بخطوات انسيابية وقوام ممشوق ومرونة فائقة قد تجعله يقفز كفراشة تحلق فى الفضاء المسرحى مشكلاً ملحمة من الأداء الحركى والتعبيرى الخاص بعروض الباليه العالمية، التى لا تعرف طريقها للتواصل مع الشعوب بلغاتهم المختلفة إلا عبر لغة الجسد وإيماءتها، بدأ مشواره نحو العالمية واحتراف فن الباليه من خلال 14 عامًا قضاها رحالة بعيدًا عن بلاده، لينافس "ماجد عبد المجيد" أحسن راقصى العالم فى عروضهم ويخطف الأنظار له، ويكرم فى أكثر من دولة أجنبية، ليجعل الجمهور فى ملكوت آخر يترقبه وينتظر لحظة ارتفاعه إلى أعلى نقطة بالمسرح، معلنًا عن فنه كاتبًا شهادة تميزه كراقص باليه مصرى ينقش اسمه من ذهب فى أكثر من دولة حول العالم. "الباليه من الفنون الراقية التى على الرغم من إجادة المصريون لها، إلا أنها لم تجد سبيلاً فى مصر ولم تنل التقدير الذى تستحقه".. هكذا بدأ راقص الباليه العالمى حديثه ل"اليوم السابع"، معبرًا عن مدى حبه للباليه وحزنه على مستواه الذى وصفه بالمتواضع فى مصر، قائلاً: مصر من الدول التى يتمتع شعبها بحس فنى بشكل عام، ويعتبر الباليه من أكثر الفنون التى يحبها المصريون، ولكن دائمًا ما يبعدهم عنه ثقافتنا التى لم تستعب فكرة أن يصنف الفرد كراقص باليه على المستوى المهنى، ومن هنا تكمن المشكلة، ويترتب عليها معوقات قد تواجه المواهب الفنية التى إذا كانت تلاقى الرعاية والاهتمام اللازم لنافست الدول الغربية، فللأسف لم تهتم المؤسسات المسئولة عن تدريب وتدعيم البراعم، الوصول بالطفل إلى مستوى اللياقة والرشاقة التى يتطلبها رقص الباليه الحقيقى، فضلاً عن تخطى بعض التفاصيل فى الأبعاد الجسدية التى مع الوقت تؤثر على أداء الراقص وتبعدنا سنين ضوئية عن مستوى الباليه العالمى". ويواصل حديثه بإشارة إلى بداية معهد الباليه الناجحة، واستعانته بمدربين روس للاستفادة من التجارب الروسية، والتى عملت بشكل أو بأخر على بداية قوية للمعهد، نتج عنها جيلاً من أفضل راقصى مصر، الأمر الذى كان يتطلب منا أن نستمر على نفس النجاح الذى بدأنا به، ولكن للأسف تخلل الإهمال المنظومة وابتعدنا عن الاستفادة بالتجارب الغربية، وتبادل الخبرات والعلاقات الفنية والثقافية المختلفة. وأضاف، "نحن الآن بصدد مشكلة أخرى قد تؤثر على مستوى الباليه والرقص بشكل عام، وهو ميل الفنانين واهتمامهم بالتدرج الدراسى والحصول على الدراسات المتخصصة على حساب الاهتمام بالفن نفسه وممارسته بشكله الصحيح، فأصبح البحث عن الألقاب والحصول على الشهادات يفوق بحثهم عن الآليات والسبل اللازمة لتطوير الباليه، ومحاولة تبادل العلاقات الثقافية المشتركة بين مصر وبين الدول المتخصصة. وأكد ماجد، أن المصرى يمتلك إمكانيات وتقسيمات جسدية تؤهله لاحتراف الباليه والرقص بشكل عام، وأنه إذا ما وفرت له البيئة والمناخ اللازم على مستوى الإمكانيات المادية والمعنوية لاستطاع أن ينهض بمثل هذه الفنون، والإفصاح عنها أمام العالم والدخول فى مارثون المنافسة وبقوة. أما عن مشواره الناجح الذى طالما تواضع وترفع عن الإفصاح به للإعلام يقول "أؤمن بمقولة "دع عملك يتحدث عنك" وأتخذها مبدأ فى حياتى، لذلك دائمًا ما أحاول أن اجتهد فى عملى وأبذل ما بوسعى لتحقيق المستوى المطلوب من راقص باليه محترف رحالة بين الدول الغربية، يُحاول أن يشرف بلده ويرفع رايتها دائمًا، ولكن بعيدًا عن الثرثرة الإعلامية والبحث والتنقيب عن الشهرة الزائفة، فمنذ بداية سفرى عام 1999 إلى إيطاليا للخضوع لدورة تأهيلية، ثم احترافى رقص الباليه وتنقلى بين أكبر فرق العالم كعضو رئيسى وصولاً إلى فريق ميونخ بألمانيا الآن، وأنا أحاول التطوير من إمكانياتى ومضاعفة قدراتى العضلية والحركية لإخفاء المستوى التأهيلى الضعيف الذى تعرضنا له فى صغرنا، والذى لم يؤهل راقصًا مصريًا للوصول للمستوى الاحترافى قط. ولكن بفضل الله استطعت أن أعمل على نفسى وأنمى قدراتى بشكل ذاتى، وشاركت بعروض عالمية حول العالم بصحبة أعظم راقصى العالم، ونقشت اسمى كراقص مصرى وسط كبار راقصى العالم. ومن أهم العروض التى شارك بها "غادة الكامليا، ترويض الشرسة، سندريلا"، وغيرها من عروض الباليه الكلاسيكية والمعاصرة التى جاب بها أنحاء العالم. وعن آخر العروض التى حضرها بمصر يقول: حضرت عرض اسبارتكوس بأداء نجم الباليه المصرى "أحمد يحيى"، وعلى الرغم من أداء يحيى وشريكته "أنيا" الرائع الذى ينطبق عليه كل معانى الاحترافية، إلا أن حركة المجاميع والأدوار الثانوية لم تروق لى وجعلت العرض يميل إلى الركاكة نوعًا ما، وهذا ما يعود إلى عدم الاهتمام بفرقة الباليه وتوفير الميزانية الكافية للرفع من مستوى راقصيها. راقص الباليه ماجد عبد المجيد وسط فريق العمل صورة لماجد فى إحدى أدواره الرئيسية لقطة مميزة لماجد وهو يحلق كالفراشة فى الفضاء المسرحى صورة مع فريق ميونخ الألمانى للباليه ماجد مع أحسن راقصة باليه فى العالم مع مخرج الأمريكى "ويليام فورسايت" مع مخرج سويدى ماتس اك