اعجب لمن يضيع الوقت فيما لاعائد من ورائه سوى أخذ " صورة" ! اقصد الإعجاب المفرط فى المظهر والشكل دون المخبر والموضوع ! فلو احسن الوجهة ، لأحسن العمل ! وهناك صنف من الناس يمكن ان نتخذهم قدوة و ان نفخر بما يقومون به من عمل ، انهم { حماة الارض والأمن } قواتنا المسلحة، وشرطتنا ، رعاة أمن الوطن ؛ انهم يقدمون ارواحهم فداءا لأمن الوطن يستعدون ويتدربون ويسهرون، كل وقتهم ( عمل ) كى ننام فى اطمئنان ونسعى بأمان ، كى ننهض ونتقدم باستقرار هم رعاته بامتياز ؛ ليس هذا القول من قبيل المجاملة او سعيا وراء رتبة او حظوة إنما هى شهادة أقولها خالصة لله ، مستنهضا همم هؤلاء الرجال ومحفزا لغيرهم ومبشرا كل من يعمل لله ؛ بهذه القلادة ؛ قلادة ( الامن من الفزع يوم القيامة) وما ذاك إلا لعظيم عملهم وشهادتهم فى سبيل الله قال النبى – صلى الله عليه وسلم – : (( والأموات يومئذ لايعلمون بشئ من ذلك )) قال ابو هريرة – رضى الله عنه – : قلت : يارسول الله فمن استثنى الله من الفزع ؟ قال : (( اولئك الشهداء )) ويظن ظان ان هؤلاء الرجال يعملون دون " معيار دقيق" وهذا بالقطع استحالة فالانضباط " إيمان" والانتباه " إيمان " والصفا " إيمان " انهم اصحاب قلوب عامرة بالله ؛ هم الذين نالوا بحق قلادة " الرباط فى سبيل الله "؛ فإذا كنت تريد هذا التميز فاعمل مثلهم؛ بروح الإيمان والخوف من الله ؛ ( اسرع ، واسمع ' واوجع ) لاتتلكأ عن واجب الوقت فيما لانفع فيه، أقصر الاستغراق فيما لايدفع لإجادة عمل وإنجازه بإتقان ومن ذلك مشهد مثل : {ملهى العلاقات العامة } الذى اجاده البعض ! حتى توسع فى الصورة دون ان يخدم الموضوع فضاع واضاع ، فانتبه ياصاح وانظر إذا كنت تريد ان تكون فى رتبة من استثناهم الله من الفزع والهول ، فاعمل ابتغاء مرضاة الله وانظر مقتضيات ذلك فالوقت ضيق والحساب عسير وكما قال بن عجيبة – رضى الله عنه – بحق: [ من اراد ان يكون ممن استثنى الله من الفزع والهول [] فليكن قلبه معمورا بالله ، [] ليس فيه غير مولاه ، ولامقصود له فى الدارين إلا الله ، []وظاهره معمورا بطاعة الله ، []متمسكا بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، []هواه تابع لما جاء به من عند الله، []لاشهوة له إلا ما يقضى عليه مولاه ، فبهذا ينخرط فى سلك أولياء الله الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ، والذين سبقت لهم الحسنى ، لا يحزنهم الفزع الأكبر ، وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون ] وأما الذين يتظاهرون بمسحة الخوف من الله دون عمل ؛ او يدعون الزهد، فهم عن صحيح الإسلام ابعد ، وعن مقتضيات العمل أبعد؛ لانه فى الحقيقة ؛ يطالبنا بالأخذ بأسباب القوة والعمل بصبر وعزم وجلد ؛ فوقت العمل للعمل ، ووقتك الخاص يمكن ان يكون بالعلاقات العامة بشرط الا يمس قيم ما أولاك الله عليه من مسئولية ، باعتبار ان { العمل امانة} فقد رأت ام المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها – رجلا محمولا على الاكتاف يطاف به حول الكعبة، فقالت : من هذا ؟ قالوا : هذا رجل فطر قلبه الخوف من الله ، فقالت : ان الزهد؛ صبر وعزم وجلادة ، لايضعف المؤمن بل يزيده قوة على قوة ، لقد كان عمر بن الخطاب – رضى الله عنه- أخوفنا من الله ، وكان إذا مشى. (أسرع) واذا نطق. ( اسمع ) , واذا ضرب فى الله ( اوجع ) فأبشروا يا ابطال الوطن فأنتم بحق فخرنا ونتباهى باعمالكم ودستور انضباطكم ؛ وانتبهوا يارواد ملهى العلاقات العامة وقولوا معى ونحن نحى جندنا العظام المرابطين كم نتمنى ان نكون مثلكم !?