أعانى من فتق فى الحجاب الحاجز وارتجاع بالمرىء وحموضة مزمنة منذ عشر سنوات، وذلك بعد إجراء عدة مناظير، ولا أستطيع تناول وجبة الغداء بدون مضادات الحموضة قبل كل وجبة، فهل هناك حل لهذه المشكلة المزمنة؟ يجيب على هذا السؤال د. منقذ مطيع يوسف أستاذ الأمراض الباطنة كلية طب جامعة الزقازيق، قائلا: يعد ارتجاع المعدة على المرىء من الأمراض المزمنة والمنتشرة، والسبب الرئيسى وجود صمام عضلى ما بين المرىء والمعدة، وهذه العضلة تتحكم بها الأعصاب من خلال هرمونات تفرز من النهايات العصبية الطرفية التى تغذى هذه العضلة وتساعد على الحركة. يتحرك الطعام فى اتجاه واحد داخل الجسم، والذى يساعد على حركة الطعام الحركة الدودية للمرىء إلى أن يصل ما بين المرىء والمعدة. وعند حدوث خلل فى هذا الصمام أو خلل فى الأعصاب التى تغذية أو فى الهرمونات التى تفرز من النهايات العصبية الطرفية، كل هذا يؤدى إلى حدوث خلل فى المنظومة، بحيث إن هذه العضلة تنبسط فى وقت من المفروض أن تنقبض فيه، مما يسمح بعودة محتويات المعدة وأهمها حامض الهيدوكلوريك فى الاتجاه العكسى إلى المرىء فيؤدى إلى شعور الإنسان بحرقة الصدر والإحساس بالحموضة. وهناك بعض السلوكيات التى يتبعها الإنسان وتساعد على زيادة الحموضة مثل السمنة والتى تعد من الأسباب الرئيسية، إلى جانب نوعية الطعام والنمط الغذائى، وكثرة تناول الحمضيات مثل الليمون والبرتقال وعصير الطماطم، وبعض المشروبات مثل الشاى والقهوة والنعناع الأخضر، أيضا الأكل لدرجة الشبع والنوم بعد الأكل مباشرة. أما بالنسبة إلى الفتق فى الحجاب الحاجز فهذا عيب خلقى، وفى حالة وجوده يصبح عاملا مضافا إلى الأسباب السابقة فيزيد من الشعور بالحرقة والحموضة. وكل هذه الأعراض إذا تركت بدون علاج لفترة طويلة تؤدى إلى حدوث التهاب وضيق فى أسفل المرىء قد تتطور إلى قرحة، مما يعيق عملية البلع، وقد يكون سببا فى حدوث تحولات سرطانية لخلايا الغشاء المخاطى المبطن للمرىء. هذا إلى جانب أن عملية ارتجاع المعدة على المرىء قد تكون سببا لحدوث مشاكل الجهاز التنفسى مثل السعال المزمن وضيق التنفس وحساسية الصدر. ويضيف د. منقذ مطيع قائلا : إذا كانت المشكلة مزمنة يتم إجراء فحص بالمنظار على المرئ والمعدة لمعرفة إذا ما كان هناك التهابات فى جدار المرىء أو وجود بعض التحولات غير الحميدة بالخلايا المبطنة للمرىء، وفى هذه الحالة يتم أخذ عينة من جدار المرئ وتحليلها نسيجيا. أما عن العلاج فينقسم إلى نوعين: علاج بدون عقاقير عن طريق تعديل نمط الحياة وتجنب المسببات السابق ذكرها، ووضع وسادة عالية تحت الرأس أثناء النوم. وبالنسبة للعلاج بالعقاقير فلا يوجد دواء يؤدى إلى الشفاء من هذا المرض والأدوية المتاحة والفاعلة تعمل من خلال إنقاص إفراز الحامض فى المعدة. إلى جانب مضادات الهستامين وتؤخذ مرتين، فى اليوم الأول قبل تناول الإفطار والثانية قبل وجبة العشاء، ومضاد الحموضة رانتدين وتؤخذ بعد الأكل. وأيضا هناك مجموعة من الأدوية الحديثة مثل مضادات مضخات البرتون مثل الأمبرازول ويؤخذ مرة واحدة صباحا قبل تناول الأفطار. ولكن هناك بعض الحالات التى تستلزم التدخل الجراحى، وهناك عمليات يتم من خلالها التحكم فى الصمام الذى يربط بين المعدة والمرىء. تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على [email protected]
