نجح فريق من الباحثين البريطانيين للمرة الأولي من استنبات جزء من قلب بشري باستخدام خلايا جذعية. ويتوقع ان تجري تجارب بهذا الشأن علي حيوانات في وقت لاحق من العام الجاري وإذا ما نجحت تلك التجارب فسوف يكون من الممكن استخدام انسجة بديلة في زراعة أعضاء لمن يعانون من أمراض القلب في غضون ثلاث سنوات. وقال جراح القلب البارز البروفسور مجدي يعقوب الذي يقود فريق البحث هبوط القلب هو الطريق الشائع للموت والمعاناة. واضاف يعقوب ان عكس هبوط القلب سيكون له تأثير كبير. يذكر أن فريق يعقوب بمركز علوم القلب بمستشفي هارفيلد تمكن من زراعة نسيج يؤدي نفس عمل الصمامات في قلب الانسان. وضم الفريق الذي فيزيائيين وبيولوجيين ومهندسين وصيادلة ومتخصصين في الخلايا وأطباء اكلينيكيين أمضوا عشر سنوات في محاولة وصف الكيفية التي يعمل بها كل جزء من أجزاء القلب. ومن المقرر أن تنشر أنباء التقدم الذي توصل اليه الفريق في عدد خاص من المناقشات العلمية لدورية الجمعية الملكية. واوضح يعقوب ان هذا العمل جعل هدف استنبات قلب بشري كامل نابض بالحياة أكثر قربا. وقال يعقوب إنه مشروع طموح لكنه ليس مستحيلا. إذا أردتم أن أخمن فسأقول إن ذلك سيحدث في غضون عشر سنوات. لكن التجربة اثبتت أن التقدم الذي نشهده هذه الأيام جعل من الممكن تحقيق انجازات بارزة خلال مدة أقصر. لن اتعجب إذا حدث ذلك في وقت أقرب مما نعتقد. والجدير بالذكر ان إنجازاتة الطبية من خلال عمله كجراح قلب في المستشفيات البريطانية, قام بتقديم العديد من الأساليب الجراحية الجديدة لعلاج أمراض القلب وخاصة الأمراض الوراثية, ويعد الدكتور مجدي يعقوب ثاني جراح يجري عملية زراعة قلب بعد الدكتور العالمي كريستيان برنارد عام1967 م, وقد قام يعقوب بحوالي ألفي عملية زراعة قلب وذلك علي مدار25 عاما. تمكن يعقوب من إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب عام1980 م, وعكف بعد ذلك علي إجراء هذه الجراحات علي نفقته ونفقة المتبرعين لفترة من الزمن, حيث لم يكن هذا النوع من الجراحة منتشرا في هذا الوقت, ولم تكن تكاليف هذه العملية تخضع لنظام التأمين الصحي للمرضي, وقد نجح يعقوب نجاحا باهرا في مجال زراعة القلب والرئة, ثم زراعة الاثنين في الوقت نفسه عام1986 م. سعي الدكتور يعقوب من خلال عمله كطبيب إلي اختراق كل ما هو صعب في مجال جراحة القلب, والعمل علي ابتكار أساليب جديدة تساعد وتنمي مهارات الجراحيين بالشكل الذي يجعل جراحات القلب أكثر سهولة مما سبق. هذا بالإضافة لمساهمته في مركز هارفيلد لأبحاث أمراض القلب ببريطانيا, واستحداثه أساليب مبتكرة للعلاج الجراحي لحالات هبوط القلب الحاد, كما عمل علي تأسيس البرنامج العالمي لزراعة القلب والرئة. علي الرغم من تقاعده إلا أنه استمر كاستشاري لعمليات نقل الأعضاء, كما استمر عمله في مجال البحوث الطبية وكتابة التقارير والمقالات العلمية, هذا بالإضافة لقيامه بممارسة الجراحة بعيادته الخاصة ببريطانيا. وله نشاطه في المجال الخيري حيث قام بتأسيس إحدي المؤسسات الخيرية عام1995 م والتي عرفت باسم جين أوف هوب أو سلاسل الأملهذه المؤسسة التي سعي من خلالها لإجراء جراحات القلب للمرضي في الدول النامية, وقد أهتم كثيرا بإجراء العمليات الجراحية مجانا في عدد من الدول والتي يأتي علي رأسهم بلده مصر وذلك للأطفال الذين لا يستطع أهلهم تحمل نفقات الجراحة والعلاج لأولادهم, كما عمل علي إنشاء وحدة رعاية متكاملة بمستشفي القصر العيني بمصر لعلاج التشوهات الخلقية في القلب. وقد خاض الدكتور مجدي يعقوب العديد من العمليات الجراحية الهامة التي قام بها عملية زراعة قلب لطفلة تدعي هنا كلارك تبلغ من العمر عامين, حيث كانت تعاني من تضخم في القلب بنسبة200%, وتم الإبقاء علي القلب الأصلي وعدم استئصاله للطفلة, هذا القلب الذي تمكن من استعادة حجمه الطبيعي وعاد للنبض مرة أخري بعد عشر سنوات وبعد مساعدة القلب الصناعي له, مما فتح الباب لأسلوب جديد في العلاج يقوم علي زرع جهاز ميكانيكي يعمل علي مساعدة القلب المريض علي الشفاء, وقد قام يعقوب بالعودة مرة أخري للجراحة من اجل مساعدة الفريق الطبي للفتاة ومتابعة حالتها. نظرا لجهوده وتأثيره الفعال في مجال جراحة القلب استحق الدكتور مجدي يعقوب التكريم من أكثر من جهة, فحصل علي لقب بروفسير في جراحة القلب عام1985 م, وقامت ملكة بريطانيا بمنحه لقب سير عام1991 م, كما فاز بجائزة الشعب عام2000 م والتي قامت بتنظيمها هيئة الإذاعة البريطانيةbbc,; كما تم انتخابه من قبل الشعب البريطاني ليفوز بجائزة الإنجازات المتميزة في المملكة المتحدة. هذه الجائزة التي تقدم لتكريم أصحاب الإنجازات المتميزة بالمملكة المتحدة, وفي هذه الجائزة يتم ترشيح الفائزين من قبل الشعب البريطاني والذي يقوم بالتصويت علي الفائزين أيضا, كما حصل علي عدد من الألقاب والدرجات الشرفية من عدد من الجامعات العالمية, وتم تكريمه بواسطة البابا شنودة.