علق على قرار إحالته للمعاش بقوله: سأفتقد مرضاي في الخدمات الصحية الوطنية.. إنها علاقة حب احتفظت بها معهم لوقت طويل خبر إحالة الدكتور مجدى يعقوب الجراح العالمى للمعاش الذي تناقلته وكالات الأنباء والصحف العالمية منذ سنوات قليلة، أصاب البعض باليأس، لكن الغالبية قالت "الخبرة تحكم، فالجراح العالمى لديه كثير من العلم ليمنحه لتلاميذه ومريديه"، البعض الآخر ظن أن احتمالية توقف "يد يعقوب" عن الإمساك ب"مشرط الجراحة" ستبعد عنه الأضواء وتجعله "في طى النسيان" يجتر نجاحات الماضي، ويكتفى من سنوات النجاح بأوسمة يضعها في "دولاب الذكريات"، لكن "يعقوب" شب ك"العنقاء" وأطلق تغريدة جديدة منحته الحياة، ومنحت آلاف المصابين بأمراض القلب مزيدًا من الأمل والسكينة في الوقت ذاته. "يعقوب" علق – يومها – على قرار إحالته للمعاش – في مقابلة أجرتها معه صحيفة "التايمز" بقوله: " سأفتقد مرضاي في الخدمات الصحية الوطنية، إنها علاقة حب احتفظت بها معهم لوقت طويل". وقالت عنه الجريدة ذاتها في تقرير أعدته خصيصا عنه: رغم "التبجيل" والاحترام اللا محدود الذي يلقاه يعقوب، فإنه شديد الحياء، حتى أن زملاءه في مستشفى هيرتفيلد -شمال غرب لندن- كانوا قلقين جدًا من احتمال عدم حضوره حفلًا أقاموه بمناسبة "تغييره الاتجاه"، حتى أنهم اضطروا لسرقة مفاتيح سيارته من سترته عندما كان في غرفة العمليات، وقالت الدكتورة رادلي سميث: كان ذلك الطريق الوحيد المتاح لمنعه من مغادرة مبنى المستشفى. وأضافت: قبل ذلك بأيام قليلة شاهدته في حفل استقبال ضم داعمين لجمعية خيرية أنشأها اسمها "سلسلة الأمل" للأطفال المرضى بالقلب.. وكان الحضور مندهشين لعدم حضوره إلى أن انتبهوا أنه كان بينهم ودخوله المكان لم تصاحبه ضجة بل كان في منتهى التواضع. و"سلاسل الأمل" مؤسسة خيرية أسسها الجراح العالمي منذ سنوات في إنجلترا، وأخذت على عاتقها أن تكون رسالتها الإنسانية موجهة لشعوب الدول الفقيرة عن طريق إجراء عمليات جراحية مجانية لأبناء تلك الدول بفريق إنجليزي يقوده الجراح المصري العبقري. الجراحة لم تكن الأمر الوحيد الذي برع فيه "السير يعقوب"، فالمتابع لجولات الرجل خلال الأشهر القليلة الماضية، يدرك – بما لا يدع مجالا للشك- أن قلب الجراح العالمى لا يزال عامرًا بالحب والوطنية، ولعل زياراته الأخيرة ل"إثيوبيا" تحديدًا، تؤكد هذا الأمر، فبعد أن نجح نظام الرئيس "المعزول" محمد مرسي، وبنجاح منقطع النظير أن يقطع "شعرة معاوية" مع دول أفريقيا، ويهدد مستقبلهم ب"سد النهضة الإثيوبي" برز "يعقوب" في اللحظات الأخيرة، ليضيف إلى أبجديات اللغة الدبلوماسية أحرف ذهبية، بتوقيع خاص منه، حيث أعلن أن "مشرطه الجراحى" من الممكن أن ينجح في رأب الصدع الذي خلفته "الرعونة الإخوانية للرئيس المعزول"، وذلك بعدما أعلن عن عزمه التوجه لإثيوبيا، وإجراء عمليات جراحية لقلوب الإثيوبيين التي أتعبها "المعزول" بتصريحاته "العنترية"، وكان الاستقبال الحافل الذي قوبل به "يعقوب" بعدما وطأت قدماه الأراضي الإثيوبية خير دليل على أن "دبلوماسية القلوب" من الممكن أن تنجح فيما فشلت فيه "دبلوماسية الحوار". الجراح العالمى "مجدى يعقوب" لم تكن رحلاته الدبلوماسية ل"إثيوبيا" هي الإنجاز الوحيد الذي يضعه في "سيرته الذاتية"، فقد سبقته نجاحات عدة