يبدو أن وزارة الصحة استنفذت كل وسائلها وحيلها لترهيب المدخنين وتحذيرهم من عواقب التدخين، ليصل بها الأمر إلى تحذير المدخنين من تأثير التدخين على العلاقة الزوجية. وزارة الصحة لم تكتف بالعبارة التقليدية التى استمرت مكتوبة على عبوات السجائر لعقود عدة، وهى: «التدخين ضار جدا بالصحة» فأضافت إليها و«يسبب الوفاة» ظنا منها أن ذكر الموت سيردع المدخن، ولأن الأمر لم يتغير، بل زادت نسبة المدخنين، لجأت الوزارة إلى استخدام الصور بجانب جملة التحذير، ليراها من لا يجيد القراءة، فوضعت صورة جمجمة فى إشارة إلى الموت. كانت صورة الجمجمة هى بداية رحلة الصور التى بدأت وزارة الصحة فى وضعها على عبوات السجائر، وبعدها، وفى واقعة غريبة وضعت الوزارة صورة شخص مريض، يغطى وجهه جهاز التنفس، ويظهر من ملامحه أنه يحتضر، ليكتشف بعد ذلك المدخنون أن الشخص الذى تم تصويره على عبوات السجائر سليم معافى، واستضافه برنامج «البيت بيتك» وكانت المفاجأة أنه يدخن أيضاً، وأن الأمر كله لا يتعدى «أوردر» تصوير لكومبارس. وبدلاً من أن ترهب الصورة المدخنين، تحولت إلى مادة للسخرية بينهم، وشجعت المدخن على الاستمرار فى التدخين، طالما أن الشخص الذى صورته الوزارة حى يرزق، وبصحة جيدة، ويدخن أيضاً، فلم تجد الوزارة بداً من تغيير الصورة ووضع أب يدخن بجوار ابنه وتظهر معاناته بسبب الدخان، وأضافت جملة: «الآثار المدمرة للتدخين، تصيب المدخن وغير المدخن». وبعد ذلك تم وضع صورة سيدة حامل يظهر جنينها فى بطنها وحولها هالة من الدخان، وبجوار الصورة كتب عبارة: «تواجد الحامل مع المدخنين يضر الجنين ويسبب الإجهاض». الصورة الأخيرة التى وضعتها وزارة الصحة، تعنى أنها يئست من المدخنين الذين لا يخيفهم السرطان ولايهمهم الموت، ولا تعنيهم صحة أبنائهم ولا من حولهم. يأس الوزارة من المدخنين دفعها للتلويح والتهديد بشىء تراه غالياً على المصريين المدخنين، وهو صحتهم الجنسية، ووصل بها الأمر إلى وضع صورة لسيجارة منحنية لأسفل، فى إشارة إلى ما لا يجوز تفسيره منعا لخدش الحياء العام، ولكن يبدو أن وزارة الصحة فقدت حياءها أمام إصرار المدخنين. لمعلوماتك... ◄◄13 مليون مدخن فى مصر يمثلون نسبة 21 % من السكان، التقارير الصحية العالمية تشير إلى أن 68 % من حالات إصابة سرطان الرئة بسبب التدخين.
