سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد شائعة وفاة أسطورة جراحات القلب مجدى يعقوب.. العبقرى المصرى تفوق عالميًا وتربع على قمة جراحى العالم.. وعاد ليؤسس مركزًا عالميًا ليكون بوابة النجاة للمرضى المصريين.. و"مش لازم يرحل عشان نحتفى بيه"
شهدت الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، شائعة وفاة جراح القلب المصرى العالمى مجدى يعقوب، وانتشرت الشائعة على المواقع والشبكات الاجتماعية بسرعة الصاروخ، وأثارت حالة كبيرة من الحزن، وكالعادة بدأ المصريون مرحلة التكريم والحفاوة المتأخرة بالعبقرى الذى تربع على عرش جراحى القلب فى العالم، ثم عاد لمصر ليؤسس مستشفى ومؤسسة مجدى يعقوب للقلب فى صعيد مصر، وتحديدًا فى أسوان لتغير حياة مرضى القلب المصريين بالكامل، وتمثل إكسير الحياة، وبوابة النجاة للمرضى المصريين الذين يعانون من أمراض القلب. السير مجدى حبيب يعقوب، هكذا يطلق على الرجل الذى ولد فى 16 نوفمبر عام 1935، ببلبيس فى محافظة الشرقية، ودرس الطب بجامعة القاهرة ثم فى شيكاغو، قبل أن ينتقل إلى بريطانيا عام 1962 ويتدرج فى الترقيات حتى أصبح مدير قسم الأبحاث العالمية والتعليم عام 1992. النقلة الأكبر فى حياة السير مجدى يعقوب كانت اهتمامه بعمليات نقل القلب، وفى عام 1980 أجرى نقل قلب للمريض دريك موريس، الذى أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبى على قيد الحياة حتى موته عام 2005، وذاع صيته بشكل لافت، وأجرى عمليات لأهم مشاهير العالم وقام بإنقاذ الكثيرين من أصحاب حالات القلب المعقدة حتى منحته الملكة إليزابيث الثانية بنفسها لقب فارس عام 1966، وأعادت تكريمه العام الماضى بمنحه وسام الاستحقاق البريطانى. رغم أهمية تلك الألقاب المقدمة من ملكة بريطانيا نفسها، إلا أن يعقوب حصل أيضًا على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن، وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من كل من جامعة برونيل وجامعة كارديف وجامعة لوفبرا وجامعة ميدلسكس (جامعات بريطانية)، وكذلك من جامعة لوند بالسويد وله كراس شرفية فى جامعة لاهور بباكستان وجامعة سيينا بإيطاليا. ولم يحصل العبقرى المصرى على تكريم من بلده إلا عام 2011 حينما منحه الرئيس الأسبق حسنى مبارك وسام النيل يوم 6 يناير من العام نفسه. آلاف الإنجازات التى قام بها عراب القلب المصرى، ربما أحدثها كان إنجازه فى مجال زرع الخلايا وتطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية مع فريق طبى بريطانى، وهو الاكتشاف الذى ربما يسمح فى خلال عشر أعوام بزراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية. ولكن يظل إنجازه الأقرب إلى الناس هو مركزه فى قلب الصعيد، والذى أصبح منارة علمية تنقذ آلاف الأرواح المصرية، وتفتح أبوابها للفقراء قبل الأغنياء، فيها المريض هو مريض فقط دون إضافات طبقية أو شخصية، ذلك المركز الذى يتجه له كل مرضى القلب من ربوع مصر ليعلن عن رجل لم ينسى بلده، ولم يكتفِ بالإنجاز العلمى وكتابة اسمه فى التاريخ بقدر اهتمامه بتحويل ذلك العلم إلى نفع لمن يحتاجه. مجدى يعقوب هو أسطورة مصرية يجب أن نحتفى بها طوال الوقت، وأن نعلمها لأطفالنا فى المدارس، أن نضع صورته فى الصحف وعلى الشبكات الاجتماعية بكثافة ليعرف الجيل الشاب ما هى حكاية الرجل الذى لقب بسير فى بريطانيا، مع ضرورة الاحتفاء "بيعقوب" وهو حى قبل كل شىء لأننا فى أمس الحاجة إلى مليون مجدى يعقوب فى مصر.