وسط أجواء التوتر التى فرضت نفسها على العلاقة ما بين موسكو والغرب فى أعقاب الأزمة الأوكرانية، أعلن قادة حلف شمال الأطلنطى «الناتو»فى ختام قمتهم بمدينة «نيوبورت» بمقاطعة ويلز البريطانية عن تقديم حزمة مساعدات مادية وعسكرية جديدة لكييف، إلى جانب تشديد العقوبات على روسيا ردا على زيادة موسكو دعمها فى الأيام الماضية للانفصاليين الموالين لها فى شرق أوكرانيا، لكنهم قالوا إن تطبيق العقوبات الجديدة على موسكو قد يرجأ فى انتظار نتيجة المحادثات الهادفة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، والتى بدأت أمس فى مينسك عاصمة بيلاروسيا، بمشاركة وفود من روسياوأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا والانفصاليين. وصرح فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني، للصحفيين، بأن العقوبات الاقتصادية الجديدة المزمعة ضد روسيا يمكن أن ترفع فى حالة التوصل إلى تسوية سلمية فى أوكرانيا، وقال إنه:«إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار ودخل حيز التنفيذ، فيمكننا حينئذ أن ننظر فى رفع العقوبات». فى غضون ذلك، دعا أندريس فوج راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى «الناتو»موسكو لسحب قواتها من أوكرانيا والكف عن دعم الانفصاليين فى شرق البلاد. وقال راسموسن، خلال اجتماع مع الرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو على هامش قمة «الناتو»:«ندعو روسيا إلى إنهاء ضمها غير القانونى والمعلن من جانب واحد للقرم». وترك راسموسن الباب مفتوحا أمام المفاوضات فى مينسك حول خطة السلام التى عرضها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين منتصف الأسبوع الماضي، قائلا:«إذا شهدنا جهودا صادقة من أجل حل سياسي، فسنرحب بها بالتأكيد». وفى كييف، دعا السيناتور الجمهورى الأمريكى جون ماكين الدول الغربية إلى تزويد الجيش الأوكرانى بالسلاح، وإلا فإن أوكرانيا مهددة بأن تصبح بلدا محاصرا. وميدانيا، تجددت الاشتباكات بين الجيش الأوكرانى والانفصاليين الموالين لروسيا فى دونيتسك، معقل المتمردين، حيث تعرضت مدينة «ماريوبول»للقصف بالمدفعية من اتجاه مدينة «نوفوازوفيسك»التى يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، فيما اشتعلت النيران فى ثلاث مركبات عسكرية أوكرانية بقرية «بريزوفا»الواقعة على الطريق السريع الذى يربط بين مدينتى ماريوبول ودونيتسك شرق أوكرانيا.