شهد لها القاصى والدانى، وعطاء منقطع النظير يقدمه "راضيا مرضيا" باسم الإنسانية ولا مكان للسياسة وألاعيبها فيه. وأكد عدد من المقربين منه أن حادثة وقعت في طفولته أسهمت بشكل كبير في تحديد مساره العلمى، واختياره تحديدا للتخصص في جراحة "القلب" حيث يروى عنه أنه عندما كان في السابعة من عمره توفيت عمته وهى لم تتجاوز عامها الثانى والعشرين بعد متأثرة ب"ضيق في صمام القلب"، وهى عملية كانت – وقتها- تستلزم سفرها إلى الخارج، ويقول يعقوب إن تلك اللحظة كان لها تأثير عظيم في اختياره دراسة القلب وكذلك على إنشائه "سلسلة الأمل" للأطفال. الأسطورة الذي بلغ من العمر 79 عامًا، لا يكل ولا ترتعش يداه حين تتحرك لتقديم العون، هو واحد من أشهر ستة جراحين للقلب في العالم وثاني طبيب يقوم بزراعة قلب بعد كريستيان برناري عام 1967، ويعتبر واحدًا من رواد جراحة زراعة القلب بالعالم، أجري أكثر من ألفي عملية زرع قلب خلال ربع قرن وهو من أشهر المصريين الذين يرفعون اسم مصر عاليا. السير مجدي يعقوب، ولد في 16 نوفمبر 1935م ببلبيس بمحافظة الشرقية، لعائلة قبطية أرثوذكسية، تنحدر أصولها من أسيوط، درس الطب بجامعة القاهرة، وتعلم في شيكاغو ثم انتقل إلى بريطانيا عام 1962، ليعمل بمستشفى الصدر بلندن ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى "هارفيلد" من 1969 إلى 2001، ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم منذ عام 1992، وفي عام 1986 عين أستاذًا في المعهد القومي للقلب والرئة، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب. وفي عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض "دريك موريس" والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوربي على قيد الحياة حتى موته في يوليو 2005، وعكف بعد ذلك على إجراء هذه الجراحات على نفقته ونفقة المتبرعين لفترة من الزمن، حيث لم يكن هذا النوع من الجراحة منتشرًا في هذا الوقت، ولم تكن تكاليف هذه العملية تخضع لنظام التأمين الصحي للمرضى، نجح يعقوب نجاحًا باهرًا في مجال زراعة القلب والرئة، ثم زراعة الإثنين في الوقت نفسه عام 1986م. وكان من بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات الكوميدي البريطاني "إريك موركامب" إلى أن منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب "سير" عام 1991، ووسام فارس، ويطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب "ملك القلوب". كما فاز بجائزة الشعب عام 2000م والتي قامت بتنظيمها هيئة الإذاعة البريطانية BBC. وسعى الدكتور يعقوب من خلال عمله كطبيب إلى اختراق كل ما هو صعب في مجال جراحة القلب، والعمل على ابتكار أساليب جديدة تساعد وتنمي مهارات الجراحيين بالشكل الذي يجعل جراحات القلب أكثر سهولة مما سبق، هذا بالإضافة لمساهمته في مركز "هارفيلد" لأبحاث أمراض القلب ببريطانيا، واستحداثه أساليب مبتكرة للعلاج الجراحي لحالات هبوط القلب الحاد، كما عمل على تأسيس البرنامج العالمي لزراعة القلب والرئة. ولمجدي يعقوب العديد من الأبحاث العالمية المتميزة والتي فاقت الأربعمائة بحث متخصص في جراحة القلب والصدر، ويُسجل له أنه أول من ابتكر جراحة "الدومينو"، التي تتضمن زراعة قلب ورئتين في مريض يعاني من فشل الرئة، وفي الوقت