القاهرة : حازم خالد "تسلم الأيادي .. تسلم يا جيش بلادي .. افتحولنا كتاب تاريخنا .. واحكوا للناس دولا مين" أصبح هذا الأوبريت الغنائي الذي جاء من تأليف وألحان المطرب مصطفى كامل شعاراً لثورة 30 يونيو، وهكذا ظلت الأغاني الوطنية تلعب دوراً مهماً في إيقاظ مشاعر العزة والكرامة عند المصريين، فبعد ثورة 23 يوليو ظهرت عشرات الأغنيات التي تبشر بميلاد جديد وانتهاء عصر من الفساد السياسي والاجتماعي، وبعد نصر أكتوبر خلدت الأغاني بطولات الشهداء، وحتى بعد نكسة 67 لعبت الأغنية دوراً مهماً في رفض الهزيمة، لكن بعد ثورة 25 يناير لم تظهر أغنيات على نفس مستوى الحدث، الذي يعد علامة مهمة في تاريخ مصر المعاصر، ولم يتفاعل الناس مع أغنيات الجيل الجديد من الفنانين، باستثناء أغنية أو اثنتين إلى أن خرجت إلى النور أغنية تسلم الأيادي فأصبحت حديث الصغير والكبير فتجد كثيراً من الناس من كل الفئات والأعمار يرددونها حتى أضحت رمزاً لثورة 30 يونيو وبخاصة مع عزل الرئيس محمد مرسي بعد خروج ملايين المصريين إلى كافة الميادين، فيما اعتبر بعض الموسيقيين أن تلك الأغاني منتهية الصلاحية، وغريبة عن الطابع المصري والشرقي، وتعتمد على إيقاعات غربية. تاريخ الموسيقار الراحل سيد درويش يُعتبر رائد الأغنية الوطنية في العصر الحديث، حيث لحن درويش نشيد " بلادي بلادي … لك حبي وفؤادي " و " قوم يا مصري .. مصر دايماً بتناديك " و"أنا المصري كريم العنصرين " فكان درويش صوتاً يشدو لتحقيق مطالب ثورة 1919 مع الزعيم سعد زغلول ، وبرحيل درويش عن عالمنا وفشل الثورة في تحقيق مطلبها الأساسي ألا وهو رحيل الإنجليز عن مصر تراجعت الأغنية الوطنية لأكثر من عقد من الزمن . ومع انتفاضة الطلبة التي نادت برحيل الإنجليز وإسقاط وزارة إسماعيل صدقي باشا في عهد الملك فؤاد الأول عام 1935 وإبرام معاهدة 1936 مع الإنجليز، عادت الأغنية الوطنية للساحة مرة أخرى، حيث قدم الموسيقار محمد عبد الوهاب أغنية "حب الوطن فرض عليّ … أفديه بروحي وعينيه " في نفس العام ،وسرعان ما اختفت الأغنية الوطنية مرة أخرى بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939 /1945)، إلى أن تأتي نكبة فلسطين عام 1948 فيشدو موسيقار الأجيال بقصيدة للشاعر علي محمود طه التي يندد فيها باحتلال فلسطين، وبالرغم من أن عام 1951 قد مُنعت فيه أغنية وطنية للموسيقار محمد عبد الوهاب "كنت في صمتك مرغم " إلا أن العام الذي تلاه قامت ثورة يوليو 1952 وأُذيعت هذه الأغنية، كما قدم عبد الوهاب أغنية " وأنا رايح الميدان" لتكون الثورة بداية طوفان وعصر ذهبي للأغنية الوطنية، حيث قدم قنديل بعد قيام الثورة بيومين فقط أغنية"ع الدوار..