فى خطبة الجمعة، قبل الماضية، قال خطيب الجمعة فى طهران، أية الله كاظم صديقى، إن العلاقات الجنسية المحرمة السبب الرئيسى لما تشهده الكرة الأرضية من كوارث مثل الزلازل والبراكين وتسونامى وقال إن الكوارث هى نتيجة سلوكنا. وأضاف أن الكثير من النساء اللاتى لا يرتدين ملابسهن كما يجب يفسدن الشباب، وزيادة العلاقات غير المشروعة تزيد من عدد الزلازل. وأكد صديقى أنه ليس لدينا خيار آخر غير الالتزام بقواعد الإسلام، مذكرا بتصريحات أدلى بها الرئيس أحمدى نجاد أخيراً وحذر فيها من خطر الزلازل فى طهران. وأول أمس عاد رئيس مجلس صيانة الدستور فى إيران أية الله أحمد جنتى ليؤكد فى خطبة الجمعة فى طهران أيضا أن أفعال الإنسان، غير الأخلاقية، سبب فى انتشار الزلازل، مضيفا أن الإلتزام بالتقوى من شأنه منع تكرار هذه الزلازل والبراكين وغيرها من الكوارث الطبيعية. وقد مر التصريحان علينا فى عالمنا العربى والإسلامى مرور الكرام، رغم أنهما تحولا إلى مادة للسخرية على المنتديات، لكن كلام صديقى وجنتى تصدر اهتمامات وكالات الأنباء العالمية، واحتل مكانة كبيرة فى صدر معظم الصحف الغربية، لكنهم لم يعلقوا على هذه الخطب والتصريحات وإنما تركوها لكل قارئ يعلق كما يشاء بينه وبين نفسه! وإذا كنت قد اكتفيت بمتابعة الخبر الأول بمزيد من الاستغراب، فإننى لم أستطع تحمل تأكيده بعدها بأسبوع، مما يعنى أن كبار رجال الدين فى إيران لديهم دين أخر غير الذى تعلمناه وعرفناه. فالدين الإسلامى الحنيف ليس دين الخرافة والأوهام، وإنما هو دين العلم والمعرفة والسعى والأخذ بالأسباب، لأن ذلك كان أول أية نزلت من السماء على نبينا محمد (ص) بدأت بكلمة اقرأ، للتأكيد على أهمية العلم والقراءة والمعرفة. ولا يمكن بعد أكثر من 1400 عام من نزول الوحى أن نترك كل ما علمنا القرآن ونعود للتمسك بالخرافة، كما يفعل الشيخان، جنتى وكاظمى، فالكوارث الطبيعية مثل البراكين والزلازل وموجات المد الزلزالية لها أسباب علمية يعرفها العلماء جيدا من خلال العلم ولا علاقة لها، لا بالنساء ولا بالأخلاق من بعيد أو قريب، وإذا كان عدم احتشام النساء فى الغرب يؤدى إلى الزلازل، فلماذا تقع زلزال مدمرة فى إيران رغم أن النساء الإيرانيات لا يسمح لهن بكشف شعورهن، أو ارتداء ملابس غير محتشمة.. إلا إذا كان الشيخان، كاظمى وجنتى، لا يعيشان فى إيران أو لا ينزلان شوارعها! وأخشى أنه إذا شاعت مثل هذه المقولات أن يستقر لدى الناس أن وراء كل زلزال أو بركان امرأة، ومن ثم يمكن أن يخرج علينا أى شيخ ليبيح قتل النساء، منعا للمفاسد فى الأرض، وعصمة للبشرية من الزلازل والبراكين وغيرها من الظواهر الطبيعية!!!