نفسه، يؤخذ القلب السليم من المريض عينه ليزرع في مريض ثان. وظل يمارس دوره في إجراء العمليات الجراحية، حتى أصبح عمره 65 سنة، فاعتزل إجراء العمليات الجراحية واستمر كاستشاري ومُنظر لعمليات نقل الأعضاء، إلى أن قطع "يعقوب" اعتزاله للعمليات الجراحية في عام 2006 ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع في مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعى، حيث لم يزل القلب الطبيعي للطفلة المريضة يعمل بكفاءة خلال عملية الزرع السابقة والتي قام بها السير مجدي يعقوب. وحصل "يعقوب" على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من أكثر من جامعة بريطانية كجامعة برونيل وجامعة كارديف وجامعة لوفبرا وجامعة ميدلسكس، وكذلك من جامعة لوند بالسويد وله كرأس شرفية في جامعة لاهور بباكستان وجامعة سيينا بإيطاليا. ولم يتوقف التقدير لملك القلوب، فها هو يمنح جائزة فخر بريطانيا في 11 أكتوبر 2007 والمقدمة على الهواء مباشرة من قناة "أي تي في" البريطانية بحضور رئيس الوزراء غوردن براون، تلك الجائزة التي تمنح للأشخاص الذين ساهموا بأشكال مختلفة من الشجاعة والعطاء أو ممن ساهم في التنمية الاجتماعية والمحلية، حيث رأت لجنة التحكيم أن الدكتور يعقوب قد أنجز أكثر من 20 ألف عملية قلب في بريطانيا، وقد ساهم بعمل جمعية خيرية لمرضى القلب الأطفال في دول العالم النامية ولا يزال يعمل في مجال البحوث الطبية، لذا تم اختياره من لجنة التحكيم ليكون الشخصية البارزة في الحفل وتم تسليمه الجائزة في نهاية الحفل مع حضور عشرات الأشخاص الذين ساهم الدكتور يعقوب بإنقاذ حياتهم على خشبة المسرح. وفي عام 2011، وفي القرار الجمهوري رقم 1، تم التصديق من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، على منح الدكتور يعقوب وسام قلادة النيل لجهوده الجليلة في مجال جراحة القلب، وقد استلمها بنفسه في حفل خاص أقيم على شرفه. وينسب إليه نجاح فريق طبي مصري بقيادته بتطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، هذا الاكتشاف الذي سيسمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعيًا في غضون أعوام قليلة. ويقول الدكتور مجدي يعقوب: إنه في خلال عشرة أعوام سيتم التوصل إلى زراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية. وكان الفريق الطبي قد نجح في استخراج الخلايا الجذعية من العظام وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، وبوضع هذه الخلايا في بيئة من الكولاجين تكونت صمامات للقلب بلغ طولها 3 سنتيمترات. وبين الحين والآخر يقوم الدكتور "يعقوب" بزيارة لمصر يجري خلالها العديد من عمليات القلب المفتوح بالمجان، والإنجاز العظيم الذي لا ينسى له الصرح الطبي العظيم، مستشفى لعمليات القلب في مدينة أسوان، كذا تم إنشاء المستشفى بأحدث التقنيات الطبية الحديثة ويقوم الدكتور بعدد كبير من عمليات القلب في هذا المستشفي الآن بالمجان وهو مستقر الآن في هذا المستشفى. ومن مملكة الطب الذي يتربع على عرشها، دخل مجدي يعقوب عالم السياسة، ففى سبتمبر 2103 تم ضم مجدى يعقوب للجنة الخمسين المكلفة بتعديل الدستور عقب ثورة 30 يونيو بقرار من رئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور. المصادر ويكبيديا أعلام وشخصيات مصرية