راديو بلدنا فيه أخبار"، وأهدت كوكب الشرق أم كلثوم أغنية "مصر التي في خاطري" ، كما ظهر العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والذي عُرف بمطرب الثورة وقدم ما يقرب من 48 أغنية وطنية منها ( صورة _ بالأحضان _أحلف بسماها وبترابها _ أهلاً بالمعارك_ وادي إحنا بنينا السد العالي ) كذلك قدم الموسيقار فريد الأطرش أغنية (سنة وسنتين - المارد العربي ) والمطرب ماهر العطار " يا ما زقزق القمري على ورق الليمون ، والمطرب محرم فؤاد "مصر لم تنم " ، ومع العدوان الثلاثي على مصر 1956 قدمت أم كلثوم أغنية "والله زمان يا سلاحي"، والتي أُعتمدت نشيداً وطنياً لمصر حتى نهاية السبعينات من القرن العشرين إلى أن تم استبدلها بنشيد "بلادي بلادي " كما قدمت المطربة فايدة كامل أغنية " دع سمائي " و"ياريتني من بور سعيد " لكارم محمود . ودخلت الأغنية الوطنية مرحله جديدة في العام 1958عند إعلان الاتحاد مع سوريا حيث ظهرت الأغاني التي تحمل حلم القومية العربية فقدم عبد الوهاب " يا إلهي انتصرنا بقدرتك "، وفي العام 1960 وضع حجر أساس السد العالي فظهر أوبريت "الوطن الأكبر" للموسيقار محمد عبد الوهاب والذي شارك فيه عدد كبير من المطربين والمطربات. ومع نكسة يونيو 1967 ظهرت أغنيات عبرت عنها في محاولة لتجاوزها الأزمة وتحقيق النصر مثل "عدى النهار " لحليم، و (أصبح الآن عندي بندقية و إنا فدائيون) لأم كلثوم، ولا أحد يستطيع أن ينكر أثر الأغاني الوطنية الساخرة للشيخ إمام ورفيقه الشاعر أحمد فؤاد نجم والذي يعد أول سجين بسبب الغناء مثل أغنية صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر و شرفت يا نكسون بابا. وقدمت شادية عدد من الأغاني الوطنية منها أغنية يا حبيبتي يا مصر عام 1970 وأغنية أخرى عن مذبحة مدرسة بحر البقر بالشرقية . أما عن نصر أكتوبر 1973 فقد ظهرت أغنية "صباح الخير يا سينا" لحليم و بسم الله .. الله أكبر و أنا على الربابة بغني لوردة و يا أول خطوة فوق أرضك يا سينا لمحمد رشدي و الباقي هو الشعب لعفاف راضي وشدي حيلك يا بلد لمحمد نوح و أم البطل لشريفة فاضل، ويأتي توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، ليؤدي إلى تراجع الأغنية الوطنية مرة أخرى إلا عند عودة السيادة الكاملة لمصر على أرض سيناء باسترجاع طابا فقد ظهرت الأغاني الوطنية التي تحتفل بهذا مثل "سينا رجعت تاني لينا. حتى نهاية عصر الرئيس المخلوع مبارك الذي لم يشهد إلا عدد قليل من الأغاني الوطنية أشهرها أوبريت الحلم العربي و اخترناه وأغنية ما شربتش من نيلها لشيرين عبد الوهاب . ومع اندلاع ثورة 25 يناير 2011 امتلأت الميادين بالأغاني الوطنية القديمة لشحذ الهمة، كما ظهر عدد من الأغاني الجديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : ارحل و طاطي راسك و الجحش والحمار وأبو دبورة وشورت وكاب و يا مجلس ابن حرام وركبوا الميدان لرامي عصام، وصوت الحرية لكاريوكي و يا بلادي لرامي جمال ، أنا اللي هتفت سلمية لعصام إمام، ارفع راسك لحمزة نمرة، سألوا الشهيد لتامر عاشور وعلمونا في مدرستنا للملحن عمرو مصطفى و يا مصريين لآمال ماهر، و إزاى لمحمد منير، و الشهيد لعلي الحجار ، و يا مصر هانت لمصطفى سعيد . ومؤخرا، ظهرت أغنية (تسلم أيدينك) للفنان حسين الجسمي ومش من بلدنا لأنغام و أوبريت تسلم الأيادي لحن وتأليف وغناء مصطفى كامل وغناء مجموعة من الفنانين، والتي تثني على دور الجيش ونصرة الإرادة الشعبية. ثم طرح مصطفى كامل أغنية أخرى لتكون الجزء الثاني من تسلم الأيادي ألا وهي