أثناء فعاليات ما يسمى "مهرجان الأقصى الخامس عشر" قال المدعو همام سعيد المراقب العام للإخوان بالأردن: "إن الرئيس المصرى المخلوع محمد مرسى يحاكم ويدفع ثمن مساندته للقضية الفلسطينية أثناء حكمه عندما أكد أن مصر لن تترك غزة وحدها أثناء العدوان الإسرائيلى الأخير على القطاع"! والمتأمل لعبارة "أثناء حكمه" التى جاءت بكلمة المذكور يتصور أن المخلوع محمد مرسى امتد حكمه ردحًا من الزمن خلاله كان مثالًا يحتذى فى الوطنية والدفاع عن القومية العربية والقضية الفلسطينية، وجهل ذلك المتحدث الذى يريد تزوير التاريخ الحديث أن المدعو مرسى لم يكن خلال سنته الكبيسة شىء له قيمة تذكر سوى أنه أداة لجماعة أرادت أن تسعى لتحقيق حلم يراودها منذ عشرينيات القرن الماضى فى الوثوب للسلطة التى طالما حلموا بها وسال لعابهم عليها لا من أجل مصالح مصر خاصة والوطن عامة ولكن من أجل مكاسب للجماعة، أما عن جزئية القضية الفلسطينية التى تحدث عنها المذكور نقول وبالأدلة الدامغة أن مرسى وجماعته كانوا يريدون تحقيق أجندة غربية بمثابة وعد بلفور جديد لطمس القضية الفلسطينية والدليل : - إبان حقبة الرئيس محمد حسنى مبارك تم إعداد تقرير من معهد مناحم بيجن للدراسات الإسترتيجية عرض على القادة السياسين بالولايات المتحدةالأمريكية مفاده أن يتم تهجير سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء وإعطاء مصر مساحة بديلة من صحراء النقب وكان رد القادة الأمريكيين آنذاك هو التريث إلى ما بعد نهاية حكم مبارك وكانت الفرصة سانحة حينما وثب الإخوان لسدة الحكم بمصر وأرادوا أن يثبّتوا حكمهم حتى ولو تحالفوا مع الشيطان وكانت العدة تعد لتنفيذ ذلك المطلب الصهيونى. - الرسالة التى وجهها المخلوع محمد مرسى بتاريخ 19/7/2012م إلى الرئيس الإسرائيلى والذى استهلها بعبارة "صاحب الفخامة السيد/ شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل عزيزى وصديقى العظيم... واختتمها ب"صديقك الوفى محمد مرسى " !. - صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكرت أن المخلوع أرسل برقية للرئيس الإسرائيلى فى 15/7/2012م أكد فيها ضرورة إستئناف المفاوضات من أجل تعزيز عملية السلام فى الشرق الأوسط. - الدعوى التى وجهت من عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة زمن المخلوع طالب فيها بعودة يهود مصر من إسرائيل إلى موطنهم الأصلى وهاجم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر متهمًا إياه بطرد اليهود من مصر مما ساهم فى احتلال أراضى الغير. وقد رد أحمد بهاء الدين – الأمين العام للجمعية الوطنية للتغيير – بأن دعوة العريان دعوة خطيرة تؤكد رغبة الإخوان فى التقرب إلى إسرائيل وأمريكا وتعطى انطباعًا بأن الإخوان ليسوا معادين لليهود. إذًا ما هى الأسانيد التى يعتمد عليها المدعو همام سعيد المراقب العام للجماعة الإرهابية بالأردن لما زعمه بأن مرسى يدفع ثمن مساندته للقضية الفلسطينية سوى التزييف المتعمد للتاريخ الحديث الذى لا زالت الحقائق الدامغة شاهدة عليه ولا زالت أشخاصه حاضرة والتى تؤكد بما لايدع أدنى شك بأن جماعة الإخوان أداة من أدوات الغرب لتحقيق مطامع الصهيونية العالمية فى تقسيم العالم العربى الإسلامى وتفتيت وحدته.