذلك دراسة حديثة ممولة من منظمة الصحة العالمية تحت عنوان "الحياة الجنسية للمرأة وعلاقتها بختان الإناث" ورجحت الدراسة ان يكون السبب الرئيسي لاستمرار مثل هذه الممارسة هو الدافع للسيطرة علي الحياة الجنسية للمرأة قبل الزواج كوسيلة لضمان عذريتها. أشارت الدراسة الي ان العديد ممن شملهم التقرير يعتبرون مسألة ختان الاناث قضية عائلية وقرارا شخصيا لا يجب ان تتدخل فيه الحكومة الا ان الدراسة أشارت الي أنه رغم كل ذلك فقد حدث تقدم كبير خلال العام الماضي في مجال مكافحته حيث أشارت الي أن 72% من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 30 سنة خضعن للختان مقارنة ب 96 في المائة بين الفئة العمرية نفسها عام .1995 يؤكد الخبراء ان انتشار ظاهرة ختان الاناث مرتفع ولكن في تناقص مستمر. وقد بدأت مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان بالتعاون مع وزارة الصحة حملة جديدة للقضاء علي ظاهرة الختان تحت عنوان "لا للختان" تشارك فيها اعداد كثيرة من الأطباء . تؤكد الوزيرة مشيرة خطاب ان هذه القضية تلقي دعما غير محدود من السيدة الفاضلة سوزان مبارك بهدف انجاح هذه الحملة موضحة ان هناك العديد من القري تنضم كل يوم الي حملة "لا للختان" خاصة بعد ان أصبح هناك خطاب ديني رسمي وغير رسمي سواء من علماء الاسلام او رجال الكنيسة .. يؤكد ان تجريم ختان الاناث جائز شرعا بعد ان أكد العلم انه يضر بجسد ووجدان الفتاة بشكل صارخ. تقول الدكتورة سهام ناجي استاذ طب الأطفال: إن بعض النساء يعانين من مشاكل المسالك البولية في حين تعاني نساء اخريات من نزيف اثناء الولادة بسبب عملية الختان التي تعرضن لها فترة طفولتهن. تشير الي ان اعطاء الناس معلومات مهمة حول فوائد التخلي عن ظاهرة الختان يحقق بعض النجاح ولكنه يستغرق بعض الوقت ايضا . تشير الدكتورة سونيا فؤاد علي مدير ادارة تنظيم الأسرة بمحافظة سوهاج: الي ان الختان يعد الآن جريمة يعاقب بالسجن من يمارسها لأن مثل هذه العمليات لم تدرس ابدا في كليات الطب ولكنها عادة قديمة ليس لها علاقة لا بالدين ولا بالعلم! أوضحت انه تم اقناع سكان 4 قري بمحافظة سوهاج بخطورة الختان علي حياة بناتهم. تؤكد د. فيفيان فؤاد المسئولة عن برنامج تمكين الأسرة ومناهضة ختان الاناث بوزارة الأسرة والسكان: ان الهدف الأساسي من هذه الحملة هو حماية البنات من الانتهاكات البدنية مشيرة الي انه لكي يتم تحقيق هذا الهدف كانت هناك محاولات عديدة لتغيير ثقافة وطبيعة التفكير في المجتمع خاصة في القري ومن خلال تعزيز قدرات أفراد المجتمع والاستفادة بكل الموارد الموجودة بالقري . اشارت الي أنه سيتم خلال الفترة القادمة عقد المزيد من الندوات والتدريبات لفئات كانت أكثر تأثيرا علي المجتمع مثل رجال الدين المسيحي والاسلامي والمدرسين والمدرسات بالمدارس الابتدائية وقيادات المجتمع ومشايخ القري واعضاء من المجلس المحلي. يشير المستشار حاتم بجاتو رئيس هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا إلي ان اعضاء النيابة العامة تلقوا تدريبات علي تنفيذ قانون الطفل لتوحيد الرأي عند التطبيق خاصة التنسيق مع ادارة العلاج الحر والنيابة العامة لمحاربة جريمة ختان الاناث ليس فقط لتوقيع العقوبة علي مرتكبيها ولكن اعمالا للمادة 96 لقانون الطفل التي تخول القبض علي الممارسين قبل تنفيذهم للجريمة وذلك لمجرد الابلاغ عنهم. كشفت مني أمين مدير البرنامج القومي لمناهضة ختان الاناث بوزارة الأسرة والسكان: ان نتائج المسح السكاني لعام 2008 دل علي انخفاض معدل انتشار هذه الممارسة بين الاناث من سن 15 45 عاما من 97% عام 1995 الي 91% عام 2008 وهو ما يدعو للتفاؤل. أشارت الي ان تنفيذ قانون تجريم ختان الاناث يقع علي عاتق قطاع العلاج الحر بوزارة الصحة باعتبار ان له حق الضبطية القضائية وانه الجهة المختصة بمراقبة وترخيص المنشآت الطبية الخاصة التي تمارس فيها هذه الجريمة. اكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة انه اصدر قرارا منذ ثلاث سنوات يمنع بشكل قاطع ممارسة ختان الاناث للفريق الطبي وغيرهم داخل او خارج المنشآت الصحية العامة او الخاصة مشيرا الي انه في عام 2008 توجهت كل الجهود باصدار قانون يجرم الختان.