وقت الشدايد والتي تثني على دور عدد من الدول العربية في دعم مصر في ظل الظروف الراهنة، ومن المنتظر أن يصدر مصطفى كامل أغنية ثالثة يثني فيها على دور الشرطة . من جانبه قال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي : لا يمكن المقارنة بين ما كانت عليه الأغنية الوطنية قديماً وما أصبحت عليه الآن فالمجتمع نفسه اختلف، ففترة الستينيات وأوائل السبعينيات، كانت مفعمة بالحس الوطني والروح الثورية التي تبحث عن استقلال وحرية هذا الوطن، كان الجميع مشاركاً في ذلك سواء كان الفنانين أو الدولة، أي أن المجتمع بإدارييه وفنانيه ومواطنيه، كان متوافقاً سياسياً وفكرياً ووطنياً، ومن هنا كان لابد أن نقول كل ما يدور بخاطرنا سواء في الهزيمة أو النصر بصورة حقيقية، أما الآن فالمجتمع ليس على خط واحد، ولكل منا توجهه وأمنياته الخاصة لهذا البلد، لذلك ساد الارتباك. وأضاف: الدولة وإعلامها ليسوا على نفس الموجة أو القدر من الرغبة في إيقاظ الفكر والروح القومية والوطنية، لذلك لا نجد إنتاجاً غنائياً وطنياً، أو حتى عاطفياً يخرج من أبواب الإعلام الرسمي، وحتى عندما حاول وزير الإعلام السابق أسامة هيكل، البحث عن حل لهذا الموضوع فإنه دعا مجموعة من المؤلفين والملحنين ليقدموا أغاني وطنية تناسب المرحلة، لكن من الصعب أن تتواءم إرادة الدولة مع إرادة الفنان في تقديم شيء للوطن وبنظرة واقعية على الإعلام سنجد أن أهم أغنيات الوطن ليست موجودة على خريطة الإذاعة أو التليفزيون، والموجود أغنيات شبابية لا تلبي الاحتياجات الوطنية للمواطن المصري ولا تحاور انتماءه أو تجيب عن الأسئلة التي يحملها طوال ليله ونهاره. مشيراً إلى أنه تم إنجاز بعض الأغنيات، لكنها لم تصل للمستوى المطلوب، خاصة أن الأجهزة نفسها تقاوم - كعادتها - ولا تريد أن يعثر الشعب على الأغنية الوطنية المفقودة. وقال الأبنودي: ما يبيض وجهنا قليلاً ويؤكد أن شعبنا لا يموت، حين لا يجد هذه الأغنيات التي تقف في قامة أغنيات الستينيات، فإنه يبدع أغنياته بنفسه، وهذا ما حدث من شباب ميدان التحرير، فتلك الأعمال التي ظهرت في الأيام الأولى للثورة وكتبها ولحنها شباب الميدان بأنفسهم، دون أن يعتمدوا على الإنتاج الموسيقي الضخم أو التصوير المبهر أو الأصوات المحترفة، لكنها أغنيات لا تنقصها الحرارة والوعي مثل: (في كل شارع في بلادي)، وأغنيات (حمزة نمرة)، وأعمال الكثير من الفرق التي خرجت من دواوين فؤاد حداد وبعض الشعراء الشباب، ولكن هذا لا يكفي، خاصة أن هذه الأغاني لا تذاع في الإعلام الرسمي، وتحاول أن تجد لنفسها مكان في الفضائيات. أكثر تأثيراً ويقول الشاعر عوض بدوي إذا عدنا بالذاكرة للأغنية الوطنية القديمة، سنبكي على حال الأغنية الوطنية وعلى ما وصلت إليه الآن من ركاكة في الكلمات وجمل موسيقية مكررة وليس بها أي إبداع ومستوى ثقافي ضحل للقائمين عليها، فقديماً كانت الأغنية الوطنية من كلمات الكاتب الكبير صلاح جاهين والشاعر محمد حمزة والخال عبد الرحمن الأبنودي وموسيقى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكمال الطويل والمبدع بليغ حمدي وصوت كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، أما الآن فلننظر إلى الأغنية الوطنية ومن يقدمها وما تقدمه الأغنية نفسها من كلمات تستخف بعقولنا وتختزل الوطن في أكل الذرة والسير بجوار النيل والجدعنة والحداقة في حين أن الدول الأخرى تتقدم يوماً بعد يوم ونحن نتحدث عن الجدعنة، وأضاف: الأغنية الوطنية قديماً كانت أكثر مصداقية وبالتالي أكثر تأثيراً، كما ارتبطت بأحداث جلية أعطتها بريقاً خاصاً . أما الموسيقار هاني مهنى فيرى أن لكل عصر آذان وأن الأغنية الوطنية ارتبطت دائماً بالأحداث المختلفة كالعدوان الثلاثي على مصر والنكسة وحرب أكتوبر وعودة سيناء، فكان لها مكانة كبيرة عند المتلقي ولذلك مازال الناس يشدو بهذه الأغاني في المواقف التي تتطلب لهذا، مشيراً إلى أن هذا لا يقلل من الأغاني الوطنية الحالية التي استطاعت الوصول لوجدان المصريين لكننا ارتبطنا بالأغاني القديمة لأنها أكثر شرقية، ودائماً الأغنية الأكثر إبداعاً هي التي تستمر. وعن الأغاني التي ظهرت عقب30 يونيو والتي قدمها عدد من الفنانين كإهداء للقوات المسلحة، فهي تدل على تقدير وحب المصريين للجيش الذي أنقذه من الظروف الراهنة الصعبة. دور الدولة ويقول الشاعر مصطفى كامل، أن الأغنية الوطنية قديماً وحديثاً تهدف لشحن الهمم وتحفيز الناس إلى بذل كل ما في وسعهم لنصرة الوطن، ودائماً ما ترتبط بالأحداث الوطنية الهامة، وتكون عمل تطوعي صادق نابع من حب الفنان للوطن، مشدداً أن الأغاني الوطنية القديمة لها مذاق خاص ومرتبطة بوجدان المصريين وكذلك الأعمال التي ظهرت بعد ثورة ال25 من يناير، مشيراً إلى إعجابه الشديد بأغنية (تسلم أيدينك) لحسين الجسمي والتي تثني على دور الجيش في تحقيق إرادة الشعب المصري، وأغنية أنغام مش من بلدنا . وقال الفنان علي الحجار : منذ أيام ثورة يوليو، وحتى أيام نكسة 67، كان هناك أغانٍ وطنية قوية، لأن الحكومة كانت تتولى تقديم هذه الأغاني من خلال الإذاعة، وحتى الأغاني التي كانت تقدم في الاحتفالات الرسمية وأعياد أكتوبر كانت الحكومة تنتجها من خلال وزارات الإعلام أو الدفاع أو الثقافة، وحالياً يبرز سؤال مهم، وهو: لماذا لا تنتج مثل هذه الجهات أغنيات وطنية؟ فالمشكلة ليست عند الفنانين، لكنها عند الأجهزة الرسمية المسئولة. وأضاف: عندما أنتجت ألبومي الأخير عن الثورة لم يتم توزيعه، ولا أعرف أسباب ذلك، وكأن هذه الجهات لا تريد أن يفرح الشعب بنجاح ثورته، ولا تريد أن يسمع الناس أغاني تعطي شرعية للثورة، فزمان كان الموجي وصلاح جاهين وعبد الحليم و الأبنودي شبه مقيمين في الإذاعة لإحياء الحدث الوطني، وكان هناك تكاتف للجهود ومساندة من الحكومة، لكن هذا لا يحدث في الثورة الحالية، والموجود حالياً أغانٍ عن الشهداء واجتهادات شخصية لم تأخذ حقها، وأنا شخصياً أنفقت 430 ألف جنيه على ألبومي، ولم تذع منه أغنية واحدة. وأكد «الحجار» أن الأغاني التي قدمت عن الثورة ليست كلها سيئة، لأن هناك أغانٍ جميلة قدمها فنانون مثل: حمزة نمرة و رامي جمال، موضحاً أن التوزيع المعاصر للأغاني الوطنية مهم، لأنها تشبه جيل الشباب، وكل جيل له أفكاره وشكله الموسيقي. وأشار المطرب رامي عصام إلى إنه من الخطأ أن يقتصر فهمنا أن الأغنية الوطنية هي الموالية للنظام فهناك أيضاً أغاني وطنية تكون ضد النظام، ويشير عصام إلى أن الأغنية الوطنية قديماً تأثرت بظروف البلد المتمثلة في الاحتلال والطغيان الخارجي على مصر فمعظمها كان يحمس الناس ويؤيد النظام، ولكن مع انطلاق ثورة يناير كان العدو الأول في الأغنية الوطنية هو ظلم السلطة الداخلية وفسادها. واستنكر عصام توجه البعض للغناء من أجل مدح السلطة على حساب الشعب مدعياً أنه يقدم أغنية وطنية، مؤكداً أن الأغنية الوطنية يجب أن يكون همها الأول هو مصلحة الشعب لا النظام الحاكم والسلطة . العبرة بالكيف الشاعر مدحت العدل يرى أن الحالة الآن مختلفة عن تلك التي كانت موجودة أيام ثورة يوليو أو نكسة 67، فالفن وقتها كان موجهاً، وحتى عام 1956 لم تكن لعبد الحليم حافظ أغانٍ وطنية ناجحة، لكن بعد أن دخلنا في حروب بدأت الدولة توجه مجموعة من المؤلفين والملحنين والمطربين لتقديم أغانٍ وطنية فضلاً عن أنه كان هناك حدث التف الجميع حوله. وأضاف: هناك مقولة منتشرة حالياً تصيبني بالضيق وهي" زمان كان فيه أغاني وطنية وحالياً مفيش" وكأن الوطنية حكراً على أشخاص بعينهم، وللأسف الناس في بلادنا يعشقون البكاء على الماضي. وأوضح أن الرئيس عبد الناصر عندما أدرك تأثير الفن بدأ يجهز كتيبة من المبدعين كانوا في نفس الوقت مؤمنين بالثورة وأفكارها، موضحاً أن أغاني عبد الحليم كانت صادقة ووصلت إلى الناس لأنه كان مؤمناً بالثورة بينما هذا الوضع غير موجود حالياً. وقال العدل: ليس هناك شيء واضح حالياً، و من الصعب أن يكون في ظل هذه الظروف توحد بين الفنان ووطنه، وإن كان لا ينفي أن لدينا أغاني جميلة مثل أغنية يا بلادي، فقد وصلت للناس، وأعتقد أنه عندما نتوحد سنقدم أغاني جيدة. أما المطرب محمد ثروت فقال: مع بداية الثورة قدمت أغنية "برب طه والمسيح" وكان كل من يسمعها يبكي، وأنا شخصياً عندما أقدم أغنية وطنية أحرص على أن تكون مثل قطعة الأثاث "الإستيل"، فأغنياتي الوطنية القديمة مثل صوت بلادي، و ولا أجمل من وطني لا، وإن كان ع القلب مفيش غيرك أشعر وكأنها قدمت لثورة يناير، والأغاني ليست بكثرتها، فالعبرة بالكيف وليس بالكم، وأذكر أن الشاعر و الإعلامي عبد الرحمن يوسف اتصل بي، وقال إنه تأثر بمقطع في أغنية "برب طه والمسيح" أقول فيه " جسر المحبة هتاكله النار ما تشمتوش فينا العدا». وأضاف: الدور الذي كانت تلعبه الإذاعة في دعم الأغنية الوطنية تراجع، بل لم يعد موجوداً، ومن النادر أن نجد شركة إنتاج تنتج أغاني مثل صوت بلادي أو مصر التي في خاطري، ويجب أن نعترف بأن الأغنية الوطنية غائبة عن حياتنا منذ سنوات، وأنا شخصياً غائب عن الحفلات، التي تقدم في المناسبات الوطنية منذ 15 عاماً. وأكد أنه ليس مع تصنيف الأغاني الوطنية الحالية إلى شرقية وغربية، لأن النغم ليس خاضعاً للتصنيف، موضحاً أن الشباب من المبدعين لابد أن يدركوا أننا شرقيون، وأن يعرفوا كل المقامات وفي النهاية أي عمل فني ناجح يعبر عن وجهة نظر لابد أن يُحترم. خدمة { وكالة الصحافة العربية }