يتم اليوم بحضور السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية اعلان محافظة اسوان محافظة مناهضة لختان الاناث وذلك في تقدم جديد نحو القضاء علي هذه الممارسة الضارة بالفتيات في مصر. ويعد اعلان اسوان محافظة مناهضة لختان الاناث حلقة جديدة في الخطوات الفاصلة التي قطعتها السيدة سوزان مبارك في هذه القضية حيث نجحت في كسر حاجز الصمت الذي يغلفها وتبنت الجهود الرامية للقضاء علي هذه الممارسة الضارة الي تنتهك حقوق الفتيات. وتقول وكالة انباء الشرق الاوسط في تقرير لها حول الاحتفالية التي ستشهدها السيدة سوزان مبارك بمناسبة هذا الاعلان إن قضية التصدي لختان الاناث اصبحت واحدة من اهم النجاحات التي حصدتها المؤسسات المعنية بالطفل والمرأة في مصر الامر الذي وصفته منظمة اليونيسيف بانه مبشر ويمكن القضاء علي هذه الظاهرة بحلول عام 2015. وعلي الرغم من النجاحات التي حققتها مصر وجهود مناهضة الختان التي اخذت تؤتي ثمارها الا ان فصول المعركة لم تنته بعد للقضاء عليها . وقد أولت السيدة سوزان مبارك قضية ختان الاناث اهتماما خاصا في جهودها للنهوض بالطفولة حيث لم تعد هذه المسألة موضوعا قائما بذاته بل ربطته بقضايا اخري كثيرة ومهمة مثل حقوق المرأة والطفل والصحة الانجابية عامة والعنف ضد المرأة خاصة. ويأتي اعلان محافظة اسوان محافظة مناهضة لختان الاناث في اطار تبني المجلس القومي للطفولة والامومة بمشروع قومي لمناهضة ختان الاناث في بداية عام 2003 . وعمل المجلس وشركاؤه من خلال المشروع في 120 قرية بكل انحاء مصر باستخدام اسلوب مبتكر يستهدف مجتمعات محلية بأكملها ويهدف الي ايجاد بيئة مشجعة للحوار تستطيع فيها المجموعات ذات النفوذ كالقيادات الاجتماعية والطبية والدينية ان تساند الاسر للتخلي في نهاية المطاف عن هذه الممارسة . وأدت هذه الجهود الي اعلانات شعبية عديدة في قري مختلفة تعلن فيها عن موقفها ضد هذه الممارسة . ويدعو المجلس القومي للطفولة والامومة الي نهج قائم علي حقوق الانسان والطفل ويدمج برنامج مناهضة ختان الاناث ضمن خطة تنموية متكاملة تعالج حقوق الطفلة من منظور اجتماعي ثقافي متضمنة الحق في التعليم ومنع الزواج المبكر . ويشارك فريق من الجمعيات الاهلية ومتطوعين من الاممالمتحدة بقيادة خبراء من المجلس في حركة المناهضة لهذه الممارسة وذلك بالعمل في القري والمدارس ومراكز الشباب والجامعات من اجل رفع وعي وتدريب المجموعات القيادية في المجتمع لتصبح عناصر تغيير في مجتمعاتهم . وتضافرت الجهود في الاونة الاخيرة في مصر للعمل علي القضاء نهائيا علي عادة الختان حيث ركز المشروع القومي لمناهضة ختان الاناث جهوده علي الريف بصفة خاصة للقضاء علي هذه العادة وفي اوائل العام الماضي وقع اهالي ثماني قري اسوانية علي وثائق شعبية تفيد تخليهم عن هذه الممارسة. والجهود المرتبطة بقضية ختان الاناث كانت قد شهدت انطلاقة في مصر بعد مؤتمر السكان والتنمية الذي استضافته القاهرة في عام 94 حيث لعب دورا فاعلا في القاء الضوء علي هذه العادة وكانت نقطة التحول هي عرض الفيلم الذي صورته القناة التليفزيونية الاخبارية »سي ان ان« عن ختان طفلة مصرية. وانتهي المؤتمر واستمر الجدل والصراع حول القضية حيث شن المتشددون حملة شعواء ضد ممن يهاجم الختان وتكونت حركة اجتماعية مناهضة للختان وقوة عمل تحت مظلة اللجنة القومية للمنظمات غير الحكومية للسكان والتنمية . واستمرت الجهود المصرية علي المستوي المحلي والاقليمي وفي اطار قيام مصر بدورها المحوري في المنطقة العربية والافريقية استضافت مصر المؤتمر العربي الافريقي للتشريع وختان الاناث تحت رعاية وبحضور السيدة سوزان مبارك وشارك فيه 28 دولة افريقية وعربية تعاني من هذه الممارسة بالاضافة الي المنظمات الحكومية والدولية ذات الصلة وخرج المؤتمر بوثيقة اعلان القاهرة للتشريع وختان الاناث . وقامت مصر عقب ذلك بخطوة هامة علي سبيل القضاء علي تلك العادة السيئة علي كل المستويات بان عرضت بيان القاهرة رسميا علي الامين العام للامم المتحدة ورؤساء الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي والامين العام لجامعة الدول العربية. وظهرت مؤشرات ايجابية كثيرة تدعو للامل في مجال المناهضة وانجازات يجب استثمارها لتدعيم جهود المكافحة فصدر قرار وزارة الصحة بحظر مارسة ختان الاناث ورأي الازهر الشريف ان الختان عادة وليست عبادة واعربت الكنيسة المصرية عن رفضها لهذه الممارسة. ويستمر الدعم القومي لهذه القضية متمثلة في تبني المجلس القومي للطفولة والامومة لهذه القضية اضافة الي وزارات الصحة والتضامن الاجتماعي والاعلام حتي لا يكون في مصر حالة واحدة من حالات الختان. أ.ش.أ