رغم أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسى "ناتو" لا يلوح فى الأفق فى الوقت الحالى إلا أن ردود الفعل الروسية على مثل هذه الخطوة "العدائية" جاءت فورية وحادة حيث سارعت الخارجية الروسية للتأكيد على أن تخلى أوكرانيا عن وضعها الحيادى "خطأ فادح" وله "عواقب جسيمة" على حل النزاع فى منطقة الحرب دونباس. ويعتبر سكان هذه المنطقة الأوكرانية التى تتحدث الروسية ويسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا من المعادين بشدة منذ فترة لانضمام أوكرانيا للناتو. ورغم عزم الأطراف المتنازعة الجلوس غدا الأربعاء على مائدة التفاوض مرة أخرى لأول مرة منذ ثلاثة أشهر فى عاصمة روسيا البيضاء مينسك إلا أنه من غير المعلوم ما إذا كان هذا اللقاء سوف يكلل بالنجاح خاصة بعد قرار البرلمان الأوكرانى اليوم تخلى أوكرانيا عن وضعية عدم الانحياز وإدارة ظهرها لروسيا بعد أن كانت يوما ما إحدى دول الاتحاد السوفيتى وإحدى حلفاء روسيا فيما بعد. لن يساهم قرار البرلمان اليوم بالتأكيد فى التوصل إلى حل للأزمة الحالية بين أوكرانياوروسيا، وعلق سفير موسكو لدى الناتو ألكسندر جروشكوف على قرار البرلمان الأوكرانى معتبرا القرار بمثابة "لعب جيوسياسي" من جانب كييف محفوف بالمخاطر وخطرا على الأمن فى أوروبا. أما رئيس الوزراء الروسى دميترى ميدفيديف فكان أكثر وضوحا عندما قال إنه من الممكن أن يتم إعلان كييف من قبل جيرانها وحلفائها ولأول مرة على أنها "خصم سياسي" لموسكو، وأكد الروس أن سياسة كييف الرامية لاندماج أوكرانيا داخل الناتو وأوروبا لا تتماشى مع مساعيها لتحقيق السلام فى منطقة دونباس. وتأمل أوكرانيا بشكل خاص فى الحصول على مساعدة الناتو ضد القوة العظمى النووية روسيا وذلك لاستعادة وحدة البلاد. كما أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو قد أثارت شكوك موسكو فى مدى صدق إرادة كييف فيما يتعلق بتحقيق السلام بين البلدين حيث أعلن بوروشينكو مؤخرا أنه يعتزم الاستدانة لشراء أسلحة من الغرب وأن يجعل شركات الأسلحة الأوكرانية تعمل على مدار الساعة وذلك رغم عدم وفاء هذه الشركات بأجور عمالها.