عندما يهون الوطن

على قلوب مارقة.. عندما يضرب الجسد جروحا غائرة عندما نحيا فى ربوعها نتخوف أرضها نحتسى الأمان الذى ظل عنوانها عندما تتهاوى فيها أشلاء أبنائها والشظايا تدق أجساد من هم أمنها عندما يتولد الحقد فى الأفئدة وتحمل الأيادى مواد متفجرة ليدب الرعب فى سكانها. عندما تصحو على حوادث تحمل اليأس فى طياتها ويبقى أطفالنا ينتظرون فى أى لحظة غدر كلابها عندما، أرى الحزن يترامى فى أرجائها وصرخات النساء تعلو وتهز سماءها عندما تتساقط معانى الإنسانية فى عقول منفذيها ليصبحوا عبيد أعدائها، عندما تتعالى الضحكات خيانة ويصبح الموت سيلا يبتلع خيرة أبنائها عندما يهون الدم المصرى وتبتل الشوارع باللون الأحمر ليكسو طرقاتها عندما تحترق شموع الأمل فيها ويصبح الإرهاب سيدها عندما أرى نفوسا مريضة لم تتنفس هواها أو حتى شربت من نيلها، عندما أرى ضباب الغدر يعلوها ويزيل نضارتها ونستنشق دخان قنابلها عندما نعيش سويا الخوف يعترينا والتخوين يطاردنا والحب يموت فى حبها يبقى أمامنا نارا تتوقد من شجرة خبيثة جذرها متأصل فيه الفساد والخراب، فهل لنا من قوى أمين وحكيم يجتثها قبل أن يدمرها فهل لنا من هو يعى أنه يحكم أرض الكنانة احتوت حضارات متعاقبة أذهلت العالم فهل لنا من يبطش بقوة ولا يتراخى ضد من يلبسون أقنعة الظلام ويتلونون باسم الدين ويحملون فى ايديهم مشاعل الدمار فهل لنا من يوقف اتون تلك الحرب القذرة التى فى معناها لا علاقة لها الا بالمصالح وحب النفس فهل لنا من يوقف نزيف الوطنية المخضب بالدماء والذى يتناقص فى قلوب المصريين فهل لنا من ملهما يداوى جراح شعب تخبط لأكثر من سنتين لا يدرى أين يسير فهل لنا من قائد يقود أمة انتشر فيها الجهل والفوضى وضاعت فيها القيم والمعايير الآدمية.