وزير العمل: ترجمة توجيهات الرئيس السيسي في عيد العمال إلى إجراءات تنفيذية على أرض الواقع    المطران شامي يترأس خدمة الآلام الخلاصية ورتبة الصلب وقراءة الأناجيل الاثنى عشر بالإسكندرية    «آي صاغة»: سعر الذهب عالميا يرتبط بما يحدث في السوق الأمريكية    أسعار الأسماك اليوم الجمعة 3-5-2024 في الدقهلية    رئيس جهاز العبور يوجه بمتابعة شكاوى أهالي المدينة والعمل على حلها    أسعار الخضروات اليوم الجمعة 3-5-2024 في الدقهلية    محافظ أسيوط يعلن استعداد المحافظة لبدء تطبيق قانون التصالح في مخالفات المباني الجديدة    توريد 46 ألف طن قمح للصوامع والشون بالقليوبية    «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يقصف مدينة الخيام جنوبي لبنان    رئيس البرلمان العربي: الصحافة لعبت دورا مهما في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    غارات وقصف مدفعي إسرائيلي على قرى حدودية بجنوب لبنان    كولر يحاضر لاعبي الأهلي بالفيديو استعدادا لمواجهة الجونة    مفاجأة كبرى.. هل يشارك الشناوي أساسيا أمام الترجي بنهائي دوري أبطال إفريقيا؟    برشلونة يستهدف التعاقد مع الجوهرة الإفريقية    أمطار غزيرة وعواصف وفيضانات.. ماذا يحدث في دول الخليج؟ (فيديو)    تحرير محاضر تموينية لعدد من المحال التجارية خلال حملات مكبرة بالبحيرة    وزارة الداخلية تواصل حملاتها المكثفة لضبط الأسواق    زي النهارده 3 مايو.. اليوم العالمي لحرية الصحافة    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 3 مايو 2024.. مصادر دخل جديدة ل«الأسد» و«العقرب» ينتظر استرداد أمواله    «أمانة العامل والصانع وإتقانهما».. تعرف على نص خطبة الجمعة اليوم    وزير التنمية المحلية يهنئ محافظ الإسماعيلية بعيد القيامة المجيد    اليوم.. وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يفتتحان مسجد محمد فريد خميس بالعاشر من رمضان    كلوب عن أزمته مع محمد صلاح: تم حل الأمر ونحن بخير    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    الوزراء يتلقي شكوى في مجال الاتصالات والنقل والقطاع المصرفي    ما هي أكلات الجمعة العظيمة عند الأقباط؟    السنوار يعارض منح إسرائيل الحق في منع المعتقلين الفلسطنيين من العيش بالضفة    خلافات سابقة.. ممرضة وميكانيكي يتخلصان من عامل بالمقطم    محظورات امتحانات نهاية العام لطلاب الأول والثاني الثانوي    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق مخزن ملابس بالعمرانية    حماس تثمن قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرائيل    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    حكم تلوين البيض وتناول وجبات شم النسيم.. الأزهر العالمي للفتوى يوضح    ذكرى وفاة زوزو نبيل.. عاشت مع ضرتها بشقة واحدة.. واستشهد ابنها    "مانشيت" يعرض تقريرا من داخل معرض أبوظبى الدولى للكتاب اليوم    بول والتر هاوزر ينضم ل طاقم عمل فيلم FANTASTIC FOUR    الرئاسة في أسبوع.. قرارات جمهورية هامة وتوجيهات قوية للحكومة    واعظ بالأزهر ل«صباح الخير يا مصر»: علينا استلهام قيم التربية لأطفالنا من السيرة النبوية    هل مسموح للأطفال تناول الرنجة والفسيخ؟ استشاري تغذية علاجية تجيب    ألونسو: قاتلنا أمام روما..