أثار وصف الدكتور عماد أبو غازى، أمين اللجان الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة، للصحافة بأنها مريضة نفسيا، جدلا بين الصحفيين، عندما صرح لليوم السابع ردا على ما أسماه البعض ب "هوس المؤتمرات": "الصحافة مريضة نفسيا، فإذا أقمنا مؤتمرات تتهموننا بالهوس، وإن لم نفعل تطالبونا بذلك". طارق الطاهر، رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة، أبدى اندهاشه من هذا القول وقال: "أعتقد أن هذه التصريحات لا تصدر عنه لأسباب عديدة أولها لأدبه الشديد، ثانيا أنه لا يليق لأى مسئول أينما كان أن يتهم الصحفيين بهذه الكلمات، أو يصفهم بكلمات تشير لكونهم مرضى نفسيين، لأنه من حقى كمواطن أولا وصحفى ثانيا أن أنتقد أى سياسات سواء أكانت صادرة عن وزارة الثقافة، أو أى قطاع فى الدولة، فما بالنا أن يصدر هذا التعليق من مثقف فى المقام الأول". وأشار الطاهر إلى أنه لم يكن مناسبا للدكتور عماد أبو غازى أن يقول هذا وهو على أعتاب تولى منصب جديد مثل أمانة المجلس الأعلى للثقافة، وأكد الطاهر أن توليه هذا المنصب يكاد يكون محسوما، وطالب الطاهر أبوغازى بأن يراجع نفسه بخصوص هذه التصريحات، لأن الصحفيين فى المقام الأول منهم من كان فى حكم تلامذته، ومنهم من كان فى حكم أساتذة له. فيما رفض مصطفى عبد الله أن يعلق على تصريحات أبو غازى معللا أنه لم يسمعها منه شخصيا وهو يدلى بهذا الرأى ولا يريد أن يبرره أو يدينه، وأشار عبد الله إلى أن الحياة الثقافية لا يمكن أن تكون انتقادا طوال الوقت، ومن الأفضل أن نقدم انتقادات محددة حول أحد مؤتمراتنا تمكن القائمين على عقدها من تدارك السلبيات، لتلافيها فى المؤتمرات المقبلة. وأشار مصطفى عبد الله إلى أنه من الجائز أن نتهم المؤتمرات فى عمومها بأنها نشاط زائد لا جدوى منه، وقال: "هل يمكن أن نتصور حياتنا الثقافية بدون هذه المؤتمرات، أو قل الملتقيات التى تتيح للمبدعين والنقاد والمفكرين، فضلا عن الإعلاميين العرب أن يلتقوا على أرض الواقع التى قد تحول ظروف كثيرة دون لقائهم، ربما طول العمر، فلا يتعرف أحد منهم على الآخر، ولا يتم تبادل الأفكار والمشروعات". وأكد عبد الله على أن المؤتمرات فى عمومها لا يمكن أن تكون شرا كما يصورها البعض، وأشار إلى أنه قد حضر مؤتمرات كثيرة، ولمس كم التطوير الذى اعتراها، وعليه فإن وصف جميع المؤتمرات بعدم الجدوى فيه الكثير من الظلم، مشيرا إلى أن الكثير من المؤتمرات العربية تسير على هدى مؤتمراتنا. الكاتب الصحفى صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة، وصف الوسط الثقافى بترديد الشعارات مثل ثقافة المهرجانات، وقال إن عماد أبو غازى يبذل الكثير من الجهد فى الإعداد للمؤتمرات التى ينظمها المجلس الأعلى للثقافة، ويجرى العديد من الاتصالات بالمشاركين، وهو يبذل فى ذلك مجهودا فوق طاقته، وعندما يستمع لهذه الانتقادات طبيعى أن يشعر بالأسف والضيق ويقول هذه التصريحات. واعتبر عيسى وصف أبو غازى للصحافة بالمرض النفسى، تعبيرا أدبيا غير مقصود، وقال إن الفكرة الأساسية أنه أصبح هناك الآن كلام يقال بدون تدقيق، فهناك مؤتمرات تنظمها مكتبة الإسكندرية ولا يحضرها أحد، ومؤتمرات المجلس الأعلى للثقافة تثير حساسية المثقفين، خاصة حينما يتم تجاهل دعوة أحدهم. وختم عيسى حديثه بالتأكيد على أن من يهاجمون مهرجانات ومؤتمرات وزارة الثقافة هم أنفسهم الذين يلبون نداءات المهرجانات فى الخارج، مضيفا أنه لا يعترض على النقد، وإنما يعترض على المصادرة، وأن الاعتراض يجب أن يأخذ شكلا علميا صحيحا. موضوعات متعلقة أبو غازى: الصحافة المنتقدة للمؤتمرات "مريضة نفسيّا"