بحلول منتصف ديسمبر من كل عام، يبدأ اليهود الشرقيون (السفرديم) بالتوافد على مصر للاحتفال بمولد "أبو حصيرة" فى الأسبوع الأول من يناير، وهو المولد الذى أصبح مثار جدل معتاد فى هذه الفترة من كل عام، خصوصاً بعد حكم محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية بوقف قرار فاروق حسنى وزير الثقافة، باعتبار ضريح "أبو حصيرة" من الآثار. وفى تحد لرغبة العديد من القوى السياسية والاجتماعية فى مصر بعدم إقامة هذا المولد، فقد قامت شركة طيران "العال" الإسرائيلية الحكومية، بتقديم تخفيضات غير مسبوقة فى تاريخ الشركة على رحلات موسم مولد "أبو حصيرة" بين مطارى بن جوريون ومطار القاهرة الدولى، لترسيخ دور الدولة العبرية فى الحفاظ على التراث الدينى اليهودى حول العالم. وبلغت تكلفة تذكرة السفر من العاصمة الإسرائيلية تل أبيب إلى القاهرة حوالى 179.60 دولار أمريكى، أى قرابة 1041.6 جنيه مصرى، كذلك بلغت تكلفة تذكرة العودة فى الموسم التى بدأت أواخر الشهر الجارى وحتى منتصف يناير 2011 قرابة 152.63 دولار أمريكى أى حوالى885.2 جنيه مصرى، بينما فى رحلات القاهرة – تل أبيب فإن تكلفتها فى غير هذا الموسم تساوى 321.63 دولار أمريكى أى قرابة 1768.9 جنيه، وهو ما يعتبر خسارة اقتصادية للشركة التى طرحت بعض أسهمها فى البورصة الإسرائيلية عام 2003، مما يؤكد على دور الدولة السياسى فى دعم الرحلات الدينية إلى مصر، بحسب ما أكده د. عماد جاد، خبير الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. وقال جاد ل"اليوم السابع"، إن إسرائيل تهدف كل عام إلى إثبات أنها تبحث وراء دور سياسى لها داخل الأراضى المصرية بتشجيع اليهود الشرقيين "السفرديم" على زيارة ضريح أبو حصيرة بدمنهور. يذكر أن شركة طيران "العال" الإسرائيلية، تتخذ من مطار بن جوريون بتل أبيب مقراً لها، منذ أن تأسست فى أواخر عام 1948، ويضم أسطولها ما يقرب من 30 طائرة من إنتاج شركة بوينج الأمريكية، ولا تزال رحلات "العال" تتوافد على مطار القاهرة حيث وصلت رحلة صباح اليوم، الثلاثاء، كما تصل رحلة أخرى صباح غد، الأربعاء. ويستقبل اليهود القادمين فى هذه الفترة سواء على رحلات طيران "العال" أو شركة "سيناء للطيران"، مسئولون دبلوماسيون من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، والقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية، لتقديم العون لهم خلال دخولهم مطار القاهرة الدولى وتنقلهم داخل مصر فى وجود حراسة أمنية مشددة، تحسباً لوقوع أية أعمال قد تخرج عن القانون، بحسب مصادر أمنية. الجدير بالذكر أن محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية كانت قد أصدرت حكماً تاريخياً فى 9 ديسمبر2001 بوقف قرار وزير الثقافة باعتبار ضريح "أبو حصيرة" والمقابر التى حوله بقرية "دميتوه" بدمنهور من الآثار الإسلامية والقبطية، ووقف الاحتفالية السنوية لمولد "أبو حصيرة" وهو ما دفع عدد من المسئولين ممن تحدثوا عن المولد وعلى رأسهم اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة، بأنه لا يوجد مولد لأبى حصيرة بدمنهور ولن يقام أى مظهر من مظاهر احتفالات المولد كونه غير مدرج ضمن الموالد المصرح بها. يذكر أنه فى نهاية كل عام وتحديداً أواخر شهر ديسمبر، يحتفل اليهود بمولد أبو حصيرة، فى قرية دميتوه التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، حيث يتهافت الإسرائيليون ويهود من أوروبا والولايات المتحدة للاحتفال بمولد هذا الكاهن اليهودى، كما يدّعون والتبرّك به وطلب الشفاء أو العلاج منه.
