◄◄ الخبراء والمسؤولون: المسابقة «غير عملية» لأن الأندية أصلاً فقيرة مفاجأة كبيرة واجهتنا ونحن نستكشف آراء الخبراء والعاملين بالوسط الكروى حول فكرة اتحاد الكرة تأسيس دورى البدلاء.. كنا نتخيل حسب ترويج الجبلاية أن الأندية متحمسة لهذه المسابقة مادام لن يتم فتح قوائم الفرق، وهو ما كان يمثل خطراً داهماً على الأندية دون أن تدرى، إلا أن الفكرة على ما يبدو مرفوضة من الأساس، حتى مع غلق القوائم وتحديد كل قائمة ب30 لاعباً، ويؤكد على ذلك الفاهمون فى شؤون اللعبة والمحتكون بها مباشرة، والذين عايشوها وجهاً لوجه، وليس الذين ينظرون إليها من بعيد ويحصرون العمل فيها على الجوانب المالية وكيفية تسويق المسابقات حتى لو كانت مستحيلة.. التسويق مثل الدورى البديل.. ونستعرض فى هذا التحقيق آراء بعض الخبراء والمدربين.. أكد طه إسماعيل، نجم الأهلى ومنتخب مصر السابق والمحلل الكروى، أن دورى البدلاء له فائدة إيجابية واحدة فقط، وهى مشاركة معظم اللاعبين المتواجدين فى أى فريق، والذين سيشاركون فى المباريات عن طريق دورى البدلاء، ولكن إقامة هذا الدورى يتطلب الكثير من الإمكانيات من ملاعب وحكام ولاعبين ومواصلات وأماكن إقامة وملاعب للتدريب، وهذا من الصعب إيجاده فى مصر، وفى حالة توافر هذه الأشياء ستكون مشاركة اللاعبين فى المباريات هى الفائدة الإيجابية فقط. بينما اعترف كمال درويش، رئيس الزمالك السابق، بصعوبة إقامة مثل هذه الدوريات فى مصر، خاصة أن هذا يحتاج إلى نظم احترافية كبيرة، وهذا غير متواجد فى مصر، خاصة أن الدورى الممتاز مواعيده تسير بصورة عشوائية، وقال محمد مصيلحى، رئيس نادى الاتحاد السكندرى، إن الإيجابية الوحيدة هى مشاركة اللاعبين البدلاء فى مباريات رسمية، وهذا سيعطى الفرصة للمدير الفنى لإعادة اكتشاف أكثر من لاعب من البدلاء، وزيادة حصيلة العائد المادى من البث الفضائى فى حالة تطبيقة بطريقة صحيحة. وأضاف مصيلحى أن هذا الدورى لن يتم تطبيقه إلا بعد موافقة معظم الأندية عن طريق تصور سيتم وضعه من قبل الخبراء فى اتحاد الكرة وعرضه على الأندية وعلى المديرين الفنيين بالنادى للحكم عليه، إلى جانب وجود اتفاق مبدئى من اتحاد الكرة بتحمل كل التكاليف. أما محمد صلاح، نجم الزمالك الأسبق والمدير الفنى لتليفونات بنى سويف، فأكد أن الإيجابية الوحيدة فى دورى البدلاء هى أن المباريات الودية التى تقام من أجل الدفع بالبدلاء ستكون مباريات رسمية فقط، وهذه ليست ميزة كبيرة، أما سلبياته فكثيرة، منها أنها تحتاج لأموال كبيرة وهذا لا يخدم 95% من أندية مصر بسبب قلة مواردها، خاصة أنها تقوم بالصرف على الفريق الأول بصعوبة، وأن مثل هذا الدورى يحتاج لمعسكرات وجهاز فنى خاص وسفريات وإقامة. وأضاف صلاح أن هناك سلبية أخطر، هى التضارب بين الفريق الأساسى ودورى البدلاء فى حالة رغبة أى من المديرين الفنيين اصطحاب لاعب ما. بينما أكد إسماعيل يوسف، المدير الفنى السابق للجونة، أن دورى البدلاء لن يفيد إلا الفضائيات فقط، ولن يقدم أى إفادة أخرى جديدة تذكر، فلن يمد المنتخب مثلاً بلاعب متميز، فانضمام لاعب للمنتخب لن يكون إلا عن طريق الفريق الأول الأساسى، وكان أولى انضمام لاعب مميز يظهر فى صفوف فرق الناشئين بالنادى. وسار طه بصرى، المدير الفنى السابق للمصرية للاتصالات، فى نفس مسار محمد صلاح وإسماعيل يوسف، وأكد أن دورى البدلاء لن يكتب له النجاح ، وليس له أى إيجابيات تذكر، والأولى الاهتمام بدورى الشباب، على أن يتم الدفع بأكثر من لاعب من الفريق الأول فى هذا الدورى. وأضاف بصرى أن دورى البدلاء إهدار للمال، لن تستفيد منه الأندية وستستفيد منه القنوات الفضائية التى ستذيع مبارياته، إلى جانب أن الأهلى والزمالك فقط سيكون الطلب على إذاعة مبارياتهما كبيرا، كما يحدث فى الدورى الممتاز، وستظل المشكلة قائمة من حيث الدخل للأندية الفقيرة.