وراضون عن النتيجة    حكم لبس النقاب للمرأة المحرمة.. دار الإفتاء تجيب    تشكيل الهلال المتوقع أمام التعاون| ميتروفيتش يقود الهجوم    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    إشادة حزبية وبرلمانية بتأسيس اتحاد القبائل العربية.. سياسيون : خطوة لتوحيدهم خلف الرئيس.. وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    اعتصام عشرات الطلاب أمام أكبر جامعة في المكسيك ضد العدوان الإسرائيلي على غزة    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    حكم وصف الدواء للناس من غير الأطباء.. دار الإفتاء تحذر    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوتين.. من المخابرات إلى زعامة القوة العظمى
نشر في اليوم السابع يوم 28 - 03 - 2014

كان انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتى فى تسعينيات القرن الماضى نذيرًا بتحول العالم إلى كوكب تحكمه قوة عظمى منفردة هى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد مارست أمريكا قرابة عقدين من الزمان هذا الدور بشكل أساء لعلاقاتها بالعالم كله فشنت الكثير من الحروب؛ فى أفغانستان والعراق، والبلقان؛ كما استخدمت أجهزتها المخابراتية وقدراتها الاقتصادية، وحلفاءها الأوربيين الذين عاملتهم كدول تابعة فى تكريس سلطانها وهيمنتها على العالم أجمع دون مراعاة لكرامة الدول أو حقوق الشعوب.
ووضعت خططًا لإضعاف أى قوى عالمية أخرى، يمكن أن تنافسها فى المستقبل فحجمت التفوق الاقتصادى الياباني؛ وحاربت بشراسة النجاح الصينى فى زيادة نسبة النمو الاقتصادى والتجاري، وحتى حلفائها فى الاتحاد الأوروبى مارست عليهم التجسس، ووضعت الخطط لتأكيد تبعيتهم الاقتصادية والعسكرية والسياسية لها؛ وبالنسبة لروسيا الاتحادية فقد نزعت الولايات المتحدة جمهوريات البلطيق "لتفيا واستونيا وليتوانيا" إلى جانب جمهورية فنلندا ذات الموقع المتميز على بحر البلطيق وألحقتهم بالاتحاد الأوروبى محجمة بذلك السواحل الروسية على هذا البحر الذى يصلها بشمال غرب أوروبا فكادت تتحول إلى دولة آسيوية، ثم تحولت إلى جمهورية أوكرانيا فى الجنوب الشرقى لتنتزع من روسيا حقول القمح الشاسعة والموقع البحرى الباقى فى المياه الدافئة على البحر الأسود والذى تعد القاعدة البحرية فى شبه جزيرة القرم أكبر وأهم قواعد الأسطول الروسي؛ وقد غامر الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة بمحاولة تقليم أظافر روسيا الاتحادية إلى درجة الإذلال معتمدة على حالة الانهيار التى أعقبت تفكك الاتحاد السوفيتي، ولعلها لم تتابع الجهود الأسطورية التى قامت بها روسيا الاتحادية لتستعيد مكانتها كقوة عظمى، كما أن غرور القوة جعلها تتجاهل ظهور شخصية تملك كل عناصر الزعامة الوطنية وخبرات تراكمت عبر سنوات مارست هذه الشخصية فيها أعمال المخابرات ودخلت دهاليز السياسة الدولية إلى جانب امتلاكها لكاريزما شعبية وشعور وطنى عميق تلك هى شخصية فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية.
ورغم أن بوتين كشف عن شخصيته القوية داخليًا بالحفاظ على سلطته وتوفيق وجوده فى أعلى مراتبها مع نصوص الدستور وخارجيًا فى فترته الرئاسية الحالية حين وقف بحزم ضد ضربة عسكرية أمريكية لسوريا؛ وتأكيد القوة الاقتصادية لروسيا بعقود الغاز مع الاتحاد الأوروبي؛ وارتفاع نسبة التجارة بين روسيا وأوروبا خاصة ألمانيا، فإن الغرب اندفع فى المغامرة الأوكرانية ومحاولة ضم أوكرانيا إلى اتفاقات اقتصادية مع الاتحاد الأوروبى تهدد بوضوح أمن روسيا القومى واستخدموا المال والدعاية الإعلامية لتمكين نظام حكم موال لهم ومعاد لروسيا فى أوكرانيا.
ولم يكن من الممكن أن تقف روسيا مكتوفة الأيدى أمام هذه المحاولات وفى ظل زعيم حقيقى يتمتع بالشعبية والخبرة والجسارة ويملك من عناصر القوة العسكرية والاقتصادية ما يكفل له الصمود والانتصار؛ وكانت شبه جزيرة القرم وهى مقاطعة روسية عبر التاريخ منذ عصر القيصرة كاترين، ودارت فيها وعليها حروب متعددة بين روسيا والإمبراطورية العثمانية وتحالفات للدول الأوربية مرات عديدة تمسكت فيها روسيا بشبه الجزيرة وقاتلت فيها ومن أجلها؛ وحين ضمت إداريًا لجمهورية أوكرانيا فى ظل الاتحاد السوفيتى عام 1954 لم يكن هذا الضم أكثر من نقل تبعية إقليم ما من محافظة إلى أخرى داخل الدولة الواحدة؛ ومعظم أهل شبه الجزيرة من الروس المتكلمين باللغة الروسية.
وقد اشترطت روسيا منح شبه الجزيرة حكمًا ذاتيًا، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي؛ ولذا أسرع برلمان شبه الجزيرة بالاستفتاء على الانضمام لروسيا عندما نجح الغرب فى تمكين نظام موال له ومعاد لروسيا فى أوكرانيا؛ وتسارعت خطى بوتين فى ضم شبه الجزيرة؛ رغم الجنون المثير للسخرية الذى مارسته دول الغرب وتهديداتها المضحكة بفرض عقوبات على روسيا الاتحادية مثل تجميد أموال بعض الأفراد ومنع سفر بعض رموز النظام الروسى إلى دول الغرب أما تهديداتهم بالمقاطعة التجارية والاقتصادية فهى هراء سوف يضر بهم أكثر مما يضر بالروس.
فمن الصعب الاستغناء عن الغاز الروسي؛ ولو حدث فستجد روسيا أسواقا له فى الشرق "الصين والهند" والاكتفاء الذاتى الروسى من المواد الأساسية لا يضاهيه اكتفاء ذاتى فى أية دولة أخرى؛ كما أن استعادة روسيا لدورها كقوة عظمى مواجهة للولايات المتحدة سيجمع حولها عشرات الدول من العالم الثالث التى عانت طوال العقدين الماضيين من طغيان وغباء قطب واحد؛ كل ذلك استطاع زعيم تاريخى أن يحققه بصورة غير مسبوقة فى التاريخ فلم يحدث أن استطاعت قوة إمبراطورية سقطت أن تستعيد عظمتها وتأثيرها بهذه القوة وتلك السرعة.
ولكنها شخصية الزعيم التى تعطى آثارها فى تجميع قوة وقدرات الشعوب والتى لا يمكن إنكار دور الفرد المتميز فى صناعة تقدم الأمم وحشد قدرات الشعوب وغرس روح الانتماء الوطني؛ مهما تشدق أنصار الماركسية بتجمع القوى العاملة "البروليتاريا" أو تباهى الليبراليون بقدرات الأحزاب والتجمعات الفكرية والسياسية فبدون الزعيم المتميز تتفكك قدرات الجماعات؛ وينفرط عقد الشعوب؛ وقد عاشت البشرية عبر تاريخها كله هذه الحقيقة، فقد حققت فرنسا أعظم انتصاراتها بقيادة بونابرت، ولولا زعامة تشرشل لهزمت بريطانيا أمام هتلر.
وحققت مصر أعظم تقدم لها فى العصر الحديث تحت زعامة عبد الناصر، ووضعت الهند أسس تقدمها بزعامة نهرو؛ وسوف تعود روسيا قوة عظمى موازية إن لم تكن قوة أعظم تحت زعامة "بوتين"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.