فنانو الجيل الحالى وأم كلثوم والمجهود الحربى

الجيل الحالى من الفنانين المصريين لا تنقصه الدوافع الوطنية والإحساس بالمسؤولية تجاه مصر حتى يشارك فى دعم المبادرات والمشروعات القومية، ولا ينتظر الفنانون توجيه وتعليمات من أحد للمشاركة بالجهد والمال فى مناسبات مصر وتحفيز وتشجيع الناس ونشر الوعى وبث روح الحماس داخل وجدان المصريين.
هل الجيل الحالى من المطربين - على سبيل المثال - أقل وطنية وحماسا من الجيل القديم بداية من فنان الشعب سيد درويش وصولا إلى كوكب الشرق أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وشادية ومحمد رشدى ومحمد قنديل وغيرهم من جيل الفن الجميل الذى كان داعما للوطن فى الملمات والمحن وفى الانتصارات أيضا.
لا أشكك فى وطنية أحد من فنانى الجيل الحالى وأعتقد أنه جيل غير متخاذل أو متكاسل فى القيام بواجباته الوطنية تجاه بلده، فقد فعلوها من قبل بالغناء للوطن وللناس، ودورهم الآن فى استكمال المسيرة فى مبادرة «تحيا مصر» ومشروع «قناة السويس الجديدة».
عليهم أن يجعلوا الناس تغنى للقناة مثلما جعلهم حليم يغنون للسد ليل نهار حتى شعر كل فرد من الشعب المصرى أن السد هو مشروعه الخاص وأغنيته المفضلة.
لن نستغرب إذا قرر مطربونا الكبار الآن، الكينج محمد منير أو الهضبة عمرو دياب أو نجم الجيل تامر حسنى أو محمد حماقى التبرع بريع حفلة أو حفلتين لصندوق «تحيا مصر» أو الغناء مجانيا للعاملين فى مشروع القناة أو أية مبادرات شخصية أخرى تصدر عنهم.
الجيل القديم كان له دوره سواء فى زمن الاحتلال الإنجليزى أو فى زمن التحدى وبناء السد وفى حرب 67 والاستنزاف وحرب أكتوبر، ربما أكثر نموذج على دور الفنان فى دعم وطنه وقت الشدائد والمحن هو نموذج سيدة الغناء العربى أم كلثوم ودورها الشهير الذى لا بد أن يعرفه الجيل الحالى من المطربين فى المجهود الحربى بعد نكسة 5 يونيو.
تعرضت أم كلثوم لحملة شرسة بعد الهزيمة واتهمها المغرضون والجاهلون بأن السبب فى الهزيمة غناؤها العاطفى المخدر للمشاعر وأصيبت على إثرها باكتئاب وأعلنت استعدادها اعتزال الفن إذا كانت هى السبب فى الهزيمة، ولكن بوعى الزعيم والقائد والمقدر لقيمة وأهمية الفن فى إزكاء الروح الوطنية فى وجدان الشعب اتصل بها عبد الناصر لإقناعها بالعدول عن الاعتزال، فقررت أن توهب صوتها وفنها للمجهود الحربى وجمعت من حفلاتها فى الداخل والخارج أكثر من 3 ملايين دولار ومئات الكيلوجرامات من